على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها الدفاع المدني في التوعية المجتمعية، وتوسيع جغرافية انتشاره، وتأهيل عناصره، واستقطاب المعدات الحديثة، والتقنيات المستحدثة، إلاّ أن تلك الجهود لا تزال بحاجة إلى «شراكة حقيقية» من المدرسة، والأسرة، ووسائل الإعلام، ومؤسسات الدولة؛ لتعزيز مبدأ السلامة للأرواح والممتلكات، وتنمية الوعي تجاه كثير من السلوكيات السلبية أثناء وقوع الأحداث، وتحديداً التجمهر، وتأخر البلاغ، وعدم تطبيق إجراءات التعامل مع الحريق. ويبقى الدفاع المدني جهاز الدولة المتجدد فكراً وعملاً وتضحية في الميدان نموذجاً فريداً في التعامل مع أسوأ الظروف بحكمة وصبر وتحمل في المواقف الجسام، ويبقى رجاله الأوفياء «صادقين ما عاهدوا الله عليه» رغم من تحدّث، وأثار، وجادل، وناقش بحياد أو انحياز. «ندوة الثلاثاء» تناقش هذا الأسبوع -تزامناً مع اليوم العالمي للدفاع المدني تحت شعار «نحو مجتمع آمن»- شراكة المواطن في وعيه والتزامه بالسلامة مع رجال الدفاع المدني. اليوم العالمي في البداية أوضح اللواء "عابد الصخيري" أنّ اليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام يشمل كافة مدن ومناطق المملكة، حيث يتم تدشين الفعاليات عن طريق أمراء المناطق ومحافظي المحافظات، بمشاركة كافة شرائح المجتمع ووسائل الإعلام، مشيداً بتعاون وتفاعل جميع الجهات الحكومية والخاصة مع المناسبة؛ لأهميتها في مجال التوعية والتعريف بمهام ومسؤوليات الدفاع المدني في الحفاظ على الأرواح والممتلكات المحدقة بالإنسان في أي مكان، مشدداً على أهمية الشراكة المجتمعية للتوعية بالسلامة والوقاية من المخاطر. اللواء الصخيري: نستعين بإمكانات «الأجر اليومي» مهما بلغت التكلفة حفاظاً على الأرواح والممتلكات.. وحين نطلب الدعم من الآخرين لا يقلل من إمكاناتنا وإنما يعزز من شراكاتنا وقال: "تم الإعداد لليوم العالمي للدفاع المدني منذ ما يقارب الشهرين، حيث تم تنظيم محاضرات في الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة، إلى جانب التوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وتوزيع النشرات والمطبوعات التوعوية"، متوقعاً أن يكون اليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام رافداً للمعرفة والثقافة المجتمعية التي تهدف إلى التقليل من الحوادث والأخطار -أياً كانت-، والحفاظ على سلامة الإنسان والممتلكات العامة والخاصة. العقيد د. الشمراني: تأهيل العنصر البشري في عشرة مراكز تدريبية على الاطفاء والإنقاذ والتحقيق والسلامة وإدارة الكوارث والمواد الخطرة نشر الوعي وعقّب العميد "صالح العايد" على ما ذكره اللواء "عابد الصخيري"، مشدداً على أهمية الوعي كعامل أساس في توجيه وضبط السلوك في جميع المجتمعات، مشيراً إلى أنّ السلامة هي العنصر الأهم لأي عمل، والدفاع المدني بدون تظافر الجهود من قبل أطياف المجتمع لا يمكن أن يصل إلى الهدف المنشود في تحقيق الوعي الكامل، وتحديداً تجاه سلوكيات البعض الخاطئة وتجاهلهم تعليمات وأصول السلامة، مبيناً أنّ المديرية العامة للدفاع المدني لا تفعّل دورها التوعوي فقط خلال اليوم العالمي للدفاع المدني، بل إنّها مستمرة في نشر الوعي عبر وسائل الإعلام