استدعت وزارة الخارجية الاوكرانية القائم بأعمال السفير الروسي في كييف أمس الخميس ودعت إلى اجراء مشاورات فورية مع موسكو بعد أن سيطر مسلحون على مبنيين للحكومة المحلية والبرلمان في القرم. وشبه جزيرة القرم هي إقليم يتمتع بحكم ذاتي وتتبع أوكرانيا. وقالت الوزارة في بيان مكتوب إنه تم تسليم مذكرة للسفير اندري فوروبيوف طلبت فيها التزام القوة العسكرية الروسية المتمركزة في ميناء سيفاستوبول بالبقاء داخل قاعدتها. وكانت روسيا استدعت سفيرها من كييف للتشاور في موسكو بعد أن عزل البرلمان الرئيس فيكتور يانوكوفيتش يوم السبت. ورفع المسلحون في القرم علم روسيا على مبنيين للحكومة المحلية والبرلمان مما يشير إلى احتمال أن يكونوا انفصاليين اوكرانيين من اصول روسية. وقد تم وضع الشرطة وقوات الامن الداخلي الاوكرانية في الإقليم بحالة تأهب قصوى. وذكرت وكالة انباء انترفاكس الاوكرانية انه يعتقد ان المسلحين أعضاء بوحدات الدفاع الذاتي التي نشأت في شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود بعد الاطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الأسبوع الجاري، وانهم رفعوا أعلاما روسية فوق المبنيين. وقال شاهد عيان كان في الموقع "اقتحم نحو 30 مسلحا المبنى. وعندما سيطروا عليه طردوا رجال الشرطة منه. وصلت حافلات أخرى وخرج منها نحو 30 شخصا آخرين" وأضاف انهم بدأوا في اخراج حقائبهم وكان مكتوب عليها ار.بي.جي (أسلحة مضادة للدبابات) وكان هناك بنادق ومدافع كلاشنيكوف ومسدسات "كانوا مسلحين بالكامل". ولم تتضح على الفور هوية من اقتحكوا المبنى ولم يعلنوا اي مطالب لكن الشهود قالوا إنهم كانوا يتحدثون بالروسية ويبدو انهم اوكرانيون من أصل روسي يسعون للانفصال. وقال ليونيد الذي كان بداخل المبنى وأخرج منه مع مدنيين آخرين ورجال الشرطة المحلية "انهم بنسبة مئة بالمئة عسكريون ... انهم من قوات الأمن، قوات الأمن الروسية، أيا ما كان ما يطلقونه على أنفسهم". العلم الروسي يرفرف فوق مبنى البرلمان في إقليم القرم (رويترز) ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن شاهد قوله إنه كان هناك نحو 60 شخصا بالداخل وإن معهم اسلحة كثيرة. وأضافت أنه لم يصب أحد بسوء حين تم الاستيلاء على المبنى في الساعات الاولى من صباح أمس. ووصف وزير الداخلية ارسين افاكوف الحادث بالاستفزازي وكتب على موقع فيس بوك: "الاستفزازيون يتقدمون. انه وقت رباطة الجأش و...التصرف الصحيح". ويأتي هذا التحرك بعد صدور أمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء مناورات عسكرية على طول الحدود الاوكرانية. ويوجد في ميناء سيفاستوبول بالقرم قاعدة بحرية روسية كبيرة. من جهتها أكدت روسيا أنها ستدافع عن حقوق من أسمتهم (مواطنيها) بكل قوة وبلا هوادة. وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس عبر حسابها على تويتر "وزارة الخارجية الروسية ستستمر في الدفاع عن حقوق مواطنيها في الساحة الدولية وسترد بقوة وبلا أي هوادة حين تتعرض هذه الحقوق للانتهاك". من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها وضعت مقاتلاتها في حالة التأهب القتالي على الحدود الغربية. وذكر بيان للوزارة أن المقاتلات تقوم بدوريات مستمرة في المناطق الحدودية فمنذ لحظة تلقي الإشارة بإعلان حالة التأهب القصوى غادرت القوات الجوية في المنطقة العسكرية الغربية متجهة للقواعد الجوية. ووجه الرئيس الأوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف، من جانبه، تحذيرًا إلى أسطول البحر الأسود الروسي المتمركز في مدينة سيباستوبول في شبه جزيرة القرم من أي عدوان عسكري. وقال تورتشينوف متحدثًا في البرلمان "أتوجه إلى قادة أسطول البحر الأسود بالقول: على جميع العسكريين أن يبقوا على الأراضي المنصوص عليها في الاتفاقات... أي تحركات للقوات المسلحة سيعتبر عدوانًا عسكريًا". وأمر تورتشينوف قوات الأمن "بحماية المدنيين في القرم ومعاقبة المهاجمين" الذين احتلوا البرلمان الأوكراني. ودعا المواطنين في القرم إلى التزام الهدوء، وقال إن "أي محاولات لمهاجمة المباني سيعد جريمة ضد الدولة الأوكرانية مع كل ما ينطوي عليه هذا الفعل من عقوبات".