اصدرت السفارة الاذربيجانية في الرياض بياناً صحافياً بمناسبة الذكرى الثامنة عشر للعدوان الأرمني على مدينة خوجالي في اقليم قارباغ، دانت فيه العدوان وقدمت فيه التحية للأبطال المدافعين عن المدينة. وقالت السفارة في بيانها ان القوات المسلحة للجمهورية الأرمينية قامت مع المسلحين المحليين من منطقة (قاراباغ جبالي) الأذربيجانية وبالاشتراك المباشر مع الفوج الميكانيكي رقم 366 التابع للجيش السوفياتي السابق في الليلة من 25 - 26 فبراير 1992م بهجوم عسكري ضد مدينة (خوجالي) في الجزء الشمالي من منطقة (قارباغ) في أذربيجان. وقالت السفارة ان (خوجالي) هي بلدة صغيرة كان معظم القاطنين فيها ذو عرق اذربيجاني والواقعة بعمق وداخل منطقة (قاراباغ جبالي) من اذربيجان. وبسبب عدوان الجمهورية الأرمينية على الجمهورية الاذربيجانية وبفعل عملية أرمنية للتطهير العرقي ضد الاذربيجانيين بداخل أرمينيا، فإن بعض اللاجئين الاذربيجانيين وبما فيها اللاجئين الأتراك المسخيتين (Meskhetenian Turks) من مناطق متعددة في الاتحاد السوفيتي السابق لجأوا واستقروا في مدينة (خوجالي) وبعد ذلك أصبح عدد سكانها ما يقارب 7000 نسمة. وكانت مدينة خوجالي تحت الحصار منذ شهر اكتوبر 1991م، وفي 30 اكتوبر مُنع التجول وأغلقت طرق برية أساسية كما قطعت فيما بعد الطريق الوحيد للنقل من خلال الهليكوبترات المدنية. وحتى في الفترة المسبقة للهجوم كانت البلدة تقضي عدة شهور من غير طاقة كهربائية أو غاز وقد كان الدافع لعيش السكان القاطنين في هذه المدينة هو شجاعتهم في مواجهة الظروف المعيشية القاسية وبطولة من يدافع عنها. ومنذ بداية الجزء الثاني لشهر فبراير كانت مدينة خوجالي ترزح تحت وطأة إطلاق نيران المدفعية يومياً من جانب الأجهزة العسكرية الثقيلة وكان موعد بداية التحضير للهجوم عليها في ليلة 25 فبراير عندما أخذ الفوج الميكانيكي رقم 366 موقعه حول المدينة. بدأ الهجوم علىالمدينة بإطلاق النار من المدفعية الثقيلة وبالدبابات وحاملات مدرعة للأشخاص وصواريخ «الازان» لمدة ساعتين متواليتين وتلاها هجوم أرضي من قبل مشاة القوات الأرمينية المسلحة مع مساندة الفوج الميكانيكي رقم 366. ودخلت قوات الهجوم إلى المدينة من ثلاثة اتجاهات فقتلت مدافعي المدينة والمدنيين الأبرياء ودمرت وحرقت البيوت. وتعداها ذلك إلى الممتلكات الشخصية والباهظة الثمن التي أخذت في شاحنات باتجاه بلدة (خان كندي) وذبح عمداً بوحشية أكثر من 800 نسمة مدنياً. وبينما كان يواصل الاقتحام في ثلاثة اتجاهات كان يجبر المدنيين الأبرياء على مغادرة المدينة وانهم كانوا يلجأون إلى اتجاه مدينة (أغدام) على طول حافة نهر (جرجر) حيث بالقرب من قرية (ناختشيفانيك) وقعوا في كمين القوات الأرمينية التي ارتكبت هناك بالإبادة الجماعية ضد المدنيين الهاربين. ذبح الأطفال والنساء وكبار السن والعجزة وحتى المعوقين منهم بوحشية وقد ارتكبت أداة القتل أفعالا شنيعة مثل حرق المواطنين أحياء وسلخ جلودهم واقتلاع عيونهم بوحشية ضارية لم يسبق لها مثيل. مأساة (خوجالي) هي الإبادة الجماعية ارتكبت من قبل المحتلين الأرمن بحق الشعب أدت إلى قتل ما يقارب من 613 نسمة بينهم 106 نساء و63 طفلا و70 من كبار السن، وجرح 487 وأسر 2750 مدنياً، وفقدان 150 شخصاً وأخذ 1275 من القاطنين المسنين العجزة والأطفال كرهائن حيث تعرضوا لأشد أنواع الآلام والتعذيب بالاضافة إلى سلب الكرامة والإهانة. فاجعة (خوجالي) هي احدى الصفحات الدموية للإبادة الجماعية وسياسة التطهير العرقي التي كان يمارسها القوميون الأرمينيون المسلحون لمئات السنين ضد المسلمين من الأتراك والاذربيجانيين. كانت هذه السياسة تجري لفترات منفصلة لمصالح دول متعددة وكانت تمارس بشتى الوسائل المسموح وغير المسموح - عبر الطرق السياسية والاقتصادية والعسكرية الايديولوجية والإرهابية كانوا مضطهدين والأراضي التاريخية الاذربيجانية أصبحت هدفاً للاحتلال والاستيلاء عليها من قبل الأرمن. وفي القرن الأخير من نهاية الثمانينيات نشب صراع عسكري على نطاق واسع نتيجة لزعم المطالبة الأرمينية بالأراضي الاقليمية التابعة لأذربيجان، وكنتيجة لهذه السياسة احتلت القوات المسلحة الأرمينية 20٪ من الأراضي الاذربيجانية وأودت بحياة عشرة آلاف نسمة وجرح وتهجير مئات آلاف مواطنينا من بلادهم وأصبحوا لاجئين.