التقليدية، ومواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف أنّ المديرية العام للدفاع المدني لهذا العام بدأت ببرنامج تدريبي للمعوّقين حركياً، حيث تم تدريب ما يقارب ال (1000) معوق، وسينظم لهم احتفال في اليوم الثاني بعد اليوم العالمي للدفاع المدني، إذ تم تدريبهم على كيفية التصرف الصحيح عند وقوع الحوادث. العميد الشغيثري: (1.5) مليون منشأة مرخصة ورصد (2993) مخالفة العام الماضي العميد العايد: الوعي يتنامى في المجتمع رغم مغامرات الضحايا في بطون الأودية العميد آل مذهب: شاركنا بمشروع النقل العام في الرياض لتأمين الممرات والأنفاق والمحطات الرئيسة الإشراف الوقائي وكشف العميد "عبدالله الشغيثري" عن احصائية عدد المحال التي خضعت للإشراف الوقائي، وبلغ عددها على مستوى المملكة حوالي (1.500.000) منشأة مرخصة، موضحاً أنّه تم رصد (2993) مخالفة في عام 1434ه. وقال: "ليس من مهام المديرية العامة للدفاع المدني جباية الأموال، وإنما تطبيق النظام والمحافظة عليه من خلال إقرار جزاءات رادعة؛ للحد من التكاسل والإهمال والتهاون، وإحالة الأشخاص المخالفين إلى لجان شبه قضائية مختصة في المدن والمحافظات". اللواء الصخيري وكبار المسؤولين في الدفاع المدني يثمنون الوعي المجتمعي لتعزيز مظاهر السلامة تلقي البلاغات وأوضح العميد "سالم آل مذهب" إنّ صيغة تلقي البلاغ الأولى في غرفة عملية الدفاع المدني تمثّل لديهم أهمية كبرى؛ لأنّهم يتعاملون مع الزمن في مباشرة الحوادث، مبيّناً أنّه من خلال السنوات الماضية ثبت لديهم أنّ هناك تطوراً كبيراً في مستوى الوعي العملياتي لمن تعرضوا للحوادث، حيث أصبحوا قادرين على إيصال الرسالة بسرعة من خلال تمرير البلاغ وصيغته ونوعيته وموقع الحادث، في حين كانوا في الماضي يعانون من لبس في صيغة وكيفية التصرف أثناء البلاغ، مرجعاً سبب الوعي إلى تكثيف رسائل وبرامج التصرف عند وقوع الحوادث ما أدى إلى غرس مفهوم السلامة والجانب الوقائي. العقيد د. آل عمير: نظام الدفاع المدني الحالي يمثّل «إدارة الكوارث» وليس هناك اختلاف في التفاصيل العقيد د.العتيبي: تسجيل (86477) حادثاً على مستوى مديريات المناطق خلال عام العقيد د. القحطاني: لسنا بعيدين عن الدول المتقدمة في إجراءات ومعايير التحقيق والإطفاء وأضاف أنّ غرف عمليات الدفاع المدني تعمل على مدار الساعة، وهي مهيأة بكامل الكوادر البشرية والأجهزة الخاصة بكيفية استقبال البلاغ، وموقع المتصل، خصوصاً داخل المدن الكبرى، موضحاً أنّهم يعملون على تطوير غرف العمليات في المناطق والمدن، عن طريق ربط وتحديث بعض المعلومات والخرائط الخاصة بالمواقع وبيئة البلاغ، مشدداً على أنّ تلقي البلاغ، وتحريك الفرق، ومباشرة الحادث، وإدارة الحادث؛ تتم وفق آلية معينة، وآلية تسجيل توضح سير العمليات، مبيّناً أنّهم يراجعون التسجيلات لمتابعة السلبيات والإيجابيات، بمشاركة جهات أخرى، مثل: شركة الكهرباء، والهلال الأحمر، والأمانات. دور وقائي وقال العقيد "د.