على الناس دالوب الزمان يدير وخيل الليالي بالفجاة تغير فمن عاش بالدنيا ولو شب مترف صيور ما يبدي كداه لخير فمن عاش بالدنيا سنينٍ طويله سواتيك ويا اللي يموت صغير نشيت بعجاتي ولا ادريش ما مضى علي وكيف الزمان يصير لما اريت الغيض لي من رفاقه جهارٍ وبين العالمين شهير فلا خير ٍ يفرح بقضيان عازه ولا طيبٍ بالموجبات يشير عرفته ولو كثرت الاوقاف بينهم اصبر لبعض التايحات خطير قضيت الهوى من لام الاحباب مثل ما قضى الحج من البيت الشريف نفير ودنيت للزيزا صميل ومزهب ومن فوق محبوك الفقار نجير وساعدت عن برد الشتا عضد ناقتي ولي كورها وسط النهار حصير وتقبلت من خوفي شماتات مبغضة هوا كالفٍ كبد الشمال شرير ثلاثين يومٍ عقب فرقا ارباعتي وعشرٍ لكور الناجيات نصير الى ديرتٍ ما يفقد الطل جالها بها البر لقب الجياد عذير أهل سربةٍ تبدي كدا الضد باللقا تجل من غال اللبوس حرير عشت بها بياع هيلٍ وفلفل وعطر وما يعبا لهن ذرير على الرغب والا ان لي نفس خير فلكن حظي عن هواي مدير لاشك حظي خان بي يوم بان لي على الخد من رجد البنان كشير دارٍ انادا يا خطيبٍ بربعه يحسبون أني عابد وفقير ما دريو أني في ضحى الكون عادتي على القوم في موجاتهن خطير مالي سوى مسلوبة البطن كنها جما ساق خفاق الجناح ظهير وسيفٍ ثقيل الروز في كف نادر الى ناش مريوش العظام يطير ياما سفكت يمناي من ساخن الدما الى ثار من عين الضبوح ذخير يا طارشي من جو حوران حثها أجارك من شر الشرور مجير أدع عنك باليمنى طويق ولا تكن لشوف الرعون الطافحات تحير بلادي عن المسمى جنوب وقبله عن الذخم غربي الظعون تصير قل للذي لي من حسينٍ بربعه تراي عن من لا لديه مجير صار المنيعي عنكم رأس مكسب وهو سهمته ينقل سقاه خضير مير ابشرك يا من باعني غير رابح الى طق في بعض المواقف زير وقابلوا شبح الذي يكرهونه وفيه لطلاب الديون هدير بيوم ٍ كداجي الليل غاطي قتامه اتشوف به نوض البروق كثير كم ميمرٍ مقدام قومٍ دعيته يجر الى قبرٍ مداه قصير يهاب المعادي حضرتي في ضحى اللقا ولا خط لي بين العوارض نير تمت وصلى الله على سيد الملا عدد ما همل وبلٍ وفيه منير الشاعر: جاء في تقديم النص «مقال الوايلي راعي حرمة» وجاء في مخطوط ابن لعبون «ممن أهملنا من ذرية مبارك جد سويد حمد الوايلي الشجاع الشاعر المشهور فمبارك هو ابن حمد بن ابراهيم بن حسين بن مدلج الوايلي، وقد أشار ابن لعبون إلى أن ابراهيم بن حسين كان حياً عام 870ه فيكون عام 936ه من السنوات التي عاشها مبارك على حساب الأجيال، وبدلالة قول ابن لعبون في حديثه عن حمد الوايلي (الناصر نخل بن عمه) نجد ناصر أخو مبارك وحمد بن ناصر بن حمد هو الذي غرس الناصرية وهو ابن عم حمد فيرجح لدي أن يكون حمد ابناً لمبارك وأنه كان حياً في عام 969ه. دراسة النص: ورد النص في عدد من المخطوطات ويلاحظ كثرت الاختلاف بينها ولعلنا نفرد موضوعاً مستقلا للمقارنة بين الروايات، وقد اعتمدت هنا على ما جاء عند هوبير وقد بدأ الشاعر قصيدته مؤكداً على أن الدنيا لا تدوم على حال لأحد ومن نشأ في ترف وخير فلا بد أن تتغير حاله وأن الموت واحد سواء عمرت طويلاً أو مت صغيراً ثم يبدأ بسرد حكايته وأنه كان شاباً لم يستفد من تجارب من سبقوه في الحياة إلى أن غضب عليه قومه واشتهر ذلك بين الناس فلم يعد بهم من يفعل خيراً فيقضي حاجته أو يشير عليه برأي فأدرك أنه غير مرغوب في بقائه عندهم فقرر أن يغادرهم إلى غير رجعة، وقد استعد لذلك فجهز ناقة ضخمة وماء وطعام وأدوات أخرى لزوم سفره وقد اتخذ من عضد ناقته مفترشاً يقيه برد الشتاء عند النوم وفي النهار يكون المقعد الخشبي على ظهر ناقته هو الحصير الذي يجلس عليه، وقد قصد الشمال في مواجهة موجات الهواء الشديدة البرودة وتحمل ذلك في سبيل أن يبتعد عن شماتة الأعداء فيه، وقد قضى في مسيره أربعين يوماً متواصلة حتى استقر في أرض لا ينقطع عنها الطل كناية عن كثرة مياها والمطر وأن القمح فيها يقدم وجبة للخيل دلالة على رخاء العيش ووفرته عكس نجد، ثم يبين أنه اشتغل فيها بالتجارة فأصبح يبيع الهيل والفلفل والعطورات والبهارات ليس رغبة في ذلك فهو صاحب همة وشيمة ولكنه من سوء حظه وقد اصبح أهل هذه الديار ينادونه بالخطيب معتقدين أنه رجل دين فقير، ولم يعلموا أنه فارس قد اعتاد خوض غمار الحرب لا يعرف إلا فرساً ضامر وسيفاً باترا وكثيراً ما سفكت يده الدماء حين يستعر القتال، ثم يخاطب نجاباً ينطلق من (جو حوران) بأن يقصد بلاد الشاعر ويصف له مسيره ويحدد موقع بلدته وعليه أن يبلغ قومه الذين يجتمع معهم في (حسين بن مدلج) سيكون عوناً لمن لا يجد شيئاً منهم بعد أن أصبح المنيعي ذا حظوة لديهم، وأنهم سيدركون خسارتهم له عندما تدق طبول الحرب وتصول عليهم الأعداء فيتحول نهار ذلك اليوم من كثرة الغبار إلى ليل حالك الظلام تضيء فيه السيوف كالبروق، فكثيراً ما جندل أمراء القوم ذوي الشجاعة والإقدام، فالأعداء تعرف فروسيته وتهابه منذ كان شاباً في مقتبل العمر لم ينبت شعر وجهه.