كشفت نتائج دراسة استطلاعية حديثة أجرتها وحدة استطلاعات الرأي العام بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أن نحو (53.4%) من المصلين لا يتذكرون موضوع خطبة الجمعة الماضية، الأمر الذي يشير إلى تشتت انتباه وعدم تركيز أكثر من نصف المصلين على موضوع خطبة الجمعة، أو بسبب حضورهم المتأخر لصلاة الجمعة، إلا أن (52.4%) من عينة الدراسة يرون أن الموضوعات التي يطرحها خطيب الجمعة تلامس احتياجات المجتمع بشكل مباشر. وأظهرت الدراسة التي تناولت معرفة التأثير المجتمعي لخطبة الجمعة، أن ثلثي أفراد عينة الدراسة (67.4%)، يرون وجود أثر لخطبة الجمعة على حياتهم، الأمر الذي يشير إلى التأثير المباشر على تعزيز بعض القيم الاجتماعية والإنسانية، وتعديل عدد من السلوكيات غير المرغوب فيها. الدراسة تدعو لاستثمار التظاهرة الدينية الدورية في تنوير المجتمع وغرس القيم الإيجابية وقال مركز استطلاعات الرأي العام بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إن خطبة الجمعة تظاهرة إسلامية دورية مهمة وهي من أهم اللقاءات الواجب استثمارها إيجابيًا وتنمويًا وتنويريًا لتوجيه وتوعية المسلمين كافة وبشكل بنائي، إضافة إلى أهمية غرس وتعزيز وبناء العديد من القيم والاتجاهات والسلوكيات والأخلاق الإيجابية الحميدة التي يدعو إليها الإسلام وفطرة البشرية جمعاء، مشيرا الى ان سبب قيام وحدة استطلاعات الرأي بإجراء هذه الدراسة التي تهدف للتعرف على التأثير المجتمعي لخطبة الجمعة من وجهة نظر أفراد المجتمع نفسه. وشملت الدراسة الاستطلاعية نحو (685) فرداً يمثلون عينة عشوائية ممثلة لمجتمع الدراسة من كافة مناطق المملكة وتم اختيار عينة الدراسة الاستطلاعية بطريقة عشوائية باستخدام برنامج حاسوبي مصمم خصيصاً لهذا الغرض، وأكد نحو(60.4%) من المشاركين في الدراسة الاستطلاعية أنهم ينجذبون لإلقاء خطيب الجمعة، الأمر الذي يشير إلى مهارة خطيب الجمعة في جذب المستمعين لموضوع الخطبة، كما كشفت الدراسة أن نسبة مَنْ يرون أن خطيب الجمعة يمزج في أسلوبه عند طرح موضوعات خطبته بين الترغيب والترهيب بلغت (60%)، الأمر الذي يشير إلى كفاءة خطيب الجمعة في طرح المواضيع، كما تشير النتائج إلى أن نسبة (58.2%) يرون أن خطيب الجمعة يمزج في أسلوبه في طرح الموضوعات بين الإيجابية والسلبية, ونسبة (31.6%) من يرون أن خطيب الجمعة يستخدم الأسلوب الايجابي في الطرح، الأمر الذي يشير إلى إيجابية خطيب الجمعة بشكل عام في طرح موضوعاته من خلال رؤية إيجابية تحث على الانطلاق نحو الحياة بالعمل وتجاوز التحديات والمشاكل والفشل والتطلع نحو النجاح والإبداع والابتكار واستثمار الطاقات للنجاح في الدنيا والآخرة على حد سواء. وتمثلت الأهداف الفرعية للدراسة الاستطلاعية في التعرف على درجة تذكر أفراد المجتمع لموضوع خطبة الجمعة الماضية، والتعرف على درجة ملامسة موضوعات خطبة الجمعة لاحتياجات المجتمع الحالية، والتعرف على أثر خطبة الجمعة على حياة أفراد المجتمع، والتعرف على درجة الاستشارة أو الاستعانة من قبل أفراد المجتمع بإمام أو خطيب الجمعة في شؤونهم الخاصة، والتعرف على درجة جذب الخطيب للمصلين والمنصتين لخطبة الجمعة، والتعرف على أسلوب طرح الخطيب لموضوعات الخطبة بين الترغيب والترهيب من وجهة نظر أفراد المجتمع، والتعرف على أسلوب طرحه لموضوعات الخطبة بين الإيجابية والسلبية من وجهة نظر أفراد المجتمع. وخرجت أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة بشكل عام إلى وجود أثر إيجابي لخطبة الجمعة والموضوعات التي تطرح فيها على أفراد العينة وعلى حياتهم اليومية، وفي المقابل يظهر ضعف التواصل التفاعلي السلوكي المباشر في الشؤون الحياتية اليومية والخاصة على حد سواء بين خطيب وإمام الجمعة وأفراد العينة، حيث إن أفراد العينة لا يلجأون لخطيب أو إمام الجمعة في طلب الاستشارة منهم في بعض شؤونهم الخاصة، وكذلك عدم التركيز من المصلين على المواضيع التي يتم طرحها في الخطبة.