يعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) ظاهرة ثقافية واجتماعية وحضارية متميزة.. ذات طابع وشخصية خاصة يكاد ينفرد بها عن أي تجمع ثقافي آخر.. لما يحظى به من اهتمام ودعم كبير من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء -حفظهم الله- وبمتابعة وتشجيع مستمر من لدن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني.. وما يبذله من جهود سنوية مضنية لإنجاح هذا المهرجان ودفع نجاحاته إلى الأمام. ووزارة الشؤون الاجتماعية حريصة على أن يكون لها حضور ومشاركة فعالة في هذا المهرجان حيث بدأت منذ وقت مبكر بالإعداد لمشاركتها بالترتيب والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإبراز جناح الوزارة الذي يتم من خلاله تقديم الجديد والمفيد من مشاركات المناطق والمعوقين والأيتام ونزلاء الدُور حيث استطاعوا الإبداع فيما يقدمونه من واقع مشاركاتهم السابقة في الجنادرية. وأضحت الجنادرية رافداً مهماً للخدمات التي تقدمها الوزارة حيث إنه يمثل رسالة علمية وإعلامية تفاعلية يقدم من خلالها معلومات حديثة وموثقة لأبناء هذا الوطن الغالي عما تقدمه حكومتنا الرشيدة في المجال الاجتماعي من دعم ورعاية لبرامج الرعاية والتنمية الاجتماعية، والضمان الاجتماعي وتعكس هذه الرسالة الاهتمام المتواصل والمتابعة المستمرة والدعم السخي من قبل الدولة وفتح قنوات لمشاركة القطاع الأهلي التطوعي في سائر مجالات العمل الاجتماعي الموجه لخدمة الفرد والأسرة والمجتمع. كذلك من ثمرات الجنادرية معالجة المشكلات والقضايا الأسرية والاجتماعية وتفعيل العمل التطوعي في المؤسسات الاجتماعية وتعزيز وتطوير قنوات التواصل مع الأجهزة الحكومية والأهلية التي تهتم بالشأن الاجتماعي وتقديم بعض النماذج المميزة لأعمال وأنشطة أبنائنا في الدور الاجتماعية ومراكز التأهيل. ويشارك في هذا المهرجان بالإضافة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية وفروعها الجمعيات الخيرية ولجان التنمية الاجتماعية الأهلية والمؤسسات الأهلية والقطاعات الأخرى من خلال أركان تعد قنوات تواصل مع المجتمع. لقد برهن مهرجاننا الواجهة "الجنادرية" عندما ربط الماضي بالحاضر.. وهو يقفز من تميز وتفرد إلى نجاح وتألق في كل دورة من دوراته.. على أن الإنجاز ثمرة رصد وتخطيط ومتابعة وتطلع إلى نجاحات لا يحدها أفق.. وهذا بالفعل ما خلق مكانة المهرجان التي تليق بالدرجة الأولى بالمكان الذي تنطلق عنه ومنه وهو هذا الوطن الكبير الأثير.. وعلى نطاقات تتجاوز الحيز العربي أو الإقليمي لتصل إلى المدى العالمي بصورة عامة. أدعو الله العزيز القدير أن تؤدي هذه الفعاليات رسالتها على أكمل وجه لخدمة المجتمع في هذا البلد على اختلاف فئاته وشرائحه أفراداً وجماعات من خلال الشراكة الاجتماعية والمشاركة الفعالة من قبل المجتمع بكل مؤسساته، ومن أجل التكافل الاجتماعي والتعاطف والتراحم والتواصل الذي حث عليه ديننا الحنيف. * وزير الشؤون الاجتماعية