اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها.. والدي فهد بن صالح العصيمي ووالدتي نورة بنت أحمد العصيمي هذان هما أغلى شخصين عندي في هذه الدنيا رحلا نعم رحلا وأصعب شيء على الإنسان عندما يرحل أحد والديه فما بالك بكلاهما وبشهر واحد ولا يفصلهما غير عشرين يوماً لا غير لعمري إنها فاجعة وفاجعة كبرى رحمكما الله يا والدي الحبيبان وأسكنكما فسيح جناته لقد رحلتما عن هذه الدنيا وتركتما لنا فيها فراغاً كبيراً محال أن يملؤه أحد غيركما وكم من الأمراض عانيتما وقاسيتما ومع ذلك كنتما صابرين محتسبين الأجر عند الله فلم نراكما قط قد جزعتما فلله الحمد والمنة. أبي ذلك الرجل الشهم العصامي لقد بنى نفسه بنفسه وهيأ بفضل الله له مكانة كبيرة في المجتمع وكان له اسم ذائع الصيت ولكن مع ذلك لم ينس أقرباءه ومعارفه وناسٌ كثر كان له دور بارز في مساعدتهم والأخذ بيدهم وكان له الفضل بعد الله في بنائهم من الصفر فكان بحق رجلاً معطاء بكل ما للكلمة من معنى فجزاك الله عن المسلمين خير الجزاء ووسع منازلك في جنات النعيم كما وسعتها للمسلمين وفرجتها لهم فبشهادة الكثير أول ما يلجأون إليه بعد الله هو أنت فكنت سباقا للخير رحمك الله رحمة واسعة. وأمي ذلك الصدر الحنون المحبة للخير الجامعة لكل الخصال الحميدة كنت أنت أم الجميع وكنت أول من يبادر إلى فعل الخير وكنت تؤثرين غيرك على نفسك بل تبخلين على نفسك بأشياء كثيرة في سبيل إسعاد الغير وكنت تفرحين عندما ترين الرضا باديا على وجوههم. لقد رحلت عن هذه الدنيا الفانية لا تملكين من حطامها شيئاً ولكن كنت تملكين ما هو أعظم وأبقى هو العمل الصالح رحمها الله رحمة واسعة وجمعها مع أبي بالفردوس الأعلى من الجنة مع الأبرار والصديقين والشهداء، فأنا هنا لست بصدد عد مآثرها فهذا صعب فكم من الصفات الحميدة التي كانت محصورة في هذين الشخصين الكريمين فكم من أسرة فقيرة احتووها بعطفهما وكرمهما وكانا لهما السند في هذه الدنيا بعد الله ونحتسبهما عنده من الشهداء بفضله ومنه وكرمه فأحفادكما أحلام ومحمد وخالد وفيصل وأثير وأسيل وسلمان أبناء فهد المطيري يدعون لكما بالرحمة والمغفرة دوماً فهذا حقكما علينا الدعاء لكما فمهما قلنا لن نوفيكما حقكما رحمهما الله وغفر لهما وجعل قبرهما روضة من رياض الجنة. وبارك الله في أبنائي وبزوجي الغالي أبي محمد والشكر موصول لكل من واسانا في مصابنا الجلل، كما أتوجه بالشكر والتقدير نيابة عن شقيقتي لولوة وعنا جميعاً على ما قدم لوالدتي من عناية واهتمام وعلى ما احاطوها به من رعاية كبيرة في مستشفى الحرس الوطني الأطباء الأكفاء وخصوصا كبير الأطباء الاستشاري د. عمر شامية والدكتور السوداني أبوبكر وإلى الرعاية المنزلية وعلى رأسهم د. أحمد وإلى جميع الكادر الطبي الذي لا تحظرني أسماءهم على العناية الفائقة والاهتمام الكير وعلى ما بذلوه من جهد عظيم جعله الله في موازين أعمالهم لهم منا جزيل الشكر والعرفان وجزاهم الله عنا خير الثواب بارك الله فيهم ونفع بهم المسلمين. سارة بنت فهد بن صالح العصيمي أم محمد - الرياض