علي آل عمير" إننا في الدفاع المدني نتعامل مع الكوارث بمفهوم الدفاع المدني الشامل، من خلال مكوناته المختلفة المشاركة في تنفيذ أعمال الدفاع المدني، وهي الوزارات وبعض المصالح الحكومية الأساسية، مثل: وزارات الشؤون البلدية والقروية، والصحة، والحرس الوطني، موضحاً أنّ من أساسيات مواجهة الكارثة هو الإعداد الوقائي المسبق، وتحديداً الاحتياطيات والإجراءات اللازمة للسلامة، عن طريق تطبيق الأنظمة واللوائح المختلفة، سواءً من المديرية العامة للدفاع المدني أو من الوزارات ذات العلاقة، مثل: المالية، والشؤون البلدية والقروية، والصحة. وأضاف أنّ هناك اختلافا في مسمى الكارثة من دولة إلى أخرى، ومن شخص إلى آخر، ولكن نظام الدفاع المدني حدد الكارثة بأنّها تتعلق بكل حادث يتعدى إمكانات أي جهة تتولى مسؤوليته، وبالتالي الحاجة ماسة إلى مساندة الجهات ذات العلاقة أثناء الكارثة، وتفعيل الإجراءات غير المعمول بها في الأوقات العادية. اتساع رقعة الحريق التحدي الأكبر أمام رجال الدفاع المدني خطة خمسية وبيّن العقيد "د. ماضي العتيبي" أنّ الدفاع المدني - مثل باقي الجهات الحكومية الأخرى - لديه خطط خمسية، موضحاً أنّهم الآن في الخطة الخمسية التاسعة تماشياً مع الخطة الخمسية التاسعة لكافة أجهزة الدولة، منوهاً بأنّ المديرية لديها هدف رئيس هو المحافظة على الأرواح والممتلكات، ولديها خمسة أهداف فرعية وضعت لتحقيق هذا الهدف الرئيس، وتسعى خلال الخطة الخمسية لتحقيق الأهداف الفرعية، حتى يتم تحقيق الهدف الرئيس، مشيراً إلى أن هناك خططا سنوية تصدر من مديريات المناطق، حيث تصدر من كل مديرية خطة سنوية عن السنة التي تمثلها في الخطة الخمسية، وأثناء إصدار الخطة السنوية تتم متابعة هذه "الخطة السنوية" بكافة أهدافها. وأضاف أنّ كل مديرية تصدر تقريرين سنويين، تشتمل على قياس الأداء في عدة جوانب، فمثلاً خلال العام الحالي - أي السنة الرابعة من الخطة - باشرت المديرية العامة للدفاع المدني حوالي (86477) حادثاً على مستوى مديريات المناطق، لافتاً إلى أنّهم من خلال هذه الحوادث يقيسون أداءهم على مدى خمس سنوات. تأهيل العنصر البشري وعلّق العقيد "د. عبدالله الشمراني" على ما ذكره العقيد "د. ماضي العتيبي"؛ مشدداً على أنّ من أولويات المديرية العامة للدفاع المدني رفع قدرات العاملين لديها، سواءً الضباط أو الأفراد أو المدنيين، إضافة إلى الجانب الآخر المتعلق برفع الوعي الوقائي والمعرفي لدى كافة شرائح المجتمع، مبيّناً أنّ هناك خططا سنوية لرفع كفاءة وقدرات منسوبي المديرية، ضمن دراسة وبرامج مصممة من أجل أن تلبي احتياجات العمل العملياتي، والميداني، والعمل الإداري المكمل للعمل الميداني، حيث هناك مسار تدريبي للضباط والأفراد ملزم لهم جميعاً؛ لما له من ارتباط بترقيتهم وإجراءات إدارية أخرى، بالإضافة إلى دورات تخصصية يعقدها معهد الدفاع المدني ومراكز التدريب، إضافةً إلى (10) مراكز تدريبية في مناطق المملكة تمت تهيئتها لتلبي متطلبات التدريب، سواء في الاطفاء، والإنقاذ، والتحقيق، والسلامة، وإدارة الكوارث، والمواد الخطرة، وغيرها من الأفرع الإدارية المساندة للعمليات. وأضاف أنّ كل هذه البرامج توجه للضباط والأفراد، موضحاً أنّ لديهم تعاونا مع منظمات دولية ومعاهد دولية متخصصة، من أجل رفع كفاءة منسوبي الجهاز، إلى جانب برامج الابتعاث للدراسات العليا في كافة التخصصات التي تعنى بأعمال الدفاع المدني، منوهاً بأنّ هذه الدورات يتم تقييمها كل فترة، وقياس مخرجاتها، مشدداً على أنّهم يركزون على جودة المخرجات أكثر من الكم في العمل التدريبي. الصورة الذهنية عن الدفاع المدني لدى الناشئة أفضل حالاً من الأجيال السابقة «أرشيف الرياض» تعاون دولي وحول الإفادة من التجارب الدولية؛ أوضح العقيد "د.