فرض المنطق نفسه وعاد النادي الجماهيري (النصر) بقوة الى ساحة المنافسة الثقيلة مع غريمه التقليدي الهلال على قمة الدوري الذي يتصدرانه بدون هزيمه برصيد متساو من النقاط مع نهاية الجولة الخامسة لمرحلة لذهاب. بداية العملاقين القوية في الدوري أحيت الأمل برؤية موسم ساخن عامر بالقوة والاثارة في ظل المنافسة الشريفة التي تجمعهما منذ 50 عاماً. الهلال والنصر كلاهما عنوان حقيقي للمتعة الكروية وروعة الاجواء التنافسية المحمومة بين عشاق المجنونة ومحبي الناديين.. أجيال متلاحقة على مدى خمسة عقود وبات الجميع على قناعة انه ليس من مصلحة الهلال ان تخلو الساحة من النصر والعكس ايضا. الصراع المحموم بينهما عريق تمتد جذورة الى اول موسم خاضه النصر في مصاف اندية الكبار (الدرجة الأولى) اثر فوزه ببطولة المملكة لأندية الدرجة الثانية في 1383ه على يد مدربه احمد عبدالله رحمه الله (والد النجم الفذ ماجد عبدالله) الذي نقل النصر من اندية الظل الى مصاف الدرجة الأولى ومن يومها اصبح (فارس نجد) بقيادة رمزه الأول ورئيسه انذاك الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله .. رمزاً للتحدي وكبيرا في طموحاته العريضة وتطلعه الى المجد برغبة جادة في احراز البطولات. في ذلك العام -1384ه- كان (الزعيم) بقيادة مؤسسه ورئيسه الداهيه عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله في أوج مجده الكروي بطلا للمملكه وفارسها الأول بتاريخ يزدان بثلاث بطولات كبرى في مسابقتي كأس الملك مرتين81-1384 ه بجانب كأس ولي العهد 1384 ه غير أن الرصيد الهلالي تجمد على هذه الثلاثية وظل بعيدا على منصات البطولات لنحو 13 عاما استطاع النصر خلالها النهوض بمستواه وتدعيم صفوفه بنجوم من خارج المنطقة ليتطور اداؤه وتتحسن نتائجه وتزداد شعبيته بعدما نجح خلالها في حصد 6 بطولات على مستوى المملكة، لقبان في كأس ولي العهد 93-1394 ه ومثلها في كأس الملك 94 – 1396ه اضافة الى بطولتي الدوري التصنيفي وكأس الاتحاد بين عامي 95 - 1396ه. في الموسم التالي استطاع الهلال بفضل تعادل ثلاثي مثير بالوقت القاتل في اقوى مباراة جمعت العملاقين في ذهاب دوري 1397ه ومنها انطلق (الزعيم) ليعانق المجد مرة اخرى بفوزه بأول بطولة للدوري واردفها بلقب مماثل في موسم 1399ه ثم اعلن فك النحس الذي لازمه في مسابقة كأس الملك 16 عاما حين فاز باللقب على حساب الشباب في موسم 1400ه فتساوى بذلك في عدد البطولات مع غريمة التقليدي النصر لكن فارس نجد لم يستسلم اذ عاد ليحرز ثلاث بطولات غالية..، بطولة الدوري مرتان 1400-1401ه مدعمة بكأس الملك للمرة الثالث في تاريخه 1401ه . ثم التقط الهلال انفاسه من جديد وانطلق بقوة ليعزز صداقته التاريخيه مع منصات البطولات حين توج بكأس الملك مرتين 1402-1404ه بجانب تحقيقه الدوري مرتين متتاليتين 1405-1406ه ومنها واصل الزعيم مشواره نحو المجد مجددا صداقته العريقة لبطولات الذهب بنفس طويل ووصل اليوم برصيده الى 54 بطولة في رقم قياسي غير مسبوق شكل علامة مضيئة في تاريخ الكيان الهلالي فيما فشل النصر في مواصلة بطولاته ليتقهقر ويبتعد عن منصات التتويج منذ سنوات عدة لكن ظلت المنافسة التقليدية بين العملاقين الهلال والنصر حاضرة بقوة ومحافظة على رونقها في مواجهاتهم التي يطلق عليها اليوم "البطولة الاعتبارية".