تعتبر الوصية أو القصة أو القصيدة وسيلة لنقل التجارب وأسلوباً مقبولاً لتوجيه النصيحة وغالباً ما تكون التجربة منقولة من الآباء إلى الأبناء وقد اعتمد الإنسان منذ القدم في تطوره الحضاري على تجربة من قبله والتجربة نتاج الممارسة والملامسة الحقيقية لواقع الحياة بمرها وحلوها يقول الشاعر بديوي الوقداني متحدثاً عن تجربته في الحياة في إطار قالب من الشعر نقل من خلاله وبكل عذوبة وسلاسة هذه التجربة لمن يدرك أن من سبقوه هم أهل تجربة: جربت الأيام ومثلي من يجربها تجريب عاقل وذاق المر والحالي أعرف حروف الهجا بالرمز وأكتبها عاقل ومجنون حاوي كل الأشكالي وغالباً ما يجد قليل الخبرة والتجربة صعوبة في التعامل مع مجريات الحياة اليومية فيصطدم أحياناً بواقع يدخله في دوامة نتيجة قلة