سعد القحطاني" أنّهم حريصون على عملية الشراكة والتعاون الدولي في كافة المجالات التي تخدم الدفاع المدني، حيث أنّ لديهم تعاونا مع العديد من القطاعات والمنظمات الدولية، كالمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني في "جنيف"، موضحاً أنّ المملكة من المؤسسين لهذه المنظمة منذ عام 1972م، حيث تُعنى بمواجهة الكوارث الإنسانية، وتتعاون فيها الدول وتتشارك في حالة وقوع الكوارث، وتشارك فيها حوالي (53) دولة، ويضم المجلس التنفيذي (22) دولة - من بينها المملكة -، حيث يضع السياسات العامة للمنظمة، موضحاً أنه من خلال اجتماعات المنظمة والمجلس التنفيذي يتم اقرار اليوم العالمي للدفاع المدني والدول الأعضاء هي التي تقترح المسميات، بناءً على دراسات وتوصيات ترفع للمنظمة من خلال ما تعانيه الدول من مشكلات. وأَضاف أنّ اليوم العالمي بدأ تفعيله أثناء اجتماع الجمعية العامة عام 1992م، وهو إحدى ثمار هذا التعاون مع المنظمة الدولية، وكل عام له مسمى محدد، والمملكة كان لها السبق في اقتراح المسمى؛ بهدف رفع سقف الوعي لدى الجمهور في المملكة وغيرها من الدول، منوهاً بأنّ لديهم تعاونا مع منظمات أمريكية وأوروبية وآسيوية في العديد من المجالات التي تخدم الدفاع المدني. بئر تبوك وشدد الزميل "سليمان العصيمي" في مداخلته على أهمية الوعي المجتمعي تجاه تعزيز مظاهر السلامة في المجتمع، ودعم برامج الشراكة الإعلامية مع الدفاع المدني، مشيداً بتجربة "الرياض" في هذا الخصوص خلال موسم الحج، متسائلاً عن حادثة "بئر تبوك" التي راحت ضحيتها الطفلة "لمى" ومدى انكشاف إمكانات الدفاع المدني في التعامل مع الحادثة؟ وأجاب اللواء "عابد الصخيري"، قائلاً: "السبب المباشر في الحادثة هو الإهمال، إضافة إلى التأخر في البلاغ، وقد سبق أن واجهنا في منطقة الرياض العديد من حالات السقوط في الآبار الإرتوازية واستطعنا - بفضل الله- أن ننتشل أشخاصاً أحياء"، موضحاً أنّ بئر الشمال كانت مردومة، وفي مكان غير مكيس وعلى عمق طويل، مع وجود بعض الصخور في بعض أجزاء البئر، وقد سقطت الطفلة على مسافة بلغت حوالي (38) متراً، وتوفيت مباشرة، ولكن الإعلام الجديد تحديداً شارك في عملية تضخيم الحادث، والتقليل من إمكانات الدفاع المدني وهذا غير صحيح، مؤكداً على أن الدفاع المدني حين يطلب الدعم من أرامكو أو أي جهة أخرى لا يقلل من إمكاناته، وإنما يعزز من مستوى شراكاته. وأضاف أنّه في البداية وردت إليهم شكوكاً بوجودها في أعماق البئر، ولكن تأكدوا من ذلك، لافتاً إلى أنّ الدفاع المدني لم تتوفر لديه كل الإمكانات، ولكنّ النظام يخوّله من الاستعانة بكل الإمكانات بالأجر اليومي مهما بلغت التكلفة حفاظاً على الأرواح والممتلكات، مشيراً إلى أنهم في الدفاع المدني واجهوا تربة تنهال بكثافة، لذلك كان لابد من إبعادها حتى لا يفقدوا ضحايا آخرين؛ لذا تمت الاستعانة بكافة الجهات، حيث اصطدمت جهود رجال الدفاع المدني بصخور ربما كانت أقوى من الفولاذ، وتم اللجوء لكبريات الشركات في الدولة ضمن نظام الدفاع المدني الذي يخول الجهات المدنية بالمشاركة في أعمال الإنقاذ مع الدفاع المدني. تسجيل المحادثات وتساءل الزميل "د. أحمد الجميعة" عما تثيره مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات سلبية عن الدفاع المدني، وتحديداً التأخر في الحضور، وهل تسبب هذه المعلومات حرجاً على الدفاع المدني إذا ثبتت صدقيتها بالصور؟ وأجاب اللواء "عابد الصخيري"، قائلاً: "كلكم تعلمون أنّ هناك أجهزة تسجيل في جميع المناطق على المحادثات السلكية واللاسلكية في كل مراكز الدفاع المدني، وعندما نصل إلى مرحلة نختلف فيها نحتكم إلى أجهزة التسجيل التي لا تترك شاردة أو واردة، ونحن لا نبرر أخطاءنا فإذا تأخرنا نقر بتأخرنا، ونقر بأخطائنا، وبطريقة تعاملنا مع الحوادث، وليس لدينا ما نخفيه في أعمالنا، ولسنا منزهين عن الأخطاء مع سعينا الدؤوب أن لا نقع في الأخطاء الكارثية". إدارة الكوارث وتداخل الزميل "ماجد البريكي" متسائلاً عن عدم إيجاد إدارة خاصة بالكوارث تضم تحت مظلتها العديد من الجهات الحكومية؟ وأجاب العقيد "د. علي آل عمير"، موضحاً أنّ موضوع إيجاد هيئة تُعنى بإدارة الكوارث سبق أن طُرح كثيراً على جميع المستويات الإعلامية، خصوصاً من قبل المتخصصين الذين لهم علاقة بهذا الجانب، سواء العاملين في الإدارة أو لهم علاقة بالمؤتمرات الخارجية، لافتاً إلى أنّ مسمى إدارة الكوارث موجود في جميع دول العالم، سواء من الناحية الأكاديمية أو الناحية العملية، وفي عام 1420-1421ه تم اقتراح إنشاء هيئة وطنية لإدارة الكوارث، وتمت دراسة هذا الأمر على مستويات عليا، وتمت مناقشته على مدى عامين، ثم رُفع إلى المقام السامي وتمت إعادة دراسته في هيئة الخبراء، وتوصل المجتمعون إلى أنّ نظام الدفاع المدني الموجود حالياً هو نفسه يمثّل نظام إدارة الكوارث، وليس هناك اختلاف يذكر. وعقّب اللواء "عابد الصخيري" على ما ذكره العقيد "د. علي آل عمير"، مؤكّداً على أنّ الكثير من الصحفيين شاركوا في حالات الأزمات الناتجة عن الأمطار والسيول، موضحاً أنّ أمراء المناطق هم رؤساء لجان الدفاع المدني في تلك المناطق، حيث تتألف أعضاء اللجان من كافة الجهات الأمنية والخدمية في أجهزة الدولة، ولهم الحق أن يستدعوا من يرون أنّ حاجته ضرورية، منوهاً بأنّ إدارة الكوارث لها اختصاصات تتعلق بتحليل الأخطار المحتملة والمتوقعة، وبالتالي تجري الدراسات في مدينة الملك عبدالعزيز للدراسات والتقنية عن أعمال الدفاع المدني. وأضاف أنّ لديهم مراكز أبحاث خاصة بالدفاع المدني، وهناك مراكز أخرى خاصة بالقطاع الخاص تشارك معهم بصفة مستمرة، إضافةً إلى دراسات الجامعات وبعض الجهات العلمية؛ مما يؤكّد على أنّ إدارة الكوارث موجودة على أرض الواقع، وهناك خطط موضوعة، وكل جهة تمارس دورها واختصاصاتها تحت مظلة إدارة الدفاع المدني. المواد الخطرة وتساء الزميل "د. أحمد الجميعة" عن المواد الخطرة ودور الدفاع المدني في التعامل معها؟