عندما نستشعر مفردات تلك الكلمة المنزفة للقلب، نلتزم الصمت المحزن، بقضية شغلت كثيرا، وقهرت العديد، فاحداثها تستمر حتى الآن من دون توقف، اطفال قد رموا بقارعات الطريق، بلا رحمة، وبلا احساس بأن تلك الايادي التي حملت ليست قطعة منه، مولود لم يتجاوز ايامه اﻻول، ليجد نفسه بكيس او كرتون بوسط حاوية مهملات، او على رصيف شارع او بكرتون بزاوية مسجد ملفوفا بقماش، تعترينا مشاعر الألم والقهر يرافقها ألف سؤال وسؤال لماذا؟! هناك عدة اسباب، قد يكون بعضها صعبا، وهناك ايضا اسباب ﻻ نجد لها اجابة لسوء فعلها، وقباحة جراءتها، نخمن اﻻسباب ونقف عند الدوافع، فالفقرالشديد سبب، ولكن الله قال بكتابة العزيز (وَمَا مِنْ دَابَّة فِي الأرْض إِلا عَلَى اللَّه رِزْقهَا). والغواية هوى نفس غلبت عليه شهوته فأخطأ، والله حذرنا بقوله: "وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً". لكن عندما يخيم الران على القلوب ﻻ تبصر العقول الأخطاء حينها، لتغيب بلحظات لتكتمل الجريمة اﻵثمة، فيكون طريق الشيطان اقرب من حبل الوريد، ليخرج لنا ابرياء مرفوضون، لجريمة لم يرتكبوها، حملوهم اوسمة (لقطاء). محرومون من قبلة أب، وأم تحتضنه بسعادة، وكلمات حبست في محاجره للابد فلا يستطيع نطقها (أبي أمي أختي أخي) وقد يحرم إيضا من أبناء ينادونه بها، تقول الإحصاءات التابعة للشؤون اﻻجتماعية إن عدد اﻻطفال اللقطاء (او من يسموا بذوي الظروف الخاصة، بلغ عددهم اكثر من 621 طفلاً ما بين ذكور واناث، فماذا بعد ذلك، نريد حلا لتقليل تلك الجرائم، حتى نتمكن من القضاء عليها، ولعل اقل ما نستطيع فعله هو، زيادة التوعية لدى الفتيات والشباب، بمدى خطورة الأفلام المدبلجة والأجنبية خاصة، والمسلسلات التي تبث الرذائل، وما تنشره من تخيلات وقصص الحب والغرام، وعدم تركهم مع السائق اﻻجنبي، ومحاولة سد ثغرات الشيطان بكل موضع، فالمراقبة جزء من المسؤولية وامانة سوف نسأل عنها يوم الحساب، وتقوية الجانب اﻻيماني والروحي لدى اﻻبناء، ومحاولة توضيح الخلوة بين الجنسين وما تحدثه من سلبيات، مع شغل اوقات الفراغ بممارسة الرياضة واستنفاد كامل الجهد بها حتى ﻻ يجد مجاﻻ للوقت للقيام بما يشغله، واهمية منح الشباب الثقة بالنفس أنهم مسؤولون عن ذلك، والبعد عن المغريات التى تثير الغرائز، ولنأخذ من قصص اﻻبرياء عبرة تنير لنا طريقا للسلامة، ولنستشعر عظمة الذنب بقوله تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة) ولكن هل ادركت تلك الأم التي ألقت طفلها بجانب أحد المساجد بمدينة الدمام وقد كتبت بها عبارات التسامح عما فعلته بوليدها والدعاء له، فهذه عطايا الرحمن تقذف بالطرقات وغيرها من آلاف يسعى للعلاج من اجل كلمة طفل يناديها (ماما) قست القلوب، واستسهل الإثم ولكن الله لم يغفل، سيأخذ حق من جنيت عليه يوما، وﻻ تظنن ستر الله عليك كرامة؟ بل قد يكون استدراجا لتموت على هذا العمل وتلاقي الله به "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته".