قالت نويا توريس، المتخصصة في مجال المخطوطات العربية، والكتب المترجمة من العربية وإليها: إن وجود المخطوطات العربية في إسبانيا يحظى باهتمام الدارسين، الأمر الذي كشف لي اهتمام الباحثين لها مما جعلني امام عدد كبير من المخطوطات، التي وجدت نفسي مندفعة إلى التعامل مع هذه المواد الأرشيفية التي وجدتها تتقاطع مع اهتمامات تخصصي في مجال المكتبات وتقنية المعلومات. وأضافت نوريا، أن اللغة العربية ما تزال حاضرة بشكل كبير عبر الكثير من المخطوطات التي كتبت بالعربية عبر عقود، شهدت الكثير من التحولات السياسية، جاء ذلك خلال الندوة التي أقيمت مساء أمس، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب، التي أقيمت بعنوان: "المخطوطات العربية في إسبانيا" التي أدارها الدكتور صالح السنيدي، الذي أشاد بما وجده من عناية المراكز الإسبانية في إسبانيا ومنها مكتبة مدريد، التي تعنى عناية كبيرة بالمخطوط العربي. ومضت نوريا خلال مشاركتها، مستعرضة العديد من المخطوطات العربية التي ما تزال موجودة في عدد من المكتبات العامة، وأخرى شخصية، اهتم أصحابها باقتناء المخطوط العربي، الذي كان بعض أصحاب تلك المكتبات من أصول عربية، في عدة مدن إسبانية، يأتي في مقدمتها قرطبة، وإشبيليا وطليطلة، غيرها من المخطوطات والكتب التي اختفت تدريجيا وخاصة بعد المتغيرات السياسية التي شهدتها إسبانيا. وقالت نوريا: لعل أكثر الكتب التي كانت عرضة للإتلاف والإحراق كتب الفلسفة، والكتب الدينية التي كان عادة ما يتهم مؤلفوها بعدة تهم دينية من عصر إلى آخر، مشيرة إلى أن مكتبة تلاسكوريال والمكتبة الوطنية تحويان قرابة 3000مخطوط عربي في مجالات معرفية متنوعة، وبأحجام مختلفة. وعن الاهتمام المؤسسي بتلك المخطوطات، وفي مقدمتها المكتبات العامة، قالت المحاضرة سعت العديد من الجهات ومنها مكتبة التاريخ الملكية ومجلس البحوث العلمي، بجمع العديد من المخطوطات التي كانت موجودة واخرى وصلت في حقب زمنية مختلفة حيث قامت المكتبة بحجمها وتبويبها، ومن ثم حفظها في مجلدات. ومضت نوريا مستعرضة الجهود الأكاديمية الجامعية في إسبانيا التي استعرضت خلالها عدة جامعات إسبانية تراوحت المخطوطات التي توجد لديها ما بين (45- 60) مخطوطا عربيا، وخاصة جامعة مدريد، وغرناطة، مشيرة في هذا السياق أن أغلب المخطوطات العربية موجودة بشكل عام لدى المؤسسات الحكومية من جامعات ومكتبات، ومعاهد للدراسات التاريخية والأثرية. واستعرضت نوريا خلال مشاركتها العديد من نصوص المخطوطات العربية، التي تمثل أغلبها في المخطوطات الأندلسية، معرجة على مضامينها من حيث الشكل والمضمون الذي يمثله نص المخطوط عبر عرض مرئي للعديد من المخطوطات بوجه عام، والمخطوط الأندلسي بوجه خاص، الذي وصفته بأنه يتسم بجودة الورق العالية، وأسلوب الكتابة المبهر، التي تتفرد بها المخطوطات القرآنية، مختتمة مشاركتها بعرض لمشاريع ترميم المخطوطات في إسبانيا، التي يقود أشهرها وزارة الثقافة الإسبانية، ضمن 18مركزا تعنى بالمخطوطات العربية. أما الدكتور عبد الله عبدالرحيم عسيلان، فقد استهل مشاركته عن المخطوط العربي، وما يحويه من التراث المعرفي في مختلف المجالات، الذي وصفه عسيلان بأنه لا يكاد يكون موجودا لدى أمة من الأمم الأخرى، الذي يجسد ضخامة التراث العربي، وجهود علماء العربية ومبدعيها في مختلف مجالات المعرفية. وقال عسيلان: شهدت الحضارة الأندلسية تلاقحا مشرقيا، زاد من وهجها المعرفي والعمراني والحضاري بوجه عام، إذ شاعت حركة التأليف وازدهرت الترجمة خلال العهد الأندلسي، فيجسد حجم الحركة الثقافية والفكرية في مختلف فنون المعرفة، التي ارتكزت على جلب الكتاب، وتشجيع حركتي التأليف والترجمة، كما هو الحال في عهد الحكم الثاني الذي استقطب إلى جاب ذلك حذاق النساخ. واضاف المحاضر ان مكتبة السلطان زيدان، مثلت نواة وجود المخطوط العربي الذي استقر ما تبقى منه في مكتبة الأسكوريال، مستعرضا الأسباب التي تبعت العصر الندلسي من تقلبات سياسية شهد العديد من حقبها حرق عشرات المخطوطات، والمؤلفات العربية. ومضى عسيلان مستعرضا مشاهداته لما وجده في مكتبة الأسكوريال، التي أثنى على ما شاهده فيها من مخطوطات، وصفها المحاضر بأن أغلبها مخطوطات مغربية، مبديا سروره على ما وجده من حفاوة الاستقبال من قبل منسوبي المكتبة، مشيدا بما لمسه من جهود مؤسسية في إسبانيا لمعالجة المخطوطات العربية، وحفظها وفقا لأحدث الطرق الحديثة. من اليسار: السفير خواكين برايث ورامون مايراتا وخوزيه ميغيل خلال الندوة د. عسيلان وإلى يمينه مقدم الأمسية د. السنيدي