لم يسبق ان مر الهلال بمباراة صعبة في العقد الاخير كمواجهته الليلة لمنافسه التقليدي وغريمه الأبدي (النصر) في لقاء تحدد نتيجته ملامح بطولة الدوري للنصر ويحمل دلالات معنوية واعتبارية للفريقين بجانب امكانية عودة الهلال لمقارعة النصر على لقب الدوري حال نجاحه في اسقاط (فارس نجد) لأول مرة في الدوري خاصة والموسم عامة باعتباره الفريق الوحيد الذي لم يخسر منذ عام وانهى الاحتكار الهلالي لكأس ولي العهد بعد 6 سنوات متتالية فضلا عن تصدره قائمة الترتيب قبل نهايه الدوري باربع جولات بفارق 9 نقاط عن وصيفه الهلال وبالتالي امست مواجهة اليوم بمثابة بطولة اعتبارية بين الجارين العملاقين وان كانت حظوظ الهلال في اللقب تضاءلت مبكرا على غير عادته في المواسم الماضية. لقد استطاع النصر بادارة واعية ومدرب قدير الانفراد بالصدارة وتوسيع الفارق النقطي عن اقرب منافسيه بصورة مذهلة مستغلاً الهبوط الحاد في مستوى الفريق الهلالي وتذبذب نتائجه في بعض مبارياته. ان في اخفاق الهلال اشارة واضحة تكشف بجلاء تراجع مستواه وقله عطاءات لاعبيه في المواسم الثلاثة الاخيرة التي لم يستطع الخروج منها بأكثر من بطولتين في مسابقه كأس ولي العهد وهذا بلا شك لا يتناسب مع حجم الطموحات الزرقاء لجماهير زعيم الاندية السعودية برقمه الاعجازي (54 بطولة) ولا يليق باسم ناد كان ولا يزال حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب الدوري (13 بطولة) ليجد نفسه اليوم يفشل للموسم الثالث على التوالي في استعادة بطولة الدوري الذي توج بها للمرة الاخيرة بلا هزيمة لأول مرة مع المدرب الارجنتيني كالديرون قبل النهاية بجولتين في موسم 2011. لقد كان لكثرة تعدد المدربين في الهلال اثر سلبي على استقرار وشخصية الفريق الفنية كما ان الادارة اخطأت الحسابات في خيارات اللاعبين الاجانب وكان احد الاخطاء الفادحة تخليها عن الهداف البرازيلي ويسلي لوبيز الذي جاء للهلال بتوصية من مدربه الروماني الاسبق كوزمين فأرعب ويسلي الفرق في الموسم الماضي وسجل في مرمى كل اندية الدوري نحو 17 هدف بينها هدفين في اول مباراة يخوضها ضد المنافس التقليدي النصر في ذهاب الدوري الماضي ولنتخيل لو كان هذا المهاجم العملاق متواجدا حاليا بجانب الشمراني في مقدمة الهلال الى اي مدى ستصل خطورة الهجوم الازرق ومحصلة الاهداف الهلالية؟ واذا ما قدر للنصر التغلب على الهلال سيكون الانتصار الثالث على التوالي في نقلة نوعية بتاريخ الصراع التقليدي بينهما ان لم تكن نادرة الحدوث ان يفوز النصر على الهلال في ثلاث مواجهات متتالية وكان ثمنها الباهض حرمان (الازرق) من لقب الدوري والاشد ايلاماً انهاء احتكاره لكأس ولي العهد بعد 6 اعوام متتالية على يد غريمه النصر في عهد الرئيس عبدالرحمن بن مساعد والمدرب سامي الجابر ولا ندري ماذا تحمل لهما الايام المقبلة من مفاجآت في مسابقه كأس الملك هذا الموسم!