شهدت أسعار تعاقدات النافثا والإثيلين في الأسوق الأسيوية خلال الأسبوع الجاري ارتفاعاً حاداً نتيجة شح الإمدادات من أوروبا بسبب الأوضاع السياسية المتقلبة في أوكرانيا ومدعمة أيضاً بتعزيزات عقود النفط الخام الآجلة، حيث تابعت "الرياض" اقتصاديات المنتج وفق تجار حيث بلغت عروض النصف الثاني لشهر مارس (954.50 -956.50) دولاراً للطن تكلفة وتحميل اليابان بزيادة (12.50) دولاراً للطن عن سعر 28 فبراير الماضي، وقد ارتفعت عقود خام برنت الآجلة لشهر أبريل بزيادة (1.47) دولار للبرميل لتبلغ (110.54) دولارات للبرميل، بينما كانت تجارة عقود خام نايمكس الآجلة مرتفعة بزيادة (1.21) دولار للبرميل لتبلغ (103.81) دولارات للبرميل. وساهم في تلك الزيادات عدم استقرار الوضع عبر أوكرانيا ومخاوف شن حرب من روسيا مما أضاف مكاسب للنفط الخام، إضافة إلى شدة انخفاض تدفقات النافثا من الغرب الأمر الذي دعم مسألة ارتفاع الأسعار نتيجة لشح الوفورات، وقد قيمت أسعار تعاقدات النافثا للنصف الثاني من إبريل والنصف الثاني من مايو بزيادة 9.5 دولارات للطن. ومن المنتظر أن تتلقى آسيا تدفقات من النافثا طاقتها 700 ألف طن من أقصى البحار الغربية خلال شهر أبريل منخفضة بأكثر من نصف الكميات المتوقع وصولها في مارس، وفقا للتجار اللذين أشاروا إلى أن أسيا من المقرر أن تورد حمولات نافثا طاقتها (1.6-1.7) مليون طن من الأسواق الغربية، فيما تنحدر إمداد أقصى البحار من شمال غرب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، وروسياوالولاياتالمتحدة. ويحتمل أن تخفض بعض المصافي في أوروبا انتاجها بسبب تراجع الطلب على النفط والغاز وسط الشتاء الدافئ نسبيا، مما سوف يسهم بتقلص إمدادات النافثا إلى آسيا، بالإضافة إلى ذلك، تم تحويل بعض من إمدادات النافتا في أوروبا إلى مزيج الجازولين نظرا للطلب القوي في غرب أفريقيا، إلى جانب ضعف مخزونات الجازولين في الولاياتالمتحدة. ويحتمل أن تتجه الحمولات الأوربية صوب الولاياتالمتحدة إذا كانت القيم الاقتصادية الإقليمية جذابة بما يكفي. وقد ارتفع استهلاك الولاياتالمتحدة من وقود المحركات للأسبوع المنتهي في 21 فبراير، مما تسبب في انخفاض المخزونات وفقا لتقرير إدارة معلومات الطاقة الامريكية الذي صدر مؤخراً والذي أشار إلى أن انخفاض مخزونات الجازولين بمقدار 2.8 مليون برميل إلى 230.6 مليون برميل لذلك الأسبوع، بينما توقع المحللون رؤية ارتفاع بما يعادل 500 ألف برميل. وقد قادت محدودية التدفقات المتشددة من أوروبا لأسيا إلى ارتفاع أقساط التأمين في عدد كبير من معاملات النافثا الفورية في الأسبوع السابق. وقد أشترت شركة لوت الكورية للكيماويات طاقة 500 طن من النافثا للتوصيل إلى ديسان الكورية في النصف الأول من أبريل وفق تكلفة مرتفعة. وقد تم عقد صفقات لشحنات بعلاوة 12 دولارا للطن تكلفة وشحن اليابان، في وقت اشترت شركة لوت الكورية في وقت سابق من الأسبوع الماضي 50 ألفاً من امدادات النافثا الفورية للتسليم إلى يوسو في النصف الأول من شهر أبريل بعلاوة قدرها 7 دولارات تكلفة وشحن اليابان. وقبل ذلك العطاء اشترت الشركة ذاتها 25 ألف طن من النافثا الفورية للتسليم إلى يوسو في النصف الثاني من مارس تكلفة وشحن اليابان إضافة إلى زيادة 5.50 دولارات للطن. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الإثيلين في شمال شرق آسيا بمقدار 10-20 دولار للطن في الأسبوع المنتهي في 28 فبراير ليبلغ السعر 1.480-1.500 دولار للطن محققاً دفعة لسوق النافثا، وقد جدد المستخدمون النهائيون للإيثلين مخزوناتهم في خضم ارتفاع الأسعار وسط شح وفورات الأسواق. وتأتي مثل تلك الظروف لصالح عملاق النفط العالمي ارامكو السعودية بطاقتها الإنتاجية الهائلة من النافثا والتي تنتجها في مصافيها الضخمة في الرياض ورأس تنورة والجبيل وينبع ورابغ وجدة تصدر نسبا كبيرة منها للأسواق الأسيوية التي تشهد حالياً تطايرا كبيرا في حجم أسعار النافثا، فيما بلغت طاقة ارامكو لكافة منتجاتها التكريرية 4.5 ملايين برميل في اليوم تمثل طاقة تكريرية على مستوى العالم، بلغت حصة ارامكو منها 2.4 مليون برميل في اليوم عام 2012، إضافة إلى إنتاج 507 ملايين برميل من المنتجات المكررة، وتصدير 126 مليون برميل من المنتجات المكررة في نفس العام، في وقت تبلغ الطاقة الإجمالية للمصافي المحلية الأربع المملوكة لأرامكو السعودية، وهي مصفاة الرياض ومعمل التكرير في رأس تنورة ومصفاة ينبع ومصفاة جدة، أكثر من مليون برميل في اليوم.