أنهت الأسواق الأمريكية أسبوعها الثاني من العام الجديد دون تحقيق مكاسب تذكر على غير ما كانت عليه الأسواق في نمطها التاريخي عندما تتزايد مع بداية كل عام ميلادي. أما هذا العام فكان جني الأرباح عائقاً أمام أي تقدم يبدؤه السوق. ورغم وجود بعض المحفزات التي صاحبت النتائج المالية لبعض الشركات المتداولة أمثال إنتل و أبل كمبيوتر، إلا أن المتداولين بقوا مأسورين بتأثيرات الشركات الأخرى التي لم تكن نتائجها مشجعة للأسواق أمثال شركة أبلايد مايكرو دفايسيس التي فقدت ربع قيمتها بعد تحذيرات أرباحها، وكذلك في نهاية الأسبوع لحقت بها سن مايكرو سيستمز. ولم يكن من المحفزات في تداولات الأسبوع الماضي عدا بعض البيانات الاقتصادية التي ساهمت على الأقل في تطمين المتداولين والمحللين بشأن بعض مفردات الاقتصاد العامة. وهذه البيانات كانت بشأن الإنتاج الصناعي، وبشأن مؤشر أسعار المنتجين. فقد أظهرت بيانات الإنتاج الصناعي قوة لم تتوقعها الأسواق بعد أن أضافت نسبة 0,8٪ في شهر ديسمبر. أيضا تلقى المتداولون بالقبول بيانات مؤشر أسعار المنتجين والذي أوضح تراجعاً قدره 0,7٪ في شهر ديسمبر بعد أن زاد بمعدل 0,5 ٪ في شهر نوفمبر، مما خفف من أي مخاوف بشأن مستويات التضخم المحتملة في الاقتصاد. ويشار بأن جوهر المؤشر الذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء الأكثر تذبذباً قد زاد بمقدار 0,1٪ مقابل توقعات المراقبين التي كانت تدور حول زيادة قدرها 0,2٪. وينتظر أن تبقى الأسواق خلال تداولات الأسبوع القادم شديدة التأثر بمستويات النتائج المالية للشركات المتداولة والذي يتوقع أن يكتمل بانتهائه افصاح 76٪ من الشركات المتداولة في مؤشر ستاندرد آند بورز عن نتائجها رغم قصر أيام تداول الأسبوع القادم والذي سيقفل الاثنين بسبب اجازة عيد «لوثر كينج». يذكر كذلك أن تداولات الأسبوع الماضي تأثرت ببعض الأسباب الجيوسياسية في العراق والتي يخشى أن تمتد آثارها إلى تعطل إمدادات النفط، والذي بدوره كان جزءاً من الأسباب في رفع أسعار البترول خلال تداولات الأسبوع الماضي. وفي اطار المؤشرات أغلق الداوجونز الجمعة على مستوى 10558. وتحسنت في المؤشر خاصة في تداول الجمعة كل من أسهم والت ديزني، و هوني ويل اللتان أضافتا 2٪، 2,2٪ على التوالي. أما مؤشر الناسداك فقد أنهى أسبوعه على مستوى 2087,9، وخسر سهم سن مايكروديفليسس نسبة 7,9٪ بعد أن جاءت بيانات عوائد الشركة عند الحد الأدنى من توقعات الأسواق. أخيراً أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز تداولاته عند مستوى 1184,52. وفي نطاق المؤشر واصلت أسعار البترول مكاسبها الأسبوع الماضي ليختتم الخام الأمريكي الخفيف تداولات الأسبوع على مستوى 48,30 دولاراً. أما الذهب فتراجع في تداول الجمعة 2,10 دولاراً للأونسة ليستقر على 423 دولاراً. البورصات الأوروبية تغلق على تفاوت في الأداء بقيت الأسواق الأوروبية شديدة الحساسية في تداولات الأسبوع الماضي جراء اختلاف في توقعات المراقبين لما يمكن أن تكون عليه نتائج الشركات الأسبوع القادم، وأسعار البترول، إضافة إلى الدولار. أما حركة القطاعات بشكل عام فقد اتسمت بتحسن في قطاعات التعدين، إضافة إلى البناء والتشييد. فيما بقي قطاع البنوك الأضعف. ففي لندن أغلق مؤشر الفاينانشال تايمز (فوتسي) الجمعة متقدماً بنسبة 0,43٪ إلى مستوى 4820,8، لكن المؤشر أنهى أسبوعه متراجعاً بنسبة 0,7٪. وتحسن سهم ترينيتي ميرور في قطاع النشر بنسبة 7,7٪ بعد أنباء عن استحواذ على الشركة. قطاع التعدين كان أفضل أسهمه أداء سهم بي اتش بي بيليتون المتقدم بنسبة 3,7٪. أما أضعف القطاعات فكان التأمين الذي قادت خسائره شركة أفيفا المتراجعة بنسبة 4,6٪. أما في باريس فقد أضاف مؤشر كاك - 40 يوم الجمعة نسبة 0,53٪ ليغلق على 3854,6، وتأثر سلباً قطاع الرقائق في السوق الفرنسي بعد تحذيرات شركة اس تي مايكروالكترونكس والتي فقد سهمها باعتبار الأسبوع نسبة 2,9٪. وفي قطاع الإعلام فقدت شركة بيبليسيس نسبة 2,2٪ بعد تخفيض تصنيف الشركة. و في فرانكفورت حقق الداكس الجمعة تقدما وصلت نسبته 0,48٪ لينهي الأسبوع على مستوى 4232,36. وكان الأسوأ أداء في المؤشر سهم شركة ابكوس في قطاع الرقائق الذي خسر نسبة 6,3٪ بعد تحذيرات الأرباح من قبل الشركة. القطاع البنكي تقدم فيه سهم اتش في بي قروب بنسبة 1,8٪. وتحسن بشكل كبير قطاع السيارات بعد تقارير بزيادات كبيرة في مبيعات بي ام دبليو ، و دايملر كرايسلر. أخيراً في طوكيو تحسن أداء مؤشر نيكاي - 225 الجمعة بنسبة 0,7٪، ليختم الأسبوع على 11438,39. وتراجع في المؤشر قطاع صناعة الحديد حيث تراجعت نيبون ستيل بنسبة 1,2٪. في قطاع صناعة السيارات أضافت هوندا نسبة 0,7٪. أخيراً كان أقوى الشركات أداء في قطاع الالكترونيات كانون التي أضافت نسبة 2,1٪.