رحل فما أصعب لحظات الوداع.. يا الله كم كان صعبا علينا تصديق الرحيل.. ان مصابنا فيه لجلل.. لكنها مشيئة الله فوق كل مشيئة.. قال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت).. توفي والدي الشيخ ناصر بن عبدالعزيز أبوحيمد يوم الجمعة الموافق 14/4/1435ه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. لقد تعرفت على الوالد الفقيد عندما جاورناه منذ أكثر من عقدين من السنين فكان نعم الجار الحدوب العطوف.. تزوجت ابنته فكان لي نعم الأب الناصح المرشد ولأبنائي نعم الوالد المربي.. عوضه الله عن فقد بصره في طفولته ببصيرة متميزة مكنته من أن ينهل من معين العلم الصافي، حفظ القرآن ونشأ في طاعة الله، درس العلم على يد سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبرهيم آل الشيخ رحمه الله.. وكان من ضمن الدفعات الأولى بكلية الشريعة وكان من زملاء دراسته سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الذي عزانا بوفاته وكان متأثراً برحيله.. حرص رحمه الله على غرس العلم والخصال الحميدة في أبنائه. من المواقف المؤثرة له في هذا الجانب أن تلقيت اتصالًا منه وأنا في مكتبي في الجامعة وكان حينها قد أخذ المرض منه مأخذا وكان يسأل عن أحد أحفاده وعن مستواه التعليمي فلم ينسه المرض حرصه على احفاده. كان رحمه الله حريصا على لم شمل الأسرة وجمع الأحباب في وقت محدد لا يتخلف عنه أحد من أبنائه وبناته وقد أوصاهم بالاستمرار على ذلك بعد وفاته. عرف رحمه الله بالشهامة والكرم والخلق الرفيع والتسامح ومساعدة الآخرين، والوقوف على احتياج بلدته عودة سدير وتقديم العون للفقراء والمساكين. كان في آخر مراحل مرضه صابراً محتسباً لا تسمع له انيناً أو شكوى مع أن هذا المرض تصاحبه آلام مبرحة. لقد خفف عنا مصابنا الجلل فيه بعد رحيله كثرة المصلين عليه ومن عزانا فيه من الأحباب والمعارف من مختلف الفئات، وبرحيله فقدنا أباً فاضلاً وشيخاً جليلاً ومربياً عطوفاً، فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، رحمك الله ياوالدي رحمة واسعة وجعل قبرك روضة من رياض الجنة والهم اهلك وذويك الصبر والسلوان إن لله وإنا إليه راجعون.