اصدرت سفارة جمهورية أذربيجان لدى المملكة بيانا صحافيا بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لعدوان النظام السوفيتي السابق على جمهورية أذربيجان وإحياء ذكرى شهداء مأساة العشرين من شهر يناير لعام 1990م قالت فيه: تطل الذكرى الثالثة العشرون لعدوان النظام السوفيتي السابق على جمهورية أذربيجان والشعب الأذربيجاني لا زال يعيش صدى هذه الذكرى الأليمة ولا زالت ذكرى الشهداء من أبناء أذربيجان الذين سقطوا في أحداث العشرين من يناير 1990، تعيش في وجدان كل مواطن أذربيجاني وتشكل جزءا من الذاكرة الجماعية للشعب الأذربيجاني، لقد سطر هؤلاء الأبطال تاريخ أذربيجان الحديث ونضال الشعب الأذربيجاني لنيل حريته واستقلاله. بدأت بوادر هذا العدوان تتضح جليا عام 1988 حيث اتضحت نوايا زعماء الحزب السوفيتي وبدأوا بالتخطيط والمحاولات المستمرة لفصل منطقة قارا باغ الجبلية التابعة لأذربيجان وضمها إلى جمهورية أرمينيا بحيث قاموا بطرد الأذربيجانيين من أراضيهم الأصلية في أرمينيا كما تم احتلال منطقة ناغورني قارباغ وعدد من المناطق الأخرى من البلاد والتي تمثل 20%من مساحة جمهورية أذربيجان، كما تم تهجير وتشريد السكان الأصليين من أراضيهم الأصلية وهم يعيشون حاليا لاجئين في وطنهم أذربيجان. لقد عملت القيادة السوفيتية السابقة طوال تلك الفترة على إحكام سياسة الحصار الإعلامي والتعتيم على السياسة الإجرامية والممارسات الدموية والجرائم التي ارتكبتها ضد الشعب الأذربيجاني الأعزل، لم يكن حينها العالم الخارجي وخاصة العالم الإسلامي على علم بما يدور من أحداث داخل جمهورية أذربيجان نتيجة هذا التعتيم الإعلامي، دون معرفة العالم ودون معرفة حقيقة الوضع في أذربيجان.. يدور بالأخص في منطقة قارا باغ الجبلية حيث أدى العدوان الأرميني ضد أذربيجان إلى تشريد أكثر من مليون أذربيجاني من أراضيهم ووطنهم. لقد مثل هذا العدوان انتهاكا للكرامة الوطنية وقمعا لإرادة الشعب الأذربيجاني الذي بدأ كفاحه ونضاله العادل والمشروع لنيل استقلاله وحريته وإقامة دولته المستقلة. وبالرغم من فظاعة وهول هذه الأحداث فإنها لم تضعف إرادة الشعب الأذربيجاني في سعيه ونضاله لنيل حريته واستقلاله بل عملت على تكاتف كافة فئات المجتمع الأذربيجاني في مقاومة المحتل ودفعت عملية التحرر الوطني بقوة إلى الأمام حيث تكلل ذلك باستقلال أذربيجان عام 1991م. لقد هب الشعب الأذربيجاني حينذاك لمقاومة الاعتداءات الأرمنية بتنظيم المظاهرات والاجتماعات الجماهيرية الحاشدة تضامنا مع إخوانهم من الشعب الأذربيجاني الذي طرد من أرمينيا وقارا باغ واستنكارا لمواقف وسياسة القادة السوفيت المتواطئة مع أرمينيا والداعمة لها. بعد نيل الاستقلال وقيام الدولة فإن أذربيجان اليوم تتمتع بالسيادة والاستقرار كباقي الدول، وقد حصلت على اعتراف المجتمع الدولي بأكمله باستقلالها وسيادتها وتمكنت من الحصول على عضوية العديد من المنظمات والهائيات الدولية المرموقة مثل منظمة الأممالمتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى، ومن الجدير بالذكر بأن قضية ناغورني قارباغ العادلة قد تصدرت منذ بداية الاحتلال الأرمني عناوين وأجندات عمل المنظمات الدولية التي أصدرت قرارات تدين العدوان الأرمني وتطالب بسحب القوات الارمنية من منطقة ناغورني قارباغ الأذربيجانية. عملت أذربيجان خلال الحقبة الماضية من تاريخ استقلالها على إقامة علاقات الصداقة والتعاون وحسن الجوار مع العديد من البلدان وفي مقدمتها بلدان العالم الإسلامي، كما حرصت على تعزيز علاقاتها الدبلوماسية وذلك بافتتاح سفارات لها في مختلف دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية. تولي أذربيجان أهمية خاصة للمملكة العربية السعودية وتسعى إلى تطوير وتفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية.... كما تحرص على إكساب هذه العلاقات خصوصية مميزة بين البلدين على اعتبار أهمية السعودية كدولة حديثة وفاعلة في منطقة الشرق الأوسط ممثلة في خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ودوره التاريخي في العالم العربي والإسلامي. إننا نهيب بالمجتمع الدولي بدعم قضايا جمهورية أذربيجان العادلة وسعيها الدائم لاسترجاع أراضيها المحتلة وعودة اللاجئين الأذربيجانيين إلى أراضيهم وديارهم المحتلة من قبل أرمينيا وإحلال السلام في منطقتنا....