أنهت أسواق المال الأمريكية عامها الحالي 2004 على مكاسب متواضعة مقارنة بالمكاسب الكبيرة التي تحققت للمؤشرات عام 2003م. وكادت المؤشرات أن تتراجع في عام 2004 لولا التماسك الذي شهدته الأسواق في نهاية شهر أكتوبر وخلال شهر نوفمبر بعد أن أظهرت الشركات المتداولة أرباحاً فاقت توقعات الأسواق وبعد أن تراجعت أسعار البترول خلال شهر نوفمبر، وأيضاً زالت حالة عدم اليقين التي كانت تخيم على نتائج الانتخابات الأمريكية. وبنهاية تداول الجمعة يكون مؤشر الداوجونز قد أضاف نسبة 3,1٪، والناسداك نسبة 8,6٪، وستاندرد آند بورز نسبة 9٪. أما في عام 2003 م فقد كانت مكاسب المؤشرات للداوجونز 25٪، والناسداك 50٪، وستاندرد آند بورز 26٪. وفي احصائيات صدرت عن أكثر الأسهم مكاسب في عام 2004 ظهر أن أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة هي الأكثر حظوظاً، فيما غابت حظوظ الشركات الكبيرة إلى آخر شهرين من العام. أيضاً من المؤشرات الصادرة في جانب العملات ما أشار إلى خسارة الدولار لنسبة 7,6٪ خلال عام 2004م. وفي آخر يوم تداول من العام الجمعة كانت أسواق الأسهم الوحيدة التي استمر نشاطها طول اليوم فيما أغلقت أبواب نشاطات بورصات السندات والسلع الخام. وخلال تداولات الأسبوع الماضي كانت أفضل القطاعات أداء قطاع أشباه النظائر الذي امتدت مكاسبه خلال تداولات الثلاثاء إلى الخميس، فيما كانت أسوأ القطاعات أداء قطاع صناعة الصلب(الحديد) الذي خسرت فيه شركات القطاع بقوة خلال تداول يوم الخميس بعد أنباء عن تراجع في مستويات الطلب على الحديد في الصين، واحتمالات لظهور الصين العام القادم كمصدر صاف لهذا المنتج بعد التوسعات الكبيرة في إنتاجه العام الماضي. ولكن القطاع عاد وعوض بعضاً من خسائرة في تداولات يوم الجمعة. هذا وغابت عن تداولات يوم الجمعة أي أخبار محفزة في جانب الإحصاءات الحكومية، كما قل الإقبال على التداول بسبب ضم غالب المتداولين يوم الجمعة إلى إجازتهم الممتدة حتى الاثنين القادم. ولذا ركز المتداولون في تداولاتهم على الأخبار المتعلقة بشركات محددة في السوق. وفي إطار المؤشرات تراجع الداوجونز في تداولات الجمعة 17 نقطة مستقراً في نهاية التداول على مستوى 10783,23. وتحسنت في المؤشر أسهم كل من أمريكان اكسبرس، امريكان انترناشونال قروب، وإنتل. في حين كان الأسوأ أداء هوليت باكرد، هوم ديبو، فايزر، ووول مارت. أما مؤشر الناسداك فخسر الجمعة 2,90 نقطة لينهي الجمعة عند مستوى 2175,44. وتقدمت في قطاع أشباه النظائر كل من إنتل، وأبلايد مايكرو سركيتس بنسب بلغت 0,6٪، 1,7٪ على التوالي. أخيراً أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز على مستوى 1211,92 بعد أن فقد 1,63 من النقاط. وكان أسوأ القطاعات أداء في المؤشر قطاع الطيران الذي خسر مؤشره نسبة 0,7٪. وكان سهم شركة يونايتد إيرلاينز الأسوأ بين شركات القطاع حيث فقد نسبة 5,5٪ بسبب تهديدات بإضراب العاملين في الشركة. البورصات الأوروبية وسوق طوكيو تغلق على تفاوت في الأداء اختتمت البورصات الأوروبية تداولاتها يوم الجمعة بشكل متفاوت الأداء. وكانت البورصات الأوروبية مفتوحة للتداول فيما عدا بورصة فرانكفورت. وكان الأفضل أداء بين القطاعات هو قطاع العناية الصحية إضافة إلى قطاع المناجم فيما كان الأسوأ أداء هو قطاع الصلب (الحديد) والذي تراجع بعد أن تأكد تراجع مستويات النمو في الطلب على المعدن من الصين، إضافة إلى التأكيد بأن الصين ستكون مصدراً صافياً للمعدن العام القادم بعد التوسعات الكبيرة في انتاجه هناك. ففي لندن أغلق مؤشر الفاينانشال تايمز (فوتسي) الجمعة متراجعاً بنسبة 0,12 ٪ إلى مستوى 4814,3. وباعتبار السنة يكون مؤشر الفوتسي قد حقق ارتفاعاً قدره 8٪. وتأثر كثيراً قطاع الصلب لتخسر فيه شركة كورس قروب نسبة 2,4٪. ورغم تقدم قطاع العناية الصحية إلا أنه تراجعت في القطاع القيمة السوقية لشركة وات مان بنسبة 7٪ بعد قرار الشركة إعادة الهيكلة. أما في قطاع المنافع فقد واصلت المكاسب شركة أقريكو لتضيف نسبة 2,4٪ بسبب توقعات بزيادة الطلب على منتجات الشركة. أما في باريس فقد هبط مؤشر كاك-40 يوم الجمعة بنسبة 0,18 ٪ ليغلق على 3821,16 . وأظهرت نتائج البطالة في الاقتصاد الفرنسي ثباتاً عند مستواها الشهر الماضي وهو 9,9٪ . وكان أفضل الشركات أداء الأسبوع الماضي في المؤشر شركة أسيلور في قطاع العناية الصحية التي أضاف سهمها نسبة 3٪ والتي سيبدأ دخولها في حساب مؤشر كاك- 40 ابتداء من شهر يناير المقبل. وفي فرانكفورت حقق الداكس الخميس تقدما وصلت نسبته 0,2٪ لينهي الأسبوع على مستوى 4256,08. وباعتبار العام يكون المؤشر قد أضاف نسبة 7٪. أما في يوم الجمعة فقد كان السوق مغلقاً بسبب إجازة رأس السنة. أخيراً في طوكيو تحسن أداء مؤشر نيكاي -225 الجمعة بنسبة 0,94 ٪، ليختم الأسبوع على 11488,76. وباعتبار محصلة السنة يكون المؤشر قد أضاف نسبة 7,6٪. وقد كان العام الماضي عاما بدأ فيه الاقتصاد الياباني في التعافي ثم ما لبث أن خفت وتيرة تعافيه مع نهاية العام. وفي نطاق الشركات تحسن سهم شركة هوندا بنسبة بلغت 1,9٪. أيضا تعزز قطاع البنوك بعد أنباء عن اندماج بين بنكي يو اف جي، وام تي اف جي والذي سينتج عنه إن تحقق أكبر بنك في العالم من ناحية الأصول. سهم الأول أضاف 2,8٪، فيما أضاف الثاني نسبة 2,9٪.