قصف الطيران الاسرائيلي ليل الاثنين "هدفا" لحزب الله اللبناني حليف دمشق عند الحدود اللبنانية السورية، في غارة تأتي وسط تجديد (اسرائيل) على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو القول انها تقوم "بكل ما هو ضروري" للدفاع عن امنها. ولم يتضح ما اذا كان القصف استهدف الاراضي اللبنانية او السورية، في حين التزم حزب الله والجهات الرسمية في لبنان وسورية الصمت. وسبق لاسرائيل ان قصفت مرارا مناطق في سورية منذ اندلاع النزاع فيها منتصف آذار/مارس 2011. وفي حين لم تتبن الدولة العبرية عمليات القصف هذه بشكل مباشر، المحت مرارا الى انها لن تسمح بنقل اسلحة متطورة الى حزب الله، عدوها اللدود الذي يشارك منذ اشهر في القتال الى جانب القوات النظامية السورية. وقال مصدر أمني لبناني "نفذ الطيران الاسرائيلي بعيد الساعة العاشرة والربع (20,15 ت غ) من مساء (الاثنين) غارتين على هدف لحزب الله في منطقة من سلسلة الجبال الشرقية" الحدودية. وروى سكان في منطقة البقاع (شرق) انهم سمعوا صوت تحليق كثيف للطيران الاسرائيلي على علو منخفض، قبل ان يسمعوا صوت انفجارين قويين. واشار السكان الى ان القصف طاول منطقة في سلسلة جبال لبنانالشرقية، التي تشكل الحدود الطبيعية بين لبنان وسورية. واكتفى الجيش اللبناني امس بالقول انه "عند الساعة 21.50 (1950 تغ) من يوم الاثنين ، خرقت اربع طائرات حربية تابعة للعدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية من فوق البحر غرب شكا (شمال) باتجاه الشرق وصولاً حتى منطقتي بعلبك والهرمل" في شرق البلاد. واشار الى ان هذه الطائرات "غادرت الأجواء عند الساعة 22.25 من فوق البحر مقابل بلدة الناقورة" في الجنوب. وقال الاعلام المقرب من الحزب ان الغارة وقعت في الجانب السوري. ونقلت قناة "المنار" عن مصادر امنية نفيها حصول الغارة داخل الاراضي اللبنانية، ناقلة عن "شهود عيان" قولهم انها كانت من الجانب السوري. وكتبت صحيفة "الاخبار" اللبنانية المقربة من الحزب امس"مرة جديدة، تنفذ إسرائيل غارة جوية في سورية"، مشيرة الى ان "الغارة وقعت في منطقة قريبة جداً من الأراضي اللبنانية، قبالة بلدة جنتا البقاعية". وفي حال تبين ان الغارة وقعت داخل لبنان، ستكون المرة الاولى تستهدف اسرائيل هدفا لحزب الله في الداخل اللبناني منذ نهاية حرب العام 2006. ويقول استاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية وضاح شرارة ان "اللافت هو ان الصحافة القريبة من حزب الله تنفي وقوع الغارة (في لبنان) وتذكر بان قواعد اللعبة بين اسرائيل وحزب الله تستبعد حصول غارات في داخل لبنان، لكن فقط في سورية". واضاف "اسرائيل يمكنها مهاجمة حزب الله في لبنان لانها تدرك انه لن يكون ثمة ردود فعل في المجتمع المحلي"، في اشارة الى الانقسام اللبناني حول مشاركة الحزب في المعارك داخل سورية. وتابع "طالما ان عمليات الحزب كانت تقتصر على الداخل اللبناني، كان يتمتع بحصانة سياسية في لبنان"، الا انه "منذ اللحظة التي بدأ فيها يتصرف كقوة اقليمية خاضعة للمصالح السورية، لم يعد يحظى بهذه الحماية". ورأى مؤلف كتاب "دولة حزب الله"، ان هذه الغارة "هي ضربة اولى. اذا لم تتكرر داخل لبنان ولم تتبناها اسرائيل، فالحزب لن يرد. لكن في حال حصلت مرة اخرى، فهذا يعني ان قواعد اللعبة تغيرت، وعليه سيتشاور حزب الله مع سورية وايران ليرى سبل الرد على الوضع المستجد". واكد نتانياهو امس انه يقوم "بكل ما هو ضروري" للدفاع عن اسرائيل. وردا على سؤال حول الغارة في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تزور القدس، قال "نقوم بكل ما هو ضروري للدفاع عن امن اسرائيل". وفي حين رفض الجيش الاسرائيلي الادلاء بأي تعليق، نشرت وسائل الاعلام العبرية تصريحات ادلى بها رئيس اركانه الجنرال بني غانتز الاثنين، وحذر فيها من نقل الاسلحة من سورية الى حزب الله. وقال "نحن نراقب عن كثب نقل الاسلحة بجميع انواعها على كافة الجبهات. هذا امر سيء للغاية وحساس جدا ومن وقت لاخر واذا لزم الامر فان امرا قد يحدث".