المنتخبات السعودية ليست حكرا على اي لاعب، واللاعب الذي لايشمله الاختيار والدفاع عن الشعار "الاخضر" يخسر فرصة تمثيل الوطن والعمل على اعلاء سمعته في المحافل الرياضية والدولية، في السابق والى ما قبل عام 1997 كان اللاعب السعودي الذي يبرز في ناديه من خلال المنافسات المحلية والخارجية ولا يضم للمنتخب يتألم ويصل به الأمر حد البكاء لأنه يشعر انه فوت فرصة العمر، وميزة تمثيل المملكة العربية السعودية، اما الان فاللاعب لايأبه بهذا الأمر سواء تم ضمه او لم يضم، وبعضهم يرى ان معسكرات المنتخب ضياع للوقت وارهاق للاعب وربما يتعرض من خلالها للاصابة التي تحرمه من تمثيل فريقه، عكس اعوام مضت كان اللاعب يتحاشى الاصابة مع ناديه حتى لاتحرمه من ارتداء المنتخب، وما يحدث يعكس أمرين، اما ان بيئة كانوا ينتقدون ويهاجمون مديري «الأخضر» السابقين.. فوجدنا الان التراجع والضعف وغياب الشفافية! المنتخبات السعودية لم تعد جاذبة للاعب، او ان اللاعب لايرى تمثيل منتخب بلاده شيئاً بالنسبة له، وفي كلتا الحالتين الاوضاع لاتبشر بنتائج ايجابية وخروج من السلبيات التي تخيم على اجواء الكرة الخضراء والاتحاد السعودي. نعرف ان الاتحاد خصوصا في تشكيله المنتخب يقع في احراج كبير عندما يريد ان يعاقب لاعبا، في هذا الوقت بالذات الذي تشتعل فيه المنافسة المحلية بين الكثير من الفرق، وكل فريق لايريد ان يخسر أي لاعب، ولكن السكوت عن الاخطاء وتمادي المخطئ وان كان يخدم اطرافاً معينة فانه يضر بالمنتخبات والاتحاد السعودي ويقوده الى تسجيل فشل ذريع، لأن عدم القدرة على اتخاذ القرارات القوية خصوصا المرتبطة بالعقوبات يعني اتاحة الفرص للاندية ولاعبيها ان (يتفرعنوا) اكثر وان يتجاوزوا الانظمة ويضربوا بأهمية تمثيل المنتخب عرض الحائط، في اوقات مضت كانوا يهاجمون فهد المصيبيح ثم خالد المعجل ومحمد المسحل ومديرين سابقين للمنتخب بحجة كثرة التسيب والمجاملات في المنتخب وعدم السيطرة على اللاعبين، وآخر ما حدث في دورة الخليج الماضية في المنامة 2013، اما الان فالوضع اكثر من السابق وبطريقة عجيبة فلا نجد الا السكوت وغض الطرف عما يحدث من الاتحاد وادارة المنتخب، فياترى لماذا؟ هل المنتخب واتحاد الكرة باتا يخافان من الاندية ذات الصوت الاعلامي والجماهيري القوي، اذا كانت الاجابة نعم بالافضل ان لاتسند المهمة في اي منصب كان للشخص الضعيف الذي تؤثر فيه الانتقادات وتسيره الميول وتتحكم في قراراته المجاملات، وفي هذه الحالة فهو لايحقق نتائج لنفسه وميوله، انما يسجل فشلا ذريعا في عمله وادارته والمهام والامانة الموكلة اليه. ظننا ان الفوضى الادارية في المنتخبات السعودية قد ولت من دون رجعة خصوصا في ظل وجود اتحاد منتخب ورئيس واعضاء يؤكدون على الاحترافية في كل شيء والحد من الفوضى المتفشية في اللجان والاتحاد السابق واللجان وقد استبشر الرياضي المهموم بوضع رياضة بلده بما كانوا يصرحون به، واذا بالاوضاع لم تتغير الى الافضل انما تراجعت الى الاسوأ، المضحك ان الاتحاد ولجانه بمن فيهم المسؤولون عن المنتخبات في جميع فئاتها لم يحققوا اي بوادر نجاح لا في العمل ولافي النتائج ولا في اظهار قوة الاتحاد وقراراته، بل نشعر ان اي لجنة وأي جهة لها علاقة بكرة القدم ليس بينها وبين الاتحاد السعودي "الأم" وصاحب الكلمة الاعلى والاقوى اي علاقة والكل يقرر من عنده. القريني بالأمس فاجأ الجهاز الفني بقيادة الاسباني لوبيز الجميع بقرار ابعاده للحارس عبدالله العنزي وضم زميله احمد الكسار بحجة ان الأول لم