ارتقى المجتمع العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص ووصل إلى مرحلة من الوعي تنامى معه حس المواطنة والشعور بالمسؤولية التي جعلت منه ركناً مهماً وشريكاً أساسياً في بناء وازدهار وطنه العربي، وهذا يتضح جلياً من خلال العديد من الإسهامات من أهمها ظهور مجموعاتٍ تطوعية طموحة قائمة على نشاط وعزم شباب هذه الأمة. حيث إن هذه المجموعات ملئت حماساً ونشاطاً من قبل شموعٍ مضيئةٍ عرفت معنى الرقي وشعرت بالمسؤولية اتجاه وطنها، من خلال العديد من النشاطات والجهود المبذولة من هؤلاء الشباب ولكي يكتمل هذه العمل كان لزاماً تواجد جهة تنظم هذا المجهود، وتستغل هذه الطاقات والقدرات وتوجهها إلى ما يعود بالنفع على مجتمعنا العربي، ومن هنا نشأت فكرة "المجلس الاستشاري العربي لتطوير العمل التطوعي" ليكمل ما بدأة شبابنا الواعد، بإثراء هذه الجهود المبذولة ومساندة العاملين في العمل التطوعي افراداّ كانوا أو مؤسسات، بتقديم الدعم والتدريب والمشورة من خلال مجموعة من المستشارين والخبراء الذين وضعوا على عاتقهم إعادة مكانة العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية ونشر ثقافة التطوع في المجتمع ونغرسها في النشء؛ لتعزيز مبدأ التكامل العملي والنسيج الاجتماعي وصولاً إلى عملٍ تطوعيٍ منظم وفق أعلى معايير الجودة وبأفضل المواصفات العالمية. إن "المجلس الاستشاري العربي لتطوير العمل التطوعي" المكون من مجموعة من الخبراء والمستشارين والمدربين الذين تلاقت رغباتهم وتلاحقت أفكارهم لاستثمار ما لديهم من خبرات وطاقات وتسخيرها للمساهمة في خدمة العمل التطوعي واستحثاثاً لهمم شبابٍ غافل، كما أن المجلس يؤمن بأن التطوع والمساهمة في خدمة المجتمع من أسمى وأرقى وأنبل الصفات الإنسانية، لذلك فهو يمد يده بكل فخر لتلك النجوم المضيئة لتقديم ما يساهم في رفعة الفرد والمجتمع. كما يهدف المجلس إلى نقل وتبادل الخبرات والتجارب والأفكار بين المجتمعات العربية وكذلك نظيرتها غير العربية، بالإضافة إلى مساندة الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص في القيام بواجباته على أكمل وجه ومؤازرة توجهاته، كما يهدف على المساهمة في طرح أفكار مبتكرة ومطورة في مجال العمل التطوعي، وإيجاد آليات وأساليب مناسبة للبيئة العربية لإدارة وتطوير العمل التطوعي، والمساعدة أيضاً في مساندة مراكز المعلومات المتخصصة في رصد وإحصاء جميع الأعمال التطوعية في العالم العربي. كما ساهم المجلس الاستشاري في التدريب المباشر للمتطوعين في صندوق المئوية من خلال ورش العمل والمحاضرات، بالاضافة إلى تقديم التدريب الالكتروني للمساهمة في نشر ثقافة العمل الحر وتحفيز افراد المجتمع للمساهمة في تلك التوجهات، كما يقدم المجلس أيضاً الاستشارات والدراسات لبعض الجمعيات والجهات الخيرية، لنجد في المجلس الاستشاري العربي لتطوير العمل التطوعي الحلقة المفقودة ليكتمل بذلك عقد المسؤولية الاجتماعية في مجتمعٍ صفة الإنسانية وخدمة المجتمع له عادة.