لقد وصل الكثيرون إلى غايتهم في امتلاك المال، فكان لهم ما أحبوا من الصيت الذائع والذكر الشائع، ولكن تبقى المتعة الروحية واللذة القلبية والسعادة العقلية هي الهدف الأسمى والأرقى في حياة الإنسان طغت المادة على كثير من الناس وأوجدت شرخاً في كثير من الأسر وقطيعة لا لشيء وإنما ليكون رصيداً حسابياً مع الكبار حتى إذ حضرت للمجلس يقولون أتى رجل الأعمال تعظيم سلام ولكن كم هي أيام السعادة بهذا المال المغتصب بالتحايل سواء اختلس من مال الأفراد أو من مال بيت المسلمين أنظروا لقارون إين هو وأنظروا لمن كانوا يملكون كنوز الدنيا راحوا بكفن ابيض في كثير من الحالات من أهل الخير والأرض الواسعة التي سكنها بحق أو بغير اصبحت ملك غيره ودفن في ارض ليست ملكه مع الناس متر في مترين ونحن نتكالب على الدنيا ونأكل المحرّم ونقول هذا من حقنا وهذا عمولتنا او أتعابنا السعي وراء طلب الرزق أمر مشروع ولكن إذا ائتمنت على أي حق من الحقوق فأعطي الأمانة حقها هذه الأمانة تخلت عنها الجبال والسموات والارض وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً لو عدلنا وأتقينا الله فيما اؤتمنا عليه لما حضرت القطيعة صدق المصطفى حينما قال لا اخشى عليكم إلا من الدنيا ومتاعها نرقو على عواتق الغلابة وإذ سؤلنا كان نصيبنا من الدنيا السعادة ليست بالظلم والتحايل واخذ أموال الناس بالباطل السعادة أن ترضى بما كتب الله لك. اقبل البعض على هذه الدنيا بكل ما أوتي من قوة ويجعل منه ذلك الوحش الضروس الذي لا يرى إلا فريسته وضحيته يظلم هذا ويأخذ مال هذا ويضلل الحقائق ويخفيها حتى يظفر بقليل من المال لم يدرك أن الله يرى وحرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده المال مهما كُثر فهو وسيلة وليس غاية البعض يتعلل ببناء مُستقبل أولاده حتى لو كان هذا المال بغير طريقةً مشروعة لكن الملاحظ أن كثيراً ممن حصل على مال بالكذب والتدليس والتغرير والخيانة أن مصيره الزوال ويبقى عبئاً على صاحبه ووزر إلى يوم القيامة الخيانة لمن ائتمنك هي الأكثر وزرا وحسرة وندامة في الدنيا والآخرة فالذي ائتمنك وكل فيك الذي لايسهى ولاينام يندرج تحت سقف الأمانة كُل آمر مُستأمن عليه سواء في عمل الدولة أو الحقوق الخاصة حتى أهلك ومالك وعملك نتكالب على متاع هذه الدنيا والآخرة خيراً وأبقى فهلا راجعنا أنفسنا وأعدنا المظالم والأموال إلى أهلها ونمد يد التسامح معهم حتى من حصل على مال من بيت مال المسلمين بغير حق مشروع فهو يُعتبر خائناً لأمانته وعلى ما أؤتمن عليه ما أجمل وما ألذ المال الحلال والقناعة كنز لايفنى.