ينضم للمعسكر، وقد جاء تبرير الغياب مقتضبا ولايعبر عن اي انزعاج من غياب اللاعب، وبغض النظر عن الاسباب ان كانت منطقية ومقبولة من ادارة المنتخب والجهاز الفني فهذا يعيدنا الى المربع الاول وان المنتخب السعودي يفتقد للانضباط والحرص على ان تكون تشكيلته مكتملة ولها قيمة وهيبة، غياب العنزي او اي لاعب آخر ممن الممكن ان يحدث في اي وقت، وهذا امر طبيعي اذا ما تعرض للظروف، ولكن من غير الطبيعي ان تحدث الفوضى في معسكر المنتخب السعودي، ليس فقط في المعسكر الحالي بالخبر، انما في معسكرات اخرى سبقت لقاءات ماضية في التصفيات الاسيوية آخرها في الدمام، وهذا أحد امرين، إما ان ادارة المنتخب لاتزال تترك الحبل على الغارب ولاتريد ان (تزعل أحد) او ان هناك قرارات اكبر من ان تتخذها لأنها ستتعرض لهجوم اعلامي وجماهيري غير عادي وبالتالي فهي ترفع شعار (ابعد عن الشر وغني له)، نعم العنزي ربما يكون لديه ظروف قوية لم يتمكن بسببها من الالتحاق، انما نتحدث بصورة عامة، وموضوع افضل حارس سعودي خلال الموسم الرياضي الحالي اتخذناه كمدخل للتعليق على الفوضى القائمة. نذكر ان سلمان القريني عندما كان رئيسا للجهاز الاداري في النصر كان ينتقد الكثير من الاشياء في الاتحاد السعودي وادارة المنتخب قبل ان يتولى مهمتها، حتى لجان الاتحاد السعودي لم تسلم من انتقاداته التي وصلت حد الاتهام، وكنا نعتقد انه مجرد ان اسندت اليه ادارة المنتخب ستختفي السلبيات التي تحدث عنها وكان ينتقدها، ولكننا وجدنا ان الفوضى وغياب الشفافية اكثر واكبر من السابق، بدليل انه حتى الآن حدثت اشياء في معسكرات "الاخضر" تحت اشراف القريني والاتحاد الحالي، ولم نجد اي تعليق واف وكاف عليها، الكل يجتهد ويفتي، عند دخول المعسكر يخرج لنا الجهاز الاداري ويؤكد لنا ان جميع اللاعبين في جاهزية كاملة وأنهم بلا اصابات، وبعد ابعاد اي لاعب عن القائمة يخرج لنا بتبريرات تناقض ما كانوا يقولونه عند اعلان الاسماء وبدء المعسكر. ياهؤلاء هذا منتخب وطن لابد ان يكون القدوة في كل شيء، احترام اللاعبين واخلاصهم له والالتزام بالنظام، وتطبيق العقاب الرادع لأي لاعب لايلتزم ويرى ان تأثير ناديه وقدرته على تخويف اللجان واتحاد الكرة ستحميه من العقوبة اذا ما غاب عن تمثيل المنتخب. المعجل اللاعب -اي لاعب- يجب ان يعاقب اذا لم يهتم بضمه الى المنتخب، لأن تلك مسؤولية وطنية وفيها دفاع عن سمعة البلد، ايضا يجب ان يكون هناك حماية له من بعض الاقاويل والاتهامات والتصريحات التي تنال منه ومن ناديه، ومع الاسف ان مثل هذه التجاوزات حدثت كثيرا في عهد الاتحاد الحالي فأصبح دوره الاستماع والفرجة ورفع شعار (يد ما تقواها صافحها)، وهذا لايعكس قيمة واهمية الاتحاد وانه جهة مؤتمنة على كرة القدم والاندية واللاعب السعودي وكل من له علاقة بها، واذا كان الاتحاد يرى ان هناك من يحاول وضع العراقيل في طريقه ويساعد على تفشي الفوضى اكثر من اي وقت مضى فعليه ان يتحلى بالشجاعة وان يعلن الحقيقة للجميع حتى لايصبح محل شكوك وتساؤلات واتهامات كالتي تحدث الان وتعج بها وسائل الاتصال السريع. ختاما فإن مايحدث هو اختبار لادارة المنتخب والاتحاد السعودي وللاعلام الذي يدعي انه وصي على كشف الحقيقة والتصدي للسلبيات، والأخير يبدو انه سيصمت لأن الأمر يتعلق بانتماءاته وميوله وبالتالي لن يكلف نفسه من خلال الاعمدة والبرامج والقنوات المستولي عليها بالبحث عن هذه الحقيقة مثل ما يحدث في سعاره تجاه قضايا اخرى واقل اهمية مما يحدث الآن في المنتخب السعودي!!