قريباً من قلبه، وضع قلمه في جيبه الأمامي للقميص، كان يسير بين الأحياء بيده عشقه وبداخله خوفه. الجميع هناك كان يعرفه، بائع الفول وساعي البريد وعجوز الطريق. يسير وهو يهدي للمارة من العابرين ابتساماته، وحينما يلمح ضجيج الحياة يفتح ذراعيه إليها ليغرق في تلك الفاتنة المتغيرة. لم يشبع من سنوات كم أهدته العجائب ولذلك فهو يطيل الوقوف عند العتبة التي تأتي له بكل الآمال المغلفة بالحبر. الابتعاد يمنحنا فرصة التئام الجروح العميقة التي كم تعلقت بالهموم يمشي بين المدن والأيام ويمر على الوجوه والقلوب يقول عنهم كل شيء وحينما يفرغ من ذلك كله يدخل في ممر طويل إلى هناك.. مشيت خلفه ووجدته يفتح باب « العزلة « يدخل.. يقدم قلبه ثم يغلق الباب خلفه. في حجرة مكتبه يفرغ جميع مافي جيوبه، يضعها على الطاولة. يقترب من أوراقه البيضاء ليأخذها إلى صدره. يسمعها تحدّث قلبه بما يمكن أن يعيشه معها. يكتب عليها بقلمه الذي يجاور أحلامه، أوهامه. يكتب عن الأشياء التي لم يرها ولم يسمع بها. يكتب عن أناس عرفهم وأضاعهم في العتمة ولكنه قرر أن يلتقيهم عبر الفضاء، يكتب عن الحب الذي لامس روحه ومازال يذكره، يكتب عن امرأة قلبه، عن الطفولة، عن الرصيف والشاطئ والحجارة والثورة، عن الألم والخوف والعجز. يبقى مأسورا بتلك الموسيقى التي تأخذه إلى أقصى درجات التماهي. لا يكف عن ذلك حتى يزوره الليل ليطرق عليه نوافذ الحجرة.. بعد أن يقول له: أتقرضني الأوهام؟!.. يتوقف «إبراهيم عبدالمجيد» عن الكتابة بعد أن يدرك أن ذلك الصمت هو صمت القلب، وأن الكلام عن التجارب الطويلة غير مجد في وقت البوح. الكاتب والروائي المصري « إبراهيم عبدالمجيد « يدخل المكشوف.. ليقول لي « في سن الثالثة عشرة من عمري قررت أن أقفز فوق كل الحواجز. وأن أكون كاتبا. أسأله عن العمر فيخبرني أنه لا يتسع أبدا لما نريده. أحدثه عن الخديعة والخذلان فيقول لي بإصرار « أنا السكندري الذي لايعرف الملاوعة ولم أشكر أحدا على وقاحته. أكتب له على الورق كلمة «الأوهام».. فيكتب لي نحن من نصنعها لأنفسنا حتى تصبح حقيقة تشفينا من الأوجاع.. وأنا الذي ضاع كثيرا هناك! نعم بكيت من العشق.. واعترف بضعفي أمام المرأة إبراهيم عبدالمجيد يدخل المكشوف ليبوح، يعترف، يحلم، يتألم، ويسامح ويتصالح مع القلب، ويعرف عشقه جيدا دون تفصيل. هنا يتحدث عن الخيارات والقرارات. وبعد أن ينتهي يفتح الأسرار كلها ليقول لي « تلك المرأة خرجت من رواية « شهد القلعة « من الوهم إلى الحقيقة». قرار الكتابة * لطالما خشيت أن أجد من يحتجزني خلف السور. عند تلك الطرقات أعتدت دوما على أن أدس أصبعي في الفضاء الذي أمامي حتى أتأكد بأن الطريق صالح للركض فيه.. اكتشفت بعد أن مشيت طويلا بأن السور العظيم بقلبي لافي الطريق.. وماذا عنك؟ أتحسست - يوما - الطريق فاكتشفت بأنك مازلت خلف السور تقف؟ لماذا دائما نخشى من القفز فوق الأسوار العالية حتى إن كانت غير موجودة إلا بأعماقنا؟ - هذا السور موجود عند كل إنسان. قدرات الناس تختلف. حتى أشجع الشجعان في ميادين القتال مثلًا قد يتردد في غزو قل امرأة. المهم أن يعرف الإنسان ما الذي يستحق القفز من السور وما الذي لا يستحق. بالنسبة لي كان الشيء الوحيد الذي استحق القفز من فوق السور لأجله هو الكتابة. كل طريق آخر لم أكمله في الحياة. لم استقر في عمل وظيفي أو سياسي ولم استقر في بلد أو وطن لكن المكان الوحيد الذي لم أغادره هو حجرة مكتبي. والوقت الوحيد الذي لم اقطعه من اجل شيء هو الليل فأنا منذ بداياتي المبكرة أنفقه في الكتابة والقراءة والاستماع إلي الموسيقي. وكل شي يغير الكتابة تركته غير نادم عليه ولم أفكر أن أعطيه جهدا يعطلني عن الجهد الأعظم وهو الكتابة. وستندهشين حين أقول لك أنني قررت أن أكون كاتبا وأنا في سن الثالثة عشرة من عمري. وكان أول سور قفزته لأكون في ارض الكتابة هو عدم الانصياع لمواهبي في مادة الرياضيات التي كانت تؤهلني أن أكون مهندساً مثلًا. كنت اشطر تلميذ في الجبر وحساب المثلثات والميكانيكا والتفاضل والتكامل واحصل على الدرجات النهائية لكني فضلت ما انفجر في روحي من حب للقراءة والكتابة ومشيت وراءها. في الزحام نصنع أوهاماً لأنفسنا كي نشفى من الأحزان القلق الجميل * كلما زاد التأمل بداخلنا، زاد القلق.. القلق يمنحك فرصة سانحة لنعاود قراءة السطور والروائح والحقائق من جديد.. أما الخوف فهو شعور عاصف لايهدينا إلا للجوع الشديد، لمزيد من الأوهام.. ما الذي يقلقك الآن؟ وإلى أين أوصلك خوفك يوما؟ - بصراحة يقلقني المرض وتقدم العمر الذي لا يتسع ابداً لما نريد. ما أكثر الحكايات التي لم اكتبها وما أكثر الخبرات التي مازالت في روحي. لكني كمؤمن ومن أسرة بسيطة وجميلة في إيمانها اعرف انه في النهاية سيحدث ما يريده الله. كما أن الحياة لن تتوقف من اجل احد ولا من اجل شيء لم يكتبه كاتب ومن ثم أشعر بالرضا. واترك نفسي لقلق جميل هو كيف اكتب ما اكتبه. اقصد طبعا جماليات الرواية حين اكتبها. طبعا على المستوى العام قلق كبير على الثورة المصرية لكني في النهاية اعرف أن كل طريق تمشي فيه بالخطأ أو بالصواب سيزيد من قوتها. كما أنني من أسرة بسيطة وكان والدي يلقي دائما حموله على الله وينام مطمئنا للغد ومن ثم تعلمت منه الاستغناء عن أي شيء قد يقلقني أو يخيفني. شخصية مجد الدين في رواية "لا احد ينام في الإسكندرية "مستوحاة من أبي كثيرا. وكان شعاره دائما " تبات نار تصبح رماد" و"يحلها من لا يغفل ولا ينام" طموحي في الكتابة كبير أن اكتب أفضل دائماً لكن في الحياة ليس إلا "الستر" كما نقول في مصر. نحن قوم لا نعرف الملاوعة ولا اللؤم.. واضحون مثل الموج الظروف القاسية * كتبت (الوقوف على عتبات البهجة دائما أفضل من البهجة نفسها. أجل. البهجة أمر سهل لكن إذا طمعت فيها قتلتك وأهلكتك).. ألا يحق لنا أن نعيش البهجة الدائمة بعيدا عن الآلام والأحزان التي لفرط كثرتها أصبحت تعيش معنا وبنا؟ هل وقفت - يوماً - على عتبات البهجة؟ كيف كان شكل ذلك الوقوف؟ - طبعاً يحق لنا الوقوف في قلب البهجة. لكن بطلي الرواية تجاوزا الخمسين من العمر ومن ثم تنتهي مغامراتهما غالبا عند المنتصف. والذي يقول ذلك أحد البطلين لكن الثاني يعلق قائلًا:" لم اقتنع بكلامه لكني كالعادة صدقته ومشينا صامتين" في داخل كل منهما رفض للوقوف بباب البهجة لكن العمر وما حولهما لا يتيح الفرصة كاملة. حتى حين يندفع احدهما في حكاية جميلة تنتهي , ليست بيده. لكن بيد غيره الذي يكون في ظروف اقسي وأصعب. أمسك «القلم» بعد منتصف الليل وأصعد إلى السماء المواجهة * كتب غسان كنفاني (يسرقون رغيفك.. ثم يعطونك منه كِسرة.. ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم.. يالوقاحتهم).. كيف من الممكن أن نتعامل مع من يسرق "الرغيف" منا ثم يطلب منا أن نشكره؟ هل شكرت يوما أحدا على "وقاحته"؟ - لم يحدث أن شكرت أحدا على وقاحته. بل طبيعتي كسكندري تجعلني دائما اندفع في المواجهة. السكندريون لا يعرفون الملاوعة ولا يعرفون اللؤم. واضحون مثل الموج مندفعون دون حساب. وما يقوله غسان ينطبق على كثير من الحكام والحكومات ولقد عانت منه الشعوب كثيرا ولقد رأينا كيف انتفضت الشعوب التي كانت ترزح تحت الديكتاتورية ولا تجد من حكامها إلا الغطرسة والأكاذيب. لقد خلقت لي رواياتي عالما أفضل لكن في مقالاتي لم اهادن ابدا. ذاكرة الألم * نوسع القلب لكي يسع "التسامح والغفران" ولكننا مع الذين انكشفنا أمامهم ووثقنا بهم نبقى أسرى لذاكرة معلقة في الرماد والألم والفاجعة.. فكل شيئ في حكايتنا معهم " ندبة " في الروح.. أيمكن أن تسامح حينما يكون ذلك الغفران متعلقاً بمن دس سكينة الغادرة بقلبك؟ أتثأر لقلبك؟ - في الحياة العامة والعادية لا اسامح. ومن البداية لا اندفع في علاقتي حتى تصل بي لذلك. أي لا أعطي الفرصة لذلك لأني أيضاً مشغول بحياة أجمل مما حولي وهي حياة شخصياتي الروائية. هم من أعيش معهم وبينهم في الحقيقة وهم عالمي الحقيقي رغم أنهم من الوهم ومن ثم أنا في حالة استغناء عن العلاقات الاجتماعية ومؤكد إنني بكيت من اجلهم أكثر مما بكيت من اجل غيرهم في الحياة إلا من أحببتهم بحق ورغم ذلك ففي الحب دائما المحب متسامح. قد تكون الطعنة قوية في زمنها لكن بعد ذلك يكون التسامح طبيعيا وبابا للذكرى الطيبة. المحب غفور ذاكرته نسيان القسوة. أكثر من خمس وثلاثين سنة قضيتها في القاهرة بروح الغريب وهم الشفاء * كتب محمد المنسي قنديل (كنت بحاجة أنا أيضا لأن أبتعد، أن تضمني تلافيف الشوارع الضيقة، أغيب وسط الوجوه التي لاتعرفني حتى تذوب، أحزاني الخاصة بين حركاتهم أسير كأنما فقدت الحياة كل هدف من أهدافها).. لماذا يكون البعد - أحيانا - خيارا عادلا حتى نشفى من أوجاعنا؟ أقررت يوما الابتعاد لأن الوجوه التي تراها في الممر لم تعرف "إبراهيم" جيدا؟ - مؤكد الابتعاد يعطي الفرصة لالتئام الجروح وللرؤية الأفضل. ومن المؤكد أن الانغماس فيما هو عام يساعد على الشفاء من الهم الخاص. لكن في النهاية لا احد يعرف كم الهموم التي عند أي احد آخر. الإنسان في الزحام يصنع وهما لنفسه قد يصبح حقيقيا ويشفي من آلامه! الضياع * ما حجم الثمن الذي يلزمنا أن ندفعه في الحياة حتى نهتدي إلى أنفسنا.. حتى نعرفها أكثر متجردة من الأوهام؟ أيمكن أن يكون في "الضياع" متعة؟ هل أضعت يوما "إبراهيم" وحينما بحثت عنه وجدته بين النجوم يغني؟ - ضعت كثيرا لكني كنت اعرف متى أعود واعتبر ما مضي تجربة قد تفيدني يوما. الكاتب والفنان يحتاج هذا الضياع. المهم يعرف متى يخرج منه. إذا مشى وراءه سيفقد الأجمل وهو فنه وكتابته. وكل ضياع بهذا المعنى مفيد للفنان. بل لا يثري العمل الفني والأدبي إلا خبرات من هذا النوع. والذي يقرأ أعمالي يندهش من كم الخبرات التي تعيشها شخصياتها. رحلة ريفية مع أصدقاء في مرحلة الشباب التوحد بالمدينة * "هنا القاهرة" هو مولودك الجديد الذي قدمته مؤخرا للعالم ابنا شرعيا لك. بماذا خرجت من تلك التجربة الجديدة؟ لمن تكتب يا إبراهيم؟ ومتى تغضب من الكتابة وتجافيها؟ - عشت في القاهرة اكثر من 35 سنة حتى الآن بروح الغريب. كتبت عنها روايتين سابقتين. "عتبات البهجة" و"في كل أسبوع يوم جمعة" وقصص قصيرة ولم يتركني إحساس الغريب. حين كتبت عنها روايتي الأخيرة "هنا القاهرة "أحببتها وصرنا روحا واحدة أنا والمدينة التي رأيتها دائما ظالمة. هنا في الرواية قاهرة يحبها من يقرأها رغم الآلام وكأنها كانت مخبأة في روحي.أما الكتابة فهي للقراء من كل الأجيال. وللشباب أكثر فلغتي لا اغالي فيها ولا اجعلها هدفا في ذاتها وأبطالي دائما منهم إلا في حالات نادرة مثل "عتبات البهجة " واعرف أن الذي يجعل العمل الفني ممتعا هو شعوري بالمتعة في الكتابة. متعة الكتابة تعني متعة للمتلقي. وإذا لم اشعر بهذه المتعة أتوقف. فالكتابة ليست بحثا علميا إنما هي روح تتجلي في غيرها من الشخصيات. وأنا لا اغضب من الكتابة ولا اجافيها. فقط أستريح بين عمل وآخر. كما أنني اكتب المقالات التي تزيح عن نفسي الهموم اليومية المباشرة ليكون للرواية نفس مطمئنة هي نفسي. كما أنني لا اكتب إلا بعد أن ينتصف الليل وجواري الموسيقي التي تحملني عن الأرض إلى السماء أو قريبا منها. عزلة الأشواق * كتب واسيني الأعرج (ها أنت في مدافن الروح. أنام فيك، وعلى وجهك.. ولا توقظني إلا موسيقى العزلة والحنين إليك).. أخبرني.. أيمكن للحنين والشوق الجارف لمن فارقناهم أن يجعل منا كائنات عزلة لايوقظها من تلك الوحدة إلا موسيقى " الذاكرة"؟ أنمت - يوما - بداخل عشق وحينما صحوت وجدت نفسك في مصيدة الحنين الدائم؟ - هذه سنة الحياة. ليست شيئاً خاصاً بأحد. وقديما لخص احمد شوقي ذلك قائلا الذكريات صدى السنين الحاكي. سهرة رمضانية مع الزوجة عام 1982 م الضعف والمرأة * حينما يعيش الرجل بقلب ينبض بعشق امرأة تسكن بداخله، تعيش في كل عرق به، تختلط بروحه.. كيف يكون؟ هل دفعك " الحب " يوما لتبكي منه وبسببه ولأجله؟ - نعم حدث ودون تفصيل. لكن مؤكد نحن الكتاب فرصتنا أعظم في الغفران لأننا يوما ما يمكن أن نكتب ماجرى وان أخذ شكلا آخر في الرواية وعند ذلك يكون الغفران هو الراية التي يمشي وراءها الكاتب أو الفنان. الفنان والكاتب لا يعرف القسوة. بل يكبر الحب الضائع ويملأ الغرفة حول الكاتب ويصبح حقيقة ولو في الفضاء. كما أنني اعترف بضعفي في مواجهة المرأة. كل ما قرأته عن مكر المرأة ودهائها في ألف ليلة مثلا وغيرها لم يسكن