في لقاء مع بعض الأصدقاء.. تطرق الحديث إلى البطالة.. وجهود وزارة العمل في سعودة عمالة القطاع الخاص.. أخذ كل واحد يدلي بدلوه بهذا الموضوع إلى أن فاجأنا أحد الإخوة بهذا السؤال... إلى متى تبقى بلادنا مركز تدريب مجاني للعمالة الوافدة؟ وليس لأبناء وبنات الوطن الكثيرين.. الذين هم بحاجة ماسة لفرص العمل.. كان سؤالاً استفزازيا جعلنا نتوقف عنده... هذه حقيقة نجدها في المستشفيات الحكومية والخاصة على حد سواء.. وكذلك في المختبرات في الجامعات والمصانع وغيرها.. معظم مشغلي هذه الأجهزة الحديثة عالية التقنية غير مواطنين أنا لا أتحدث عن الصيانة وإنما على عملية التشغيل هذه عملية سهلة لا تتطلب تعليما عاليا ولا مهارة استثنائية هي أقل بكثير من تعلم قيادة السيارة. لماذا لا نلزم الجهات الحكومية والخاصة تضمين تدريب مواطنين على التشغيل والصيانة الدورية في عقود الشراء هذا القرار يوفر فرص عمل كثيرة تخفض نسبة البطالة إلى النصف أو أكثر.. بهذا نساهم في بناء مجموعة فنية وتقنية تثري تقدم الوطن في المجال الصناعي والتقني والامان الوظيفي للمواطن. العمالة الفنية المدربة جيدا ثروة وطنية هناك دول ليس لديها ثروات معدنية.. او نفطية ..او زراعية ..او صناعية.. مثل الفلبين مثلا ً وإنما عندها مراكز تدريب لتخريج العمالة الفنية المدربة تدريبا جيدا تتسابق الدول للتعاقد معها لإمدادها بالفنيين المهرة. بعض المؤسسات في وطننا الحكومية منها والخاصة.. تشتري أجهزة تقنية متطورة وعقود الشراء تتضمن التشغيل والصيانة.. وتستقدم عمالة غير مدربة تقوم بتدريبهم الشركة الموردة للأجهزة وبعد فترة من الزمن تتسرب هذه العمالة المدربة للخارج وتعوض بعمالة غير مدربة تدربها العمالة السابقة وهكذا تدور دورة التدريب المستفيد من ذلك العمالة الوافدة والخاسر الوطن وأبناؤه.. حاشا لله أن أقلل من تقديري... واحترامي للوافدين.. الذين شرفنا الله وانعم علينا بأن نكون سببا في رزقهم.. الكثير منهم رجال محترمون .. نكن لهم الحب والتقدير لأنهم وقفوا معنا وساعدونا بكل أمانه وإخلاص.. في تنفيذ مشاريع الوطن التنموية.. وليس من المروءة أن ننسى فضلهم.. ارتبطنا معهم في منظومه الاخلاق الكريمة.. ليس منة ولا كرماً مستمدين هذا بحمد الله وشكره من شريعتنا السمحاء (أعط الاجير أجره قبل أن يجف عرقه) ولا أعني بهذا جميع المؤسسات إن فيها والحمد لله مواطنين شرفاء كثيرين يؤدون واجبهم تجاه الوطن بكل أمانه وإخلاص عندهم مصلحة الوطن والمواطن مقدمة على جميع المصالح لهذا نجدهم موضع الاحترام والتقدير من قبل العاملين لديهم والآخرين.. وإنما أعني هذه المؤسسات الرديئة ذات السمعة السيئة.. التي تأخذ معونة الدولة حفظها الله وتتاجر بالتأشيرات وتمتهن التستر.. تستقدم عماله غير مدربة تزاحم المواطن في رزقه.. يقومون بهذه المهمة السيئة بكل دناءة ولؤم.. لكنني ولله الحمد متفائل بالخير وأن هذه العملة الرديئة ستزول بإذن الله ويلحقها العار والسمعة السيئة.. وسيبقى الرجال الشرفاء بمؤسساتهم الخيرة.. فهم رجال يخافون الله ويبعدون عن أي كسب فيه شبهة وريبة.. يشكرون الله على النعمة الحلال النقية من كل إثم.. التي أنعم الله بها عليهم ويعتبرونها واجبا ومسئولية تجاه وطنهم وأبنائه وبناته الذين يعرفونهم ويقدرونهم حق التقدير. قال الله تعالى: (وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض...) سورة الرعد آيه 17