، وأجاب العقيد "د. علي بن آل عمير"، مبيّناً أنّ المواد الخطرة تعد من الهواجس التي تشغل بال كل مخطط ومنفذ ومن يتعامل مع هذه المواد، سواء في المصانع أو المواقع التي تُحفظ فيها مثل هذه المواد، لافتاً إلى أنّ كل الجهات التي تحوي مواد خطرة توجد بها وحدات خاصة لمكافحة المواد الخطرة، مستشهداً بمدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، حيث توجد فيهما فرق متخصصة للوقاية من المواد الخطرة. لجان التحقيق وعاد الزميل "د. أحمد الجميعة" متسائلاً عن تأخر لجان التحقيق في الحوادث عن إعلان النتائج مقارنة بالدول المتقدمة؛ مما يفتح باباً للتكهنات والتساؤلات والإشاعات غالباً، خاصة حينما يكون من بين ضحايا أو مصابي الحوادث أجانب كما حصل مؤخراً في حادث حريق فندق المدينةالمنورة. وبيّن العقيد "د. سعد القحطاني" أنّ التحقيقات تسير بخطوات وإجراءات محددة، مضيفاً: "نحن لسنا بعيدين عن الدول المتقدمة في إجراءات ومعايير التحقيق والإطفاء"، وعلّق اللواء "عابد الصخيري"، موضحاً أنّ حوادث الحريق على وجه الخصوص تحتاج إلى وقت طويل من أجل فحص الأدلة؛ لأنّ الحريق يقضي على كل شيء، والمختبرات تحتاج إلى وقت طويل من أجل الوصول إلى الأدلة، وتقارير اللجان ربما يحتاج إلى (10) أيام حتى يرى النور؛ لأنّ الموجودات والآثار يتم فحصها بشكل دقيق. النقل العام وطرح الزميل "د. أحمد الجميعة" سؤالاً عن مشاركة الدفاع المدني في مشروعات النقل العام في عدد من مناطق المملكة، وتحديداً في مدينة الرياض، وأجاب العقيد "سالم آل مذهب"، موكّداً على أنّ الدفاع المدني متواجد في جميع المشروعات والمخططات التي تتم داخل مدينة الرياض، خصوصاً مشروع النقل العام، حيث كان لهم رأي في التخطيط والرؤية العامة عن المشروع، من حيث الممرات والأنفاق والمحطات الرئيسة، مشيراً إلى أنهم شاركوا في هذا المشروع من جانبين: (الوقائي) المتعلق بمدى توفر وسائل السلامة، والجانب الآخر (التدريب) من أجل المواجهة المستقبلية للفرق الميدانية، لافتاً إلى أنّ زيادة أعداد مراكز الدفاع المدني ساهمت في وصولهم في الوقت المناسب، وعدم تأثرهم بالحوادث واختناقات الطرق. وعقّب العميد "عبدالله الشغيثري"، قائلاً: "يجب على المواطن أن يتحمل جزءاً من تبعات هذه المشروعات الكبيرة، وأن يكون أكثر صبراً وتعاوناً، حتى تكتمل"، مشدداً على ضرورة أن تتهيأ فرق الطوارئ للفترة المقبلة؛ لأنّ المشروع سيؤدي إلى تغيير جذري في اتجاهات بعض الطرق، مبيّناً أنّهم يتابعون التغيّرات من خلال لجنة مكونة من المديرية العامة للدفاع المدني، ومتواصلون في تنظيم العديد من ورش العمل مع شركائهم في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ومع اتحاد المقاولين العاملين في هذه المشروعات. الأبراج الشاهقة أكثر أماناً..! تساءل الزميل "راشد السكران" عن تطبيق الدفاع المدني لمعايير السلامة في مباني الأبراج العالية التي بدأت تتزايد في المدن الكبرى؟، وأجاب العميد "عبدالله الشغيثري"، موضحاً أنّه في كل الدول لوائح خاصة تتعلق بشروط البناء، وإدارات الدفاع المدني لديهم ترتيبات بشأن تصنيف المباني: المكونة من (4) أدوار، وما دون (10) أدوار، وما دون (30) دوراً، وما أعلى من (30) دوراً، مبيّناً أنّ هناك لوائح خاصة للأبراج والمباني الشاهقة، حيث تمثّل قرية أو مدينة مصغرة تشتمل على جميع الخدمات، حيث تنص شروط السلامة أن تشتمل على الطاقة الكهربائية، والتنقل، والإخلاء في الدور العشرين، والإطفاء، والإنذار، ومواقع الإيواء المؤقتة، كاشفاً أنّ هناك شروطاً قاسية لإنشاء الأبراج، خصوصاً بعد إقرار كود البناء السعودي، ولا