خلال الأعوام العشرة الماضية تضاعف عدد منسوبي شركة (سابك) ليصل إلى أربعين ألف موظف حول العالم، ما أوجد جملة من التحديات مختلفة النواحي، ليس من ناحيتي استراتيجية التوظيف بالشركة والتخطيط الاستراتيجي لقوتها العاملة فحسب، بل أيضا من ناحية المهارات القيادية المطلوبة، جاء ذلك في الكلمة، التي ألقاها الأستاذ فهد بن سعد الشعيبي نائب الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في (سابك)، خلال مشاركته في الدورة الثانية عشرة لمؤتمر ومعرض الجمعية العربية العالمية لإدارة الموارد البشرية، التي تقام فعالياتها في دبي، ويحضره مجموعة من قادة الفكر في المجال الأكاديمي وكبار مسؤولي مجال الموارد البشرية وكبار الكتاب. وأوضح الشعيبي أن العديد من موظفي الشركة اليوم في حاجة لمهارات قيادية عالمية بسبب عملهم وقيادتهم لموظفين يحملون خبرات حياتية ومهنية مختلفة، وقال: "في هذا السياق يعتبر إطلاق أفضل ما لدى موظفينا من إمكانات والاستفادة من تجاربهم الثقافية واحتضان تنوعهم مصدراً رئيسا لقدرتنا التنافسية"، مشيراً إلى استراتيجية (سابك) الخاصة بإدارة المواهب لتلبية هذه التحديات المتنامية، وتبني الشركة لممارسات متقدمة لإدارة المهارة، حتى تتمكن من تحديد أولى الخطوات البسيطة التي يمكن للشركة اتخاذها ومن ثم التركيز عليها مبدئياً. وأضاف: "يعني هذا بالنسبة لشركة (سابك) التدرج في تطبيق منهجية عالمية لتقويم الأداء من خلال ما نسميه (إجراءات مراجعة المهارة)". وأضاف الشعيبي أن (سابك) حددت أربع أولويات لتحقيق رؤياها للعام 2025م، وهي التركيز على ثقافة الشركة، وثقافة قيادييها لتحقيق قوة الدفع الضرورية لإنجاز التغييرات؛ وضمان أن كل أعضاء الفريق يملكون المعارف والمهارات اللازمة للقيام بالوظائف المنوطة بهم خير قيام؛ واستيعاب أن الشركة لا تقوم بالتوظيف لسد احتياجاتها الآنية، بل تتنبأ باحتياجاتها المستقبلية؛ وضمان أن فريق الموارد البشرية معدّ بشكل كامل لتحقيق أهدافه. وحول أهمية استقطاب العناصر المناسبة، قال نائب الرئيس التنفيذي للموارد البشرية: "عندما نقوم بعملية توظيف الكوادر الجديدة فإننا نعتبر امتلاكهم للقدرات والامتياز الفني أمراً مفروغاً منه، وعلى أساسه يتم دعوة المرشحين لإجراء المقابلات الشخصية"، منوهاً إلى أن (سابك) تعرف جيداً أن دافع معظم المتقدمين ليس العمل من أجل الراتب فحسب، بل لصنع فرق، مؤكداً بقوله: "لهذا فإن فرص التطور المهني التي تتيحها (سابك) تعتبر جزءاً أساسياً من قيمة الوظيفة لدينا، وتعتبر أحد المحفزات والدوافع الرئيسة". وخلال حديثه في المؤتمر، قدم الشعيبي مثالاً على إجراءات التطوير المهني بالشركة، والمتمثل في برنامج التطوير المبكر للمهندسين في (سابك)، حيث يتم في إطار هذا البرنامج إخضاع المهندسين حديثي التخرج، والذين لم يتموا سنتين على رأس العمل، لبرنامج منظم ومصمم لتوجيههم خلال مرحلة الانتقال من التعليم الجامعي إلى العالم المهني، وقال: "يهدف البرنامج لجعل هذه التجربة ممتعة ومفيدة للمشاركين فيها وفي ذات الوقت فعالة لصالح الشركة، في إطار تحقيقنا لوعدنا بالتطوير المهني لهؤلاء الملتحقين الجدد بالشركة". وفي إطار أهمية التعليم والتطوير بالنسبة لشركة (سابك)، تحدث الشعيبي عن أكاديمية (سابك)، التي وصفها بالنجمة المضيئة المجسدة التزام (سابك) بالتعليم والتطوير، مشيراً إلى استحداث الشركة برامج لتطوير التنفيذيين، بالتعاون مع جامعات عالمية المستوى؛ إلى جانب استفادتها من الخبرات الداخلية في الشركة من خلال برنامج (سابك تعلّم سابك).