في السادس والعشرين من شهر فبراير عام 1992 للميلاد، عمدت القوات المسلحة لجمهورية أرمينيا إلى ذبح وقتل سكان مدينة خوجالي الواقعة في إقليم ناغورني قارباغ الأذربيجاني وذلك باستخدام شتى أنواع الأسلحة. وتعتبر هذه المذبحة من أشرس وأفظع الجرائم التي حدثت على وجه الإنسانية والتي يمكن ربطها بالجرائم التي ارتكبها الفاشيون إثناء الحرب العالمية الثانية. ففي ذلك اليوم اقتحمت الوحدات الأرمينية المسلحة مدينة خوجالي التي كان يقطنها 7 آلاف نسمة وقتلت 613 من الأبرياء بينهم 63 طفلا، و106 امرأة، و70 شيخا وأصبحت 70 عائلة في عداد المفقودين، وجرح 487 مدنياً وأسر 150 شخصا. وقد كان الهدف الرئيسي من اقتحام هذه المدينة هو التطهير العرقي للمنطقة من سكانها الأذربيجانيين مستخدمة أساليب الإبادة الجماعية المنظمة. مذبحة خوجالي التي ارتكبتها أرمينيا في حق الشعب الأذربيجاني تأتي في سلسلة المذابح التي قام بها الأرمن ضد الأذربيجانيين في السنوات 1905 – 1907- 1918- 1948 - 1953، وجاءت هذه المذبحة ضمن السياسية العدوانية التي تمارسها جمهورية أرمينيا ضد جارتها جمهورية أذربيجان والتي تمت نتيجة احتلال 20% من الأراضي الأذربيجانية وتشريد أكثر من مليون مواطن من ديارهم الأصلية. ولم تكتفي القوات الأرمينية بهذه المذبحة بل توالت عمليات القتل والإبادة الجماعية لتنال العديد من المواطنين الأذربيجانيين الأبرياء كما قامت أيضا باحراق وتدمير المقدسات الإسلامية والمدارس والآثار التاريخية التي تخص حضارة الشعب الأذربيجاني. ولكن بالرغم من شراسة هذا العدوان بقي هنالك عدد من الناجين الذين كانوا شاهداً حياً للعالم بما قد حدث، وإنه تعبيرا عن شعور الملايين من مواطني أذربيجان فقد أعلن برلمان جمهورية أذربيجان هذا اليوم من كل عام يوما للحداد الوطني. ولم يصمت الرأي العام العالمي أمام هذه العمليات والممارسات الغير انسانية ضد شعب مسالم فقد طالبت منظمة الأممالمتحدة من جميع دول العالم شجب وإدانة الإرهاب الأرمني. كما اتخذت منظمة المؤتمر الإسلامي عدة قرارات استنكرت فيها العدوان الأرمني وطالبت فيها بالانسحاب الفوري الغير مشروط لجميع القوات الأرمنية من الأراضي الأذربيجانيةالمحتلة. ومع مرور الوقت بدأ الرأي العام العالمي يتفهم شيئا فشيئا قضية أذربيجان العادلة وضرورة إيجاد حل لها آجلا أو عاجلا. والعالم المعاصر الذي يحارب الإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه ويعمل جاهدا على سن القوانين والتشريعات التي تصون وتحفظ سيادة الدول ووحدة اراضيها، يدين العدوان الارمني على جمهورية أذربيجان ويؤكد أنه يساند حق الشعب الأذربيجاني في قضيته العادلة المتمثلة في عودة أكثر من مليون لاجئ إلى ديارهم وإيجاد حل لقضية النزاع بين جمهورتي أرمينياوأذربيجان حول منطقة "ناغورني قارباغ" بالطرق السلمية. وتعبر السفارة عن عميق تقديرها وشكرها للمملكة العربية السعودية لدعم فقرة بند النزاع بين ارمينيا - أذربيجان حول ناغورنو كاراباخ والاعتراف بمذبحة خوجالي كعملية إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية خلال الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في القاهرة بتاريخ 6-7 فبراير 2013 م.