كشفت شركة «إعمار» النقاب عن مشروعها الأحدث لعرض هيكل ديناصور ضخم من فصيلة «ديبلودوكوس لونجوس(Diplodocus longus) وهو من أكبر المخلوقات التي عاشت على سطح الأرض في العصر الجوراسي المتأخر منذ حوالي 155 مليون سنة، وسينتصب الهيكل ضمن القاعة الرئيسية ل «دبي مول»، أكبر وجهات التسوق والترفيه في العالم، والذي من المتوقع أن يستقطب لهذه المناسبة زواراً من كافة أصقاع الأرض. وعاش الديناصور المذكور خلال عصور ما قبل التاريخ، ويبلغ طوله 24.4 مترا وارتفاعه 7 أمتار، وله ذيل يجره على الأرض ويماثله في الطول عنق ممتد ورفيع ينتصب عالياً بشكل مهيب كما لو كان الديناصور يتأهب لخوض معركة ما، وتم تركيب الهيكل العظمي للديناصور، والذي سيتم عرضه مجاناً أمام الجمهور، على يد فريق مختص من علماء الحفريات. وسيتولى فريق من الخبراء إثراء تجربة الزوار بمعلومات قيمة عن الديناصور، واستكشاف بقاياه الأحفورية، وتسليط الضوء على العملية المضنية والدقيقة التي خاضها فريق الحفريات لإعادة تركيب الديناصور بشكله الحالي. وبهذه المناسبة قالت نتالي بوجدانوفا، مدير إدارة أول، تطوير الأعمال والعمليات في «مجموعة إعمار لمراكز التسوق»: «تعتبر الديناصورات أكبر المخلوقات التي عرفها كوكب الأرض، وقد دارت حولها الكثير من الروايات والأفلام السينمائية، واليوم يحظى زوار 'دبي مول‘ لأول مرة في تاريخ الإمارة بفرصة نادرة لمشاهدة بقايا ديناصور بالحجم الطبيعي، وهو الوحيد من نوعه في العالم، ويشكل ذلك تجربة علمية مذهلة، ودافعاً كبيراً لزيارة المدينة، و'دبي مول‘ تحديداً». ويعتبر هذا الديناصور - الذي سبق عرضه في متحف «هيوستن للعلوم الطبيعيّة» أول هيكل عظمي أحفوري يتم تركيب أجزائه بشكل قائم. وتم شراء الهيكل من مالكيه الأصليين بواسطة خالد صدّيق رئيس مجلس إدارة «جاليري الاتحاد للفن الحديث» في أبوظبي، ومن اللافت للاهتمام أن عظام الهيكل المعروض تعود لنفس الحيوان، ما يرفع مستوى اكتماله إلى درجة غير مسبوقة، ويشكل هذا الاكتشاف عيّنة فريدة من نوعها كونها تجسد معايير الأمانة العلميّة وأساليب الحفظ المتقنة لهذا الديناصور الذي لا تضاهيه جودةً أية عينات تمتلكها المتاحف أو المجموعات الخاصة. وأضافت بوجدانوفا: «إضافةً لعرض هيكل الديناصور، سيتم تنظيم باقة متنوعة من الأنشطة التعليمية والترفيهية، ومنها عرض قطعة عظمية بطول متر واحد تتيح للزوار أخذ لمحة حقيقية عن الديناصور، وسيشهد دبي مول ارتفاعاً أكبر في أعداد زواره ولاسيما من محبي الديناصورات من مختلف أنحاء العالم إضافة إلى الزوار الذين ينشدون التمتع بهذه التجربة الفريدة». وتم العثور على بقايا هذا الديناصور البالغ عام 2008 في موقع «دانا كاري» بالقرب من بلدة «تين سليب» في شمال وسط ولاية وايومنغ الأمريكية، وهو يعود لسلالة «ديبلودوسيداي»، وتم العثور عليه في وضعية النوم وكانت كافة العظام المكتشفة كاملة وبحالة جيدة، مما ساعد علماء الحفريات على اكتشاف أجوبة لكثير من التساؤلات التي بقيت غامضة لفترة طويلة من الزمن، ومن الحقائق الفريدة حول هذا الاكتشاف أن الديناصور تعرض لإصابة خلال حياته قد تكون ناجمة عن عضة حيوان مفترس أو ضربة نتجت عن ارتطام ذيله القوي خلال تصديه لهجوم شرس. وحضر إزاحة الستار عن هيكل الديناصور في «دبي مول» عالم الديناصورات الألماني ريموند البيرسدويفر والذي تولى توثيق مزايا هذه الفصيلة من الديناصورات، إضافةً إلى جويل بارتش، مدير «متحف هيوستن للعلوم الطبيعية».