يعتبر مدخل مكةالمكرمة عبر طريق الشرائع السيل السريع أحد أهم الطرق المؤدية للحرم المكي وأشبه بمعارض مفتوحة لشركات ومؤسسات بيع المعدات الثقيلة في مدينة تتربع على أغلى استثمار عالمي لهذا النوع من النشاط بحكم اشتعال جذوة الاستثمار بفعل تنفيذ المشاريع الحكومية في العاصمة المقدسة والمشاعر، فضلا عن تنامي حركة البناء والتعمير وارتفاع الطلب على الأراضي. لكن واقع الواجهة التجارية لهذا السوق يؤكد أنه يغرق في العشوائية والفوضى ويخدش الصورة الحضارية للأسواق المنظمة المنتظرة. جولة "الرياض" كشفت عن صور قاتمة السواد للفوضى التي يعيشها الشارع بفعل وجود المعدات الخربة والمهجورة والواقفة على قارعة طريق يعد الشريان الذي لا يعرف الهدوء آناء الليل وأطراف النهار. ورصدت "الرياض" وقوف مئات المعدات عشوائيا وحجزها لمساحات كبيرة بفعل الوقوف العشوائي، فضلا عن اعتداء ملاك المعدات على حرم الطريق التجاري العام فيما بلغت المخاوف الذروة من تسبب هذه المعدات في حوادث مميتة في حالة انحراف المركبات العابرة على طريق الشرائع العام وتحول هذه المعدات لفتيل يشعل الحرائق لا سمح الله. ولا أدل على الفوضى التي يعيشها الطريق من تحول الموقع لمعارض مفتوحة لاستقبال العملاء لغرض الهدم والإزالة والردم والتحميل وتفجير وتكسير الصخور حيث يجلس سائقو المعدات بجوار معداتهم للتفاوض المباشر. وإذا كانت كثير من المدن العالمية تفرض غرامات على استخدام حرم الطرق كمواقف وتطالب بدفع غرامات فإن طريق الشرائع تحول إلى أشبه بمكاتب مفتوحة لتأجير المعدات الثقيلة بكل أنواعها. ويحتضن الطريق أكثر من 20 شركة ومؤسسة ومعرضا لبيع وتأجير المعدات الثقيلة تضم آلاف السيارات والمعدات الثقيلة ما يجعلها أهم موقع لسوق المعدات الثقيلة في المملكة. ويطالب مراقبون وسكان في أحياء الشرائع بصياغة عمل بلدي ينظم أكبر سوق استثماري للمعدات لتحويلها إلى وجهة تجارية واستثمارية حضارية بشق طريق للخدمات وتحسين واجهات الشركات والمعارض ونقل المعدات الخربة والمهجورة.