شعر النثر.. له مُحبيه وعُشّاقه، يكتبه الكثير من المبدعين، والشعراء المتميزين، وهناك أسماء نجوم جميلة في الساحة يكتبون قصائد النثر ونجد فيها الإحساس الجميل، والشعور النبيل، والبوح الصادق، والعاطفة الوجدانية.. ولكن هل تصلح قصائد النثر للمنابر الشعرية؟.. هذا ما يدعوني للتساؤل، هل فعلاً قصيدة النثر غير ممكن أن تكون منبرية؟ وهناك الكثير من الشعراء الذين يكتبون القصيدة العمودية الموزونة، وكذلك قصيدة النثر بأسلوب مميز وتجد قبولاً لدى الجمهور، وفيها عمق الأحاسيس والشوق الكبير ومن الإبداع الشيء الكثير.. حتى وإن خلت من الوزن والقافية، ونقتطف من ذلك قول الشاعر طلال حمزة: أخيراّ صرتي في العشرين طويلة وفاتنة.. وتغرين! يغار الورد لا شمّك ويكره نفسه الياسمين أخيراً صرتي في العشرين؟ وبالرغم من تجرّد قصائد النثر من الوزن والقافية لكنه يوجد فيه طرح جميل، وبوح صادق، واختصار للمفردات، وصور مدهشة، وتلاعب لغوي في نصوص النثر.. يقول الشاعر مسفر الدوسري: (أنا أفهم أن الشعر ليس "بوستر" انتخابي لاقتناص الأكف المصفقة والهتافات المدوية والمتسكعين على أرصفة الطرقات، الشعر هو محاولة الحفر في الصخر الأصم بالأظافر لاكتشاف قطرة ماء واستنبات زهره، وهذه مسألة لا يعوزها التأييد الكافي ولكن يعوزها الحاجة لقطرة الماء تلك، والإيمان بشيئين: أهمية الزهور، وإن هناك ثمة ماء). قبل النهاية ل تركية العمري مقطعوعة من نص (صرخة معاقة): لاماني معاقة.. يا بشر: الإعاقة.. إعاقة فكر.. إعاقة عقل ناظروني.. كل يوم أوقف بفصلي اشرح بإبداع درسي.. وأشوف كل يوم غرسي.. يكبر.. ويكبر لاماني معاقة.. الإعاقة: ما تعني ألم.. أو نقص.. يد أو قدم الإعاقة تعني: انك بلا وجود.. أو وجودك عدم