شباب الزلفي شباب طموح يهوى التحدي وركوب الصعاب، ولا غرابة عندما تسمع أو تشاهد إنجازاً كان مستحيلاً يطوعه شباب الزلفي ويجعله سهلاً واقعاً، كما فعلوا بمنشآت النادي من إضافة للمدرجات المرقمة بطاقة استعيابية تفوق الضعف وبوقت قياسي، وكذلك طباعة تذاكر ملونه وتحمل خارطة بموقع المقعد، إنجاز لا يصدقه إلّا من رآه على الواقع، وهذا الاستغراب يأتي من الذين لا يعرفون شباب هذه المدينة الجميلة الرائعة الحالمة الطموحة التي تقع ما بين جبل طويق والنفود. وللعلم التاريخ أعاد نفسه في هذه المناسبة، فالحادثه السابقة التي سأذكرها قديمة وعمرها أكثر من أربعين عاماً، عندما طالب أهالي الزلفي من وزارة المواصلات ربط مدينتهم بمنطقة القصيم عن طريق النفود، فأرسلت وزارة المواصلات في ذلك الوقت لجنة من المهندسين لمعاينة المكان الذي يرغب أهالي الزلفي فتح طريق منه إلى القصيم، وبعد زيارة المهندسين كتبوا تقريراً أن فتح طريق من هذا المكان مستحيل، وعادوا إلى الوزارة بهذا القرار، ولكن عزائم الرجال وسواعد أبناء مدينة الزلفي لم تركن إلى تقرير المهندسين، وقاموا بجهودهم الذاتية البسيطة وإمكانياتهم المتواضعة من سيارات قلاب صغيرة ومعدات بدائية وسواعد فتية وتضافر لجهود الجميع الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل إتمام فتح هذا الطريق المهم لمدينة الزلفي، حتى وصل الأمر إلى قيام الأمهات ومن لديهن أشياء ثمينة ببيعها وتقديم ثمنها دعماً لهذا المشروع، وبعد عدة أشهر قليلة جداً تم تمهيد الطريق والعبور منه إلى منطقة القصيم، وطلب أهالي الزلفي من مسؤولي الوزارة والمهندسين الذين كتبوا تقريراً عن عدم إمكانية فتح الطريق، ودعوهم إلى الحضور إلى مدينة الزلفي وافتتاح هذا الطريق، وكانت الدهشة الكبيرة حاضرة عندما شاهدوا الطريق ممهد ويربط الزلفيبالقصيم، ولم يستطع أحد من المهندسين أو مسؤولي الوزارة إبداء أي تعليق، فقامت الوزارة بعد ذلك بعمل تحسينات إضافية على الطريق وإتمام إنشائه. وهذه إحدى الشواهد التي ليست مستحيلة أمام سواعد شباب هذه المدينة التي اشتهر أهلها بقوة الإرادة وعلو الهمة، والتاريخ مليئ بالقصص والأحداث التي تروي شيئاً من ذلك.