التقنية تعصف بكل شيء حولنا، لا تبقي ولا تذر، تغير طريقة ارتباطنا بالعالم من حولنا، تغير نظرتنا للكيفة التي نستخدم بها هواتفنا النقالة، أو التواصل مع الأصدقاء وحتى الأهل والعائلة، تغير حتى مفهومنا لقيادة السيارات، والطريقة التي نفضلها للتعامل مع المركبة، وماذا نحب أن يتواجد معنا داخل المركبة، والطريقة التي نتعامل بها مع منازلنا، وحتى أصبحنا نتوق لأن نتعامل مع الاشياء من حولنا باستخدام التقنية. فوائد التقنية عديدة ولا يمكن أن ننكرها أو حتى نغيرها، والتوقعات التقنية أنه في عام 2016 ستصبح السيارات جزءا من هذا التغير، فلم تعد السيارة مجرد وسيلة للتنقل من مكان لآخر، بل أصبحت تقدم العديد من مزايا الرفاهية للسائقين والركاب على حد سواء، مما دعا لأن تتكامل التقنية مع عالم السيارات للكثير من الأسباب من أهمها أنه أصبح من الضروري البقاء على اتصال مع الآخرين حتى أثناء القيادة. لذا يتوقع المحللون أنه وبحلول عام 2016 سيصبح عامل وجود الاتصال بالإنترنت والمحتوى الأساسي من الإنترنت عنصرا أساسيا لدى اتخاذ قرار الشراء للسيارات في الأسواق الناضجة، ويطلق على اتصال الأشياء من حولنا مصطلح "إنترنت الأشياء"، وذلك لإرسال واستقبال البيانات من وإلى الإنترنت، وصولا إلى الإتصال بالشبكة الإلكترونية للمرور، وحتى الاتصال بالسيارات الأخرى، هذا، وتتوجه شركات صناعة السيارات نحو كبرى شركات التقنية لاكتشاف سبل جديدة لترفيه السائقين ومساعدتهم أثناء القيادة، وإيجاد تجربة أكثر متعة. وتستخدم كبرى الشركات المصنعة للسيارات، مثل "بي إم دبليو" و"جاغوار" و"تويوتا" و"إنفينيتي" و"كيا"، تقنيات متقدمة من شركة "إنتل" Intel، لتطوير تطبيقات وخدمات إبداعية ومزايا أمنية متقدمة للعديد من السيارات الموجودة في الأسواق اليوم. ومن تلك التقنيات "بي إم دبليو كونيكتيد درايف" المستخدمة في نظم الملاحة الجغرافية المتقدمة في جميع طرازات السيارات، بما فيها طرازات سلسلة "آي"، وتستطيع هذه التقنية معالجة البيانات بالسرعة اللازمة لتقديم تجربة غنية للسائق والركاب في واجهة الإستخدام، وسرعة استجابة أعلى لدى التفاعل مع النظام الإلكتروني للسيارة، مثل احتساب أسرع الطرق الممكنة لوجهة المستخدم في الخرائط المعقدة، أما بالنسبة لسيارات "إنفينيتي"، فتستخدم تقنية "إن تاتش" الموجودة في طراز "كيو 50"، والتي تقدم رسومات متقدمة على الشاشات التي تعمل باللمس داخل السيارة. ويذكر أن "جاغوار لاندروفر" تقوم بإجراء الأبحاث وتطور المنتجات في الولاياتالمتحدة الأميركية بالتعاون مع "إنتل"، وذلك لإطلاق جيل جديد من السيارات تحتوي على نظم رقمية متقدمة تصل السيارة والأجهزة المختلفة ببعضها البعض، وبالإنترنت. ومن جهتها تعمل "تويوتا" مع "إنتل" كذلك لتطوير نظام جديد يصل الأجهزة المحمولة بالسيارة بطرق جديدة، مثل واجهة الإستخدام (اللمس، الإيماءات، والأوامر الصوتية، وإدارة المعلومات) للسائق. ومن الجانب التقني، يعمل خبراء "إنتل" في مشاريع عديدة تهدف إلى جعل الطرقات أكثر أمانا والتعرف على أفضل الطرق وجعل واجهة الاستخدام بديهية للسائقين من أجل التواصل مع سياراتهم من دون أن ينشغلوا عن القيادة، وذلك من خلال تطوير مجسات أكثر تقدما وجعل السيارات تتعرف على أصحابها وتتكيف معهم وفقا لذلك، بغرض إيصالهم إلى وجهاتهم بأمان. وتتعاون الشركة مع تحالف "جينيفي" اللاربحي بين مصنعي السيارات، والذي يهدف إلى تطوير منصة تقنية مفتوحة المصدر لواجهات الإستخدام (يمكن لأي جهة تطويرها من دون التزامات مالية)، مع المشاركة بتطوير منصة "تايزين آي في آي" الخاصة بقطاع السيارات، كما أطلقت الشركة صندوقا بقيمة 100 مليون دولار أميركي يهدف إلى ربط السيارة بالأجهزة الإلكترونية للمستخدم بشكل سلس جدا، وتطوير تطبيقات وخدمات جديدة للإستخدام داخل السيارة. وتشير الدراسات إلى أنه يمكن تفادي60% من حوادث السيارات على الطرق بوجود نظام تنبيه تبلغ مدته نصف ثانية فقط، وأن 90% من الحوادث على الطرق يمكن تفاديها بوجود نظام تنبيه تبلغ مدته ثانية واحدة. ولدى استخدام نظم إدارة مرور ذكية، فإنه من الممكن خفض فترة توقف السيارات في الطرقات ب40% وخفض فترة التنقل بنسبة 26%. وبالنسبة للسائقين، أكد 69% منهم أنهم يرحبون باستخدام نظام آلي جديد لإبقاء السيارة في مسارها المحدد في الطريق، مع تأكيد 63% منهم قبولهم لاستخدام نظام للتواصل بين السيارات المختلفة (مثل تبادل بيانات الموقع والوجهة والسرعة بين السيارات بشكل آلي، وتفادي العديد من الحوادث غير المقصودة ورفع كفاءة وأمان عملية السير)، مع ترحيب 63% منهم بنظام مدمج لتنبيه المستخدم في حاله استشعار حالة نعاس أو إرهاق لدى السائق. هذا، ومن الممكن للمجسات المدمجة في السيارات جمع البيانات وتحليلها وإرسالها إلى الشركات المصنعة لتوفير أساس علمي لتطوير التصميم والوظائف المختلفة للسيارة، ومن المتوقع طرح 152 مليون سيارة ذكية متصلة بالإنترنت بحلول العام 2020، والتي ستنتج حوالي 11,5 مليون غيغابايت من البيانات سنويا.