يمكن - بإذن الله- أن تتعرض هذه الابراج إلى كوارث إذا تم الالتزام الكامل بشروط الصيانة. وعقّب اللواء "عابد الصخيري" على ما ذكره العميد "عبدالله الشغيثري"، مبيّناً أنّ الأبراج تشكّل هاجساً أمنياً لدى الأشخاص الذين لا يعلمون شيئاً عن أنظمة السلامة، مضيفاً: "لعلكم تعلمون أنّ أقدم الأبراج لدينا هو برج الخالدية في شارع الخزان بمدينة الرياض، ولم يسبق أن سجلنا حادثاً في هذا البرج طيلة (27) سنة؛ لوجود إدارة خاصة بالسلامة والاخلاء"، موضحاً أنّه توجد فيها كذلك أنظمة تقنية تحدد وتعطي إشارات دقيقة على المواقع التي توجد فيها خطورة، عن طريق إنذارات وبسرعة فائقة، وحتى لو تم قطع الكهرباء الرئيسية هناك تيار احتياطي، ولو انقطع التيار الاحتياطي هناك نظام لاعادة التيار، إلى جانب مخارج طوارئ مصممة لهذه الكوارث. هل تؤيد تفتيش الدفاع المدني للمنازل؟ طرح الزميل "د. أحمد الجميعة" سؤالاً عن مدى توجه الدفاع المدني في استصدار "إذن نظامي" بالتفتيش على المنازل للتأكد من السلامة في المسابح، وتوفر أجهزة الإنذار، والتوصيلات الكهربائية؟. وأوضح اللواء "عابد الصخيري" أنّ قدر الدفاع المدني أن يتعامل مع النتائج المترتبة على مشكلات وسلبيات الجهات الأخرى، مؤكداً على أن هناك أخطاء وسلبيات إبتداءً من منزل المواطن العادي وانتهاءً بكثير من الإدارات الخدمية، والفنادق والاستراحات والأندية الرياضية التي لا تلتزم باشتراطات السلامة، داعياً إلى عدم منح شهادة إتمام البناء من قبل البلدية إلاّ بعد توفير كل إجراءات السلامة في المنازل، مثل: مخارج الطوارئ، وأجهزة الإطفاء، وكواشف الدخان، وخرطوم الإطفاء. وأضاف أنّه سبق أن أصدر الدفاع المدني منذ ما يزيد على (20) سنة قرارات متعلقة بذلك، وطلبوا فتح (سياج الشبابيك) عن الأدوار العلوية؛ لأنّهم حينما يأتون لمباشرة حادث داخل المنازل يجدون الباب الخارجي من حديد، والباب الداخلي من حديد، وبالتالي أصبحت المنازل كالخزانة الحديدية التي يصعب فتحها؛ لذلك صدرت العديد من التوجيهات من قبل الأمانات والبلديات لتنفيذ إجراءات السلامة في المنازل ومنع سياج الحديد عن شبابيك الأدوار العلوية، ولكن لا يزال التجاوب محدوداً. الرسالة الإعلامية وصلت إلى المتلقين ولكن التأثير لا يزال محدوداً تساءل الزميل "عادل الحميدان" عن إمكانية تحول المواطن أو المقيم من متلقٍ للرسالة الإعلامية إلى مشارك مع جهود الدفاع المدني؟، وأجاب العميد "صالح العايد"، مبيّناً أنّ الإدارة العامة للدفاع المدني استشعرت مفهوم الوعي وشاركت جميع الوسائل الإعلامية وأجهزة التواصل الاجتماعي؛ من أجل توصيل الوعي وتثقيف المواطن والمقيم، موضحاً أنّهم أجروا العديد من الدراسات عن مستوى الوعي، ووجدوا أنّ الوعي زاد خلال السنوات الأخيرة مقارنة بما مضى بدرجة كبيرة جداً، ولكن لا يزال هناك من لا يلتزم برسائل التوعية، خاصة في مواسم الأمطار والسلامة داخل المنازل. وعلّق العميد "سالم آل مذهب"، موضحاً أنّ هناك استجابة واضحة وتفاعلا كبيرا للرسائل التوعوية من قبل الأفراد والمؤسسات خلال السنوات الأخيرة، مستشهداً بالتفاعل مع اليوم العالمي للدفاع المدني، حيث تبدي الكثير من الجهات رغبتها في تلقي التدريب، والزيارات الميدانية التوعوية، مستدركاً: "نعم