أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إثر لقائه نظيره الأميركي جون كيري أنهما "توافقا على مساعدة الأوكرانيين في تنفيذ اتفاقات 21 شباط/فبراير" التي تم التوصل اليها في كييف. وصرح لافروف من باريس وفق مشاهد بثتها قناة "روسيا 24" التلفزيونية العامة "توافقنا على ضرورة مساعدة جميع الأوكرانيين في تنفيذ الاتفاقات التي وقعت في 21 شباط/فبراير". وقال ان المشاورات مع كيري تناولت "الوضع في اوكرانيا والخطوات التي يحاول شركاؤنا القيام بها عبر منظمة الامن والتعاون في اوروبا ومجلس روسيا والحلف الاطلسي ومنظمات دولية اخرى. هذه الخطوات لا تسهم في إشاعة أجواء من الحوار والتعاون البناء". وسيمدد لافروف زيارته لباريس ليجتمع بنظرائه الفرنسي والالماني والبولندي الذين شاركوا في توقيع اتفاقات 21 شباط/فبراير مع الرئيس الاوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة السابقة التي استولت على السلطة في كييف. وتلحظ هذه الاتفاقات التي رعاها الأوروبيون، تنازلات كبيرة من جانب يانوكوفيتش وخصوصا إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في موعد اقصاه كانون الاول/ديسمبر وتشكيل حكومة ائتلافية خلال عشرة ايام وعودة الى دستور 2004. وفي اليوم التالي لتوقيع تلك الاتفاقات، صوت البرلمان على اقالة يانوكوفيتش وظلت الاتفاقات حبراً على ورق. من جانب آخر، أعلنت مصادر دبلوماسية ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض الاجتماع مع نظيره الاوكراني اندريه ديشتشيتسا في العاصمة الفرنسية أمس. جنود روس يقومون بأعمال الدورية في شوارع سيمفيروبول عاصمة القرم (أ.ف.ب) وعقد اجتماع ثان بين كيري ولافروف في باريس عصر أمس بحسب مصادر دبلوماسية. وكان الرجلان التقيا في وقت سابق في قصر الاليزيه على هامش اجتماع دولي حول لبنان نظمه الرئيس فرنسوا هولاند. وخلال لقائهما الثاني الذي عقد في منزل السفير الروسي في باريس، تبادل لافروف وكيري النكات أمام بعض الصحافيين. وقال لافروف لنظيره الأميركي "انه ملف هائل" حين بادر الثاني الى فتح ملفه من الوثائق الرسمية، فرد عليه كيري "لست معنياً بكل شيء". ويكثف الغربيون ضغوطهم على روسيا لاحتواء التوتر في اوكرانيا عشية قمة طارئة للاتحاد الاوروبي يمكن ان تفرض فيها عقوبات على موسكو اذا لم تظهر ليونة حيال الملف الاوكراني. إلى ذلك، أبلغ وزير خارجية استونيا وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أن قادة اوكرانيين موالين للغرب ربما لعبوا دورا في عمليات قتل المتظاهرين في كييف في 20 و21 شباط/فبراير، بحسب ما أظهر تسجيل صوتي تسرب أمس. ويُسمع في التسجيل الذي تم تسريبه على موقع (يوتيوب) صوت الوزير الاستوني اورماس بايت يبلغ اشتون انه "ينتشر (في كييف) الان اعتقاد يزداد قوة بان (الرئيس الاوكراني المعزول فيكتور) يانوكوفيتش لم يكن هو وراء القناصة بل شخص من الائتلاف الجديد" في أوكرانيا. وقتل في 20 و21 شباط/فبراير عشرات المحتجين ونحو 15 ضابط شرطة، وقام البرلمان بعزل يانوكوفيتش في اليوم التالي. وفي التسجيل الصوتي للمكالمة التي جرت بين بايت واشتون في 26 شباط/فبراير، والذي اكدت استونيا صحته، قال بايت انه تم ابلاغه في كييف ان هؤلاء القناصة "هم نفس القناصة الذين قتلوا الناس من الجانبين". وأضاف بايت الذي أجرى محادثات مع قادة اوكرانيا الجدد في 25 شباط/فبراير، "من المقلق حقاً ان الائتلاف الجديد الان .. لا يريد التحقيق في ما حدث بالضبط". وردت اشتون بالقول "اعتقد اننا نريد اجراء تحقيق. اعني انني لم اعرف. لم انتبه لتلك النقطة. يا الهي". من جانب آخر، أفادت اوساط موفد الاممالمتحدة الخاص الى القرم في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان روبرت سيري قرر انهاء مهمته في هذه المنطقة بجنوب اوكرانيا بعدما احتجزه لوقت قصير مسلحون في سيمفيروبول عاصمة جمهورية القرم. وقال المصدر الذي يرافق سيري الذي كان وصل الثلاثاء الى هناك "انه بخير (...) ننتظر مواكبة للتوجه الى المطار. انه يريد ركوب طائرة الى كييف".