تتحين بعض الجماهير المتعصبة والمحتقنة مواجهات الاندية السعودية مع الفرق الزائرة لخوض مواجهات اسيوية للوقوف مع الأخيرة ومساندتها ضد ممثلي الوطن، وهذه الظاهرة لم تبرز الا في الاعوام الخمسة الأخيرة حتى تحولت هذه الجماهير الى اضحوكة وهناك من لقبها بجماهير المسيار نسبة الى تنقلها من ملعب الى اخر خلف الاندية الزائرة على امل ان تفوز وان تتعثر الاندية السعودية، هذه التصرفات تعكس غياب الوعي وضعف الادارك وعدم الخشية من التندر عليها والنظرة اليها نظرة دونية، وهذا التعصب لم يتوقف عند عتبة هذه الجماهير التي يخونها الوعي ويحرضها التعصب ويدفعها حب الانتقام من الفريق المنافس امام اي فريق كان، انما تجاوزه الى اعلاميين يدعون حياديتهم ومهنيتهم، بل انهم يطالبون بنبذ التعصب والبعد عن المهاترات وترك الوسط الرياضي يعيش لحمة واحدة ومجتمع تسوده المودة ويحفه الاحترام، بينما لو اتينا لاطروحاتهم في الصحف ونقاشاتهم في البرامج وتغريداتهم عبر شبكة التواصل في (تويتر) لوجدناها تنضح بحبر التعصب وعبارات التطرف ومداد من عنصرية مقيتة، وفي الوقت الذي ربما تسعد الفرق الزائرة بأن تتكون لديها شعبية موقته في الفندق والملعب واثناء الوصول الى المطار، فإن القائمين عليها اصبحوا ينظرون للمشجع السعودي المتعصب على انه انسان (لا لوم عليه) فهو خارج اطار التحكم بعقله ومشاعره من اجل نتيجة مباراة، وهذا أمر يحزن الجميع الذين يتمنون من بعض الجماهير الاتزان وان يكون الولاء لفرقها وقبل ذلك لرياضة الوطن. اما المضحك المبكي فهو خروج بعض الحكام ووقوفهم موقف الضد تجاه اندية معينة بصورة وضعتهم في زاوية ضيقة ولانعلم كيف كان يقود هؤلاء مباريات كانت الفرق التي يعلنون الكره ضدها بماذا يفكرون به خلال المباريات؟ وهناك من وصفهم ب"خلايا الرياضة النائمة" على اعتبار انهم فيما مضى كانوا يظاهرون بروح العدل وان الاندية لديهم سواسية قبل ان يظهروا على حقيقتهم. صحيح ان هناك جماهير لا تتمنى فوز الاندية المنافسة وهذا امر طبيعي ولكن ليس بتلك الصورة المعلنة والقبيحة التي وصلت حد اقامة الولائم والاحتفالات مجرد خسارة هذه الاندية لنتيجة مباراة تعتبرها هذه الجماهير بطولة بحد ذاتها، وهذا طموح لا يرتقي الى روح المنافسة الشريفة والاخوة التي يجب ان تسود علاقة الجميع مع بعضهم البعض، السؤال متى يكون لدينا المشجع اكثر وعيا ونضجا ونظرة اكبر من خسارة الفريق المنافس، او على الاقل لايصدر تعصبه الى الخارج بحيث يتنقل خلف الفرق خارج الحدود طمعا في انتصارها على الفريق المنافس.