عندما تطلق كلمة (أمن) يتبادر الذهن أولاً إلى الأمن الذي تقوم به وتشرف عليه القطاعات الأمنية العسكرية بكل قطاعاتها وبجهود رجالها. ولكن نحن في الواقع نعيش احتياجات أمني] في كثير من مجالات حياتنا الاجتماعية، هناك أمن غذائي وأمن اقتصادي، وأمن صناعي، وأمن ثقافي وأخلاقي، وهناك أيضاً الأمن الإعلامي والثقافي. صحيح ان الأمن بمعناه العسكري يأتي في مقدمة الاحتياجات ولكن يجب ألا نتجاهل ان مناحي الأمن الأخرى لا تقل أهمية ولا حاجة لبني البشر. مسؤولية تحقيق الأمن بمعناه الشامل هل هي من اختصاص ومسؤولية جهة واحدة، أم ان هناك نواحي أمنية يمكن ان يشارك في تحقيقها أكثر من جهة، وان تفاوتت درجات وحجم الاهتمام والمسؤولية? الواقع يشير إلى ان الأمن مسؤولية مشتركة. وان هناك نقاط التقاء لا بد من الاتفاق عليها بين كل معنيّ بها حتى تكتمل المنظومة ويتحقق الهدف في النهاية بأعلى درجات النجاح. في الأسبوع الماضي ارتسمت أمامي ثلاث صور للأمن قامت بها قطاعات أمنية مختلفة، وقد تركزت اثنتان من هذه الصور على مناحٍ ليست شديدة الالتصاق بهذه القطاعات وكان تبنيها ترجمة حقيقية لأهمية الشراكة في المسؤولية وتلمس الاحتياجات. جامعة الأمير نايف، وعلى مدى يومين نظمت ندوة عن التعصب الرياضي وأسبابه وكيف يمكن التغلب عليه؟ ومن خلال إدارتي لإحدى الندوات، أشار المشاركون إلى هناك أسبابا عديدة تؤدي إلى التعصب الرياضي الذي قد يتحول في النهاية لأشكال عنف تتطلب تدخل الجهات الأمنية، ومن هذه الأسباب ما يتعلق بالإعلام واللاعبين، والإداريين والحكام، والجماهير، ومن منطلق اهتمام جامعة نايف بالحرص على تحقيق الأمن بمفهومه الشامل وجدت ان من الواجب أيضا تحقيق الأمن في الملاعب الرياضية وخارجها. في كلية الملك فهد الأمنية تم تنظيم دورة تدريبية للمتحدث الإعلامي وكيف يمكنه القيام بعمله على أكمل وجه. المسؤولون في الكلية وإن كانت معنية بالتدريب وتخريج عسكريين في مجالات أمنية، إلا أنهم رأوا ان تأهيل المتحدث الإعلامي سيسهم بطريقة مباشرة في تحقيق أمن إعلامي وحفاظ على سرية المعلومة وعدم الإدلاء بتفاصيل قد تسير في عكس اتجاهات التحقيقات الأمنية. في بلدة العوامية كان الوضع مختلفاً حيث تعاملت قوات الأمن مع عدد من المطلوبين وقتلت اثنين منهم في مهمة يمكن وصفها بأنها أمنية بحتة تندرج في إطار واجبات رجال الأمن ومهامهم في الحفاظ على الوطن والمواطنين. من هنا نقول إن الأمن مسؤولية شاملة، وإن على كل جهة ان تقوم بما هو مطلوب منها، وان تمد يدها للقطاعات الأخرى، وتسهم معها في ترسيخ مفهوم الأمن الشامل الذي ننشده جميعاً، والذي بلا شك تعيشه بلادنا، وتحتاج منا للمزيد في سبيل الحفاظ عليه ودعمه..