للهلال في كل منصة لكأس ولي العهد قصة مع المجد .. هكذا يقول التاريخ الرياضي ولا غرابة ان يكون النادي "الازرق" حاضراً بقوة في الموعد المحدد من كل موسم كأول طرف يصل للنهائي خصوصا في العقد الاخير اذ حصد منذ عام 1423ه وحتى الموسم الماضي 9 بطولات في هذه المسابقة، وعزز تفوقه باحتكار لقبها في آخر ستة مواسم بانجاز اعجازي لم يحققه أي ناد محلي آخر ليرتفع رصيد الهلال في كأس ولي العهد الى 12 بطولة . والملاحظ هنا ان الفريق الازرق كان يخرج في الموسمين الاخيرين بلقب كأس ولي العهد ويفقد القاب المسابقات الاخرى واهمها الدوري الذي ابتعد عنه منذ فوزه به للمرة ال 13 قبل ثلاثة مواسم. وعندما يتحدث التاريخ الهلالي سيقول إن مدربه الحالي سامي الجابر سجل الثلاثاء الماضي اول انجاز له مع ناديه كمدرب وطني بنجاحه في قيادته لنهائي كأس ولي العهد وإذا ما حالفه الحظ بالكأس سيكون اول من احتفل بكأس هذه المسابقة لاعباً وادارياً فيما سبق ومدرباً .. ولم يبق إلا ان يحتفل بالكأس رئيساً لناديه في يوم ما لتكتمل منظومة الانجاز الشخصي لسامي من الناحية التاريخية!، إذ إن الالقاب ال 12 التي حصدها الهلال في مسابقه كأس ولي العهد تحققت على يد مدربين غير سعوديين بدءاً من المدرب السوداني الرائع (التوم جبارة الله) حين قاد الهلال للفوز باللقب الاول عام 1384ه على حساب الوحدة في ملعب الصبان بجدة بنتيجة (4/3) وهو الموسم الذي توج فيه الهلال بطلاً لكأس الملك امام الاتحاد في ملعب الصايغ بالرياض بركلات الجزاء (3/1). فإذا ما نجح سامي الجابر في تحقيق بطولته الاولى مع فريقه سيصبح اول مدرب وطني يقود الهلال لتحقيق لقب كأس ولي العهد وهو ما يمنحه شرفاً تاريخياً مميزاً في مسيره ناديه الحافلة ب 54 بطولة حتى اليوم. لكن التاريخ لا ينسى اسم مدرب وطني آخر سبق سامي في قياده الهلال لإحراز كأس مسابقة اخرى تمثل اول بطولة في تاريخ النادي .. كأس الملك امام الوحدة في ملعب الصايغ قبل 54 عاماً وهو المدرب الوطني حسن سلطان "رحمه الله" الذي اشرف على تدريب الهلال خلال فترتين وانتقل بعدها لتدريب النصر اثر خسارة الهلال لكأس الملك امام الاتفاق بنهائي 1388 ه بنتيجة ( 2/4) فقاد " فارس نجد " لتحقيق اول بطولة في تاريخه على مستوى اندية الدرجة الاولى عام 1389ه حين واجه الهلال في نهائي كأس شهداء فلسطين وكسبه بنتيجه ( 4/2) وهكذا هي حال كرة القدم يوم لك ويوم عليك والتاريخ لا يرحم إذ إن المسؤولية باتت اليوم جسيمة على كاهل المدرب سامي فهو مطالب بالمحافظة على مكتسبات "الزعيم" ونجاحاته غير المسبوقة في سجل الشرف لابطال مسابقة كأس ولي العهد حيث ان فقدان اللقب بعد 6 بطولات متتالية امر ليس بالسهل تقبله لدى جماهير ومحبي ناديه وسيكون اكثر ائيلاماً من الناحية التاريخية على اسم المدرب لا سيما ان الطرف المقابل هو المنافس التقليدي والغريم الابدي (النصر) الذي خسر هذا الكأس العام الماضي بصورة دراماتيكية ولن يتنازل عنها مرة اخرى بسهولة في ظل تصاعد اداء لاعبيه ونتائجهم المذهلة في مشوار الدوري الذي يتصدره بلا هزيمة وبفارق 6 نقاط عن الهلال. ويبقى الخيار الصعب والاخير امام اتحاد الكرة في اختيار حكم (اجنبي) خبير في قياده نهائي تنافسي ساخن سيجمع الهلال مع النصر في يوم المجد والتاريخ على كأس سمو ولي العهد الأمين.