نفسي. الذي سكنها هو أنها ضحية دائماً. رأيت ذلك في الحياة حولي في الأحياء الفقيرة والغنية. بين العمال والفلاحين وبين المثقفين أيضا! وقراته مبكرا في أعمال رائعة سكنت روحي مثل مدام بوفاري وانا كارنينا وثلاثية نجيب محفوظ. إبراهيم عبدالمجيد الضجيج * كتبت (نحن جميعا لسنا بناجحين في شئ.. ولا فاشلين أيضا. نقف وسط الفضاء الفارغ).. أيمكن أن يساعد الفشل على ترميم "أوجاعنا وجروحنا" وأن يأخذ بأيدينا إلى عتبات النجاة؟ أتقف في وسط الفضاء الفارغ؟ أم أنك ممتلئ حد الضجيج والحياة والصخب؟ - أنا ممتلئ حتى الضجيج والصخب لكني كقارئ للفلسفة اعرف انه لا نهايات حقيقية لأي شيء. واعرف أن الإنسان ضئيل مهما ابدي من صخب. نحن نولد دون استشارة ونموت دون إذن منا وبين الموت والحياة جحيم من الآخرين. أحببت الفلسفة الوجودية مبكرا فأراحتني من أي يأس! نسيان الكذب * ماذا بقي من "طفولة" إبراهيم عبدالمجيد في قلبك؟ وما الذي تغير بك بعد طول التجربة؟ - مابقي من طفولتي جميل رغم انه يكلفني كثيرا أحيانا. وهو ببساطة أني لا أتصور أن أحدا يكذب علي. ورغم ذلك لا ينتهي الكذب من حولي. لكني مثل أي طفل ينشغل في لعبة أخرى وينسى. وما بقي من طفولتي جميل وهو الدهشة لكل جديد. في المنزل مع ابنيه وائل وزياد ندم القرار * أفكر كثيرا.. لو عاد الزمن إلى الوراء لكنت تراجعت عن الكثير من القرارات التي اتخذتها وتألمت منها وتألم منها الآخرون.. لكنت قلت لنفسي.. لاتفعليها. ليس لشيء سوى حتى احمي هذا القلب من فجائع الخسارات.. وماذا عنك؟ أي القرارات التي اتخذتها وندمت عليها؟ متى تكون خساراتك مكاسبا؟ - في الحياة العادية قرارات كثيرة قد يندم عليها الإنسان لكنها لم تؤثر بالسلب علي. ومن ثم تتحول إلى مكاسب. أولها البعد عما قررته. فيمكن مثلا أن أقرر العمل في جهة ما أو مهمة ما ثم اتركها حين أرى أنها تأخذ من كتابتي وقتا. هكذا كان تعلقي بالعمل السياسي يوما لكني استفدت خبرات وقراءات رائعة. الفرح * أخبرني - يا إبراهيم - أين هو فرحك الآن؟ متى آخر مرة التقيت به، وأخذته لصدرك.. بعد أن قلت له "أطلت الغياب"!؟ - والله لاشيء يفرحني قدر انتهائي من كتابة رواية ونشرها. أظل امسك بالكتاب ليل نهار في يدي. أثير ضحك من حولي في البيت. وافعل هذا الآن مع روايتي "هنا القاهرة". حقيقة الأوهام * ماهو السر الذي لم تقله يوما لأحد؟ - كل الأسرار التي تتعلق بالمرأة لايمكن البوح بها في بلادنا.! والحمد لله على نعمة الرواية!! نخفي كل الأسرار الجميلة. حتى أصحاب الأسرار لم يعرفن. واحدة فقط أدركت وأرسلت لي على الهاتف بعد صدور روايتي الصغيرة "شهد القلعة" قائلة: أشكرك لأنك جعلت مني وهما يتمناه كل القراء وأنا الوحيدة التي اعرف أنها حقيقة! مع الشاعر عفيفي مطر في مدينة بلوا الفرنسية في موسكو 1990م أمام منزل بولجاكوف في كييف في أحد المقاهي في مصر مع سميح القاسم والدكتور محمود الربيعي في إحدى الندوات في باريس معهد العالم العربي مع الكاتبين خليل النعيمي وجبار ياسين في موسكو عام 1990م أمام تمثال تولستوي باتحاد الكتاب السوفيت