هناك أخطاء فردية ولكنها غير مؤثرة، ولكن في الجانب الآخر نجد تفاعلاً والتزاماً من الغالبية في استيعاب ما يبثه الدفاع المدني من رسائل، حيث لمسنا ذلك عملياً؛ مما يصرف النظر عن مغامرات البعض غير المحسوبة"، مؤكداً على أن معظم الحوادث الميدانية التي باشرها الدفاع المدني خلال السنوات القليلة الماضية فردية. وعلّق العميد "صالح العايد" على ما ذكره العميد "سالم آل مذهب"؛ مؤكداً على أنّ حوادث السيول تتكرر بسبب مغامرة بعض الأشخاص بإلقاء أنفسهم إلى التهلكة؛ لهذا السبب انتجت المديرية العامة للدفاع المدني مقطعاً توعوياً خاصاً، واختارت له شخصية محببة ومقبولة من غالبية فئات المجتمع وهو الفنان "فايز المالكي"، وتم من خلاله إيضاح السلوك الخاطئ أثناء هطول الأمطار، مبيّناً أنّ البعض ليس لديهم الوعي الكامل، حيث يخاطرون بحياتهم ويكونون ضحايا لسوكيات خاطئة. وعقّب العميد "عبدالله الشغيثري" على ما ذكره العميد "صالح العايد" والعميد "سالم آل مذهب"، قائلاً: "لو رجعنا إلى الوراء -أي قبل (70) سنة- لم تكن وسائل الإعلام موجودة، ولكن الأجداد كانوا حريصين على سلامتهم أكثر من الوقت الحاضر، على الرغم من انتشار وسائل الإعلام، حيث نلاحظ حوادث مفجعة؛ بسبب اهمال بعض الأشخاص وتجاهل أنظمة ووسائل السلامة". وتداخل الزميل "د.أحمد الجميعة" موضحاً سلبيات مضمون الرسالة الإعلامية في الدفاع المدني القائمة على أسلوب الأمر والنهي (أفعل، لا تفعل)، مؤكداً على أن الجمهور تجاوز هذا الأسلوب، ولم يعد يألفه، أو يتقبله، داعياً إلى أسلوب "تربية النهاية" لإثارة وعي المتلقي، من خلال التركيز على نهاية السلوك السلبي، مثل: "الغرق نهاية مغامرات السيول". واتفق العقيد "ماضي العتيبي" مع ما ذهب إليه الزميل "د.أحمد الجميعة"، مشيراً إلى أنّ الرسالة الإعلامية الخاصة بالدفاع المدني ما زالت فعلاً مقتصرة على أسلوب الأمر والنهي، رغم أهمية التركيز على النتيجة مباشرة، وتحديداً مع الجيل الحالي الذي يملك المعلومة من مصادر عدة ويبحث عن ملخص ما تريد أن تصل إليه الرسالة، مستشهداً بعدد الأشخاص المتواصلين مع حساب الدفاع المدني في "تويتر" حوالي (200.000) ، لافتاً إلى أنّ الرسائل التوعوية التي تصل عن طريق تغريدات بسيطة وتوضح نتيجة الحدث يكون تأثيرها أكبر، معتبراً أنّ المشكلة أحياناً قد تكون في المتلقي نفسه وليست في الرسائل التوعوية؛ لأنّ المتلقي يبدو أنّه لا يعرف حجم الخطر الذي يواجهه. المشاركون في الندوة اللواء عابد بن مطر الصخيري مدير عام الدفاع المدني بمنطقة الرياض العميد صالح بن علي العايد مدير الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام العميد عبدالله بن أحمد الشغيثري مدير الإدارة العامة للسلامة العميد سالم آل مذهب مساعد شؤون العمليات بمنطقة الرياض العقيد د.علي بن عمير آل عمير مدير الإدارة العامة لمواجهة الكوارث العقيد د.ماضي بن حمود العتيبي مدير إدارة التخطيط العقيد د.عبدالله بن عبدالرحمن الشمراني مدير معهد الدفاع المدني العقيد د.سعد بن سعيد القحطاني مدير إدارة التعاون الدولي حضور «الرياض» سليمان العصيمي د.أحمد الجميعة عادل الحميدان راشد السكران عبدالعزيز العنبر نايف الزاحم طلحة الأنصاري ماجد البريكي محمد السديري فارس العنزي