تضم أنديتنا في اروقتها نماذج إدارية مشرفه واسماء يحتذى بها في تطبيق مفاهيم العمل الاداري الواعي واسلوبها الحضاري في التعامل والقيام بمسؤولياتها القيادية على الوجه الاكمل داخل وخارج اسوار النادي فضلا عن دورها الفاعل في تسيير امور النادي ونيل رضا وثقه العاملين معه. من تلك النماذج الرائعة يبرز اسم نائب رئيس نادي النصر وحكيمه الاداري العميد ( م ) فهد المشيقح الذي يعد واجهة رياضية مشرفة للعمل الاداري بنادي النصر وكفاءة قديرة نذرت نفسها لخدمة الحركة الرياضية من خلال ناديه العملاق ولم يبخل على النصر بالدعم المادي والمعنوي منذ ارتباطه به عضوا شرفيا قبل أربعة عقود تقريبا .. وحين تقاعد من عمله العسكري تفرغ للعمل الاداري في النصر وخدمة فرق النادي ولاعبيه في كل الالعاب على حد سواء . ولم يقتصر دور المشيقح على ذلك بل تعداه الى التواصل المستمر مع اعضاء شرف ناديه واقناعهم بالمساهمة في مصاريف معسكرات فرق النادي. إضافة الى دوره المؤثر في إذابة الخلافات الطارئة داخل اروقة ناديه. دور المشيقح الايجابي برز للعيان بعد وفاة الرمز النصراوي الاول الامير عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) اذ وقف مع كل الادارات التي تعاقبت على رئاسه النادي بدءاً من الامير سعد بن فيصل وانتهاءً بالرئيس الحالي الامير فيصل بن تركي . ومن الجوانب المضيئة في حياة هذا الاداري النصراوي المثالي مسارعته الى المساهمة في مهرجان اعتزال اللاعبين في كل الاندية بما فيها المنافس التقليدي الهلال وكلنا يتذكر حضوره ومشاركته في مهرجان اعتزال التمياط وسامي والدعيع . ومن المواقف التي تكشف نبل هذه الشخصية النصراوية ما حدث قبل ثلاثه اشهر حين دخل ارض الملعب بعد نهايه مباراة فريقه امام الشباب في دوري جميل واسمه غير مسجل في كشف النادي وفقاً لتقرير مراقب المباراة فعاقبته لجنه الانضباط بغرامه 10 آلاف ريال وما ان صدر القرار حتى اسرع المشيقح بتسديد الغرامة من جيبه مؤكدا ان حياته العسكريه علمته احترام النظام وبرر دخوله الملعب فرحته بفوز فريقه . والاجمل من ذلك كله رساله اعتذار شخصية ربما تعد الاولى والاخيرة من نوعها حتى اليوم بعثها المشيقح لرئيس لجنة الانضباط يعتذر فيها عن مخالفة النظام دون قصد من فرط حماسه ويشعره بمبادرته تسديد مبلغ الغرامة قبل مضي 24 ساعة على صدور القرار في صورة مثالية جميلة تبرز الحس الواعي لهذه الشخصية النصراوية. كما عرف المشيقح بسعيه الحثيث في تبني المبادرات الانسانية للاعبي النادي السابقين مثلما حدث بعد طرح الرياض المعاناة الصحية لنجم المنتخب والنصر السابق محمد سعد العبدلي فسارع نائب رئيس النصر الى زيارته في مستشفى الحرس الوطني وقدم له شيك مساعده ماليه ب100 الف ريال من كحيلان النصر المسافر آنذاك. في حين نرى لاعبين قدامى من أندية اخرى عانوا من ظروف صعبة وامراض دخلوا على اثرها المستشفيات ولم يحظوا بمثل هذه المساعدات او الزيارات الانسانية على اقل تقدير من رؤساء انديتهم ولا من شخصياتهم الادارية.. للاسف.. غير ان النصراويين ضربوا اروع الامثلة في الوفاء لنجوم أمسهم وهكذا هم سباقون في المبادرات الانسانية.