مصلحة بلادنا فوق كل اعتبار، والمساس بمصالحها ومواطنيها لايمكن التهاون في الوقوف ضده. هذه منطلقات أساسية في سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تصديه لكل من حاول أو يحاول الإساءة للوطن بأي شكل من الأشكال. كثرت حوالينا القلاقل والثورات، وتعددت الانتماءات والولاءات، وجاء من يزعم أن في استخدام الأفكار الهادمة والترويج لها، أو حمل السلاح وسيلة ناجحة لتحقيق الأهداف. تم الترقب وأخذ الحيطة والحذر ودراسة كل ما يدور حوالينا، وكيف يمكن لهذه البلاد أن تستمر في مسيرتها الخيرة نحو شاطئ الأمان وكيف، يمكن التصدي لكل مغرض أو مخرب. الإرهاب المسلح تصدت له الجهات الأمنية منذ زمن ونالت باستحقاق شهادة النجاح في التصدي لكل أشكاله وبكل قوة. وما يحدث بين فترة وأخرى لزعزعة الأمن هي محاولات تتم السيطرة عليها ووأدها في مهدها. الإرهاب الفكري، البعض حاول الترويج له باستخدام وسائل الإعلام بكل مخرجاتها للتضليل ودعم الأفكار والمبادئ الهدامة ظناً منهم أنهم سيتمكنون من قيادة الرأي العام والسير به كيف يشاءون، ومن هنا أخذنا نرى مقابلات تكتب وتصريحات متلفزة، وأخرى إذاعية، ناهيك عن وسائل التواصل الاجتماعي وفئات المغردين الذين يكتب بعضهم بأسماء وهمية، والآخر يضع أمام اسمه شعارات تفصح عن توجهاته وأفكاره. الحال لا يحتمل الصبر، والدائرة اتسعت رقعتها وكان لابد من العلاج الحاسم ومن هنا جاء قرار خادم الحرمين الشريفين بضرورة التصدي لكل من أراد شراً بالوطن. القرار حدد المنظمات بأسمائها وأوضح أنه لا مجال للتسامح، وشدد في تتبع المارقين وتطبيق أقصى العقوبات. وبين عشية وضحاها توارت خفافيش الظلام واختفت أسماء وحذفت مواقع وتغيرت صور واجهات ورموز، وحين يظهر الحق لابد للباطل أن يزهق. صحيح أن المملكة دار سلام وأمان ولا تسعى إلى الإضرار أو الإساءة لأحد، ولكنها بلا شك لايمكن أن تترك الحبل على الغارب لمن اعتقد أنه قادر على التحريض أو الترويج لكل معوقات الأمن والاستقرار في البلاد. هناك عيون ساهرة، وهناك قيادة رشيدة، وهناك من هو على استعداد أن يضحي بالغالي والنفيس حفاظاً على أرض ارتبط تاريخه بها، وقيادة يكن لها الولاء، وشعب يستحق التقدير والفداء. اليوم كل من أمسك قلماً، أو وقف أمام مايكروفون أو لوحة مفاتيح سيحسب ألف حساب لكل كلمة تصدر عنه أو فكرة يدعو إليها. لا انتماءات، ولا أفكار هدامة، ولا تأييد لجماعات مضلله، ولا خروج عن الجادة. الأعداء والمتربصون كُثُر، وإذا لم يدرك الجميع أهمية حماية وصون ما نحن فيه من نعمة وأمان فسيكون المجال مفتوحاً للخفافيش كي تطير من جديد وتنشر الرعب والخراب في كل الأرجاء، وهم بحول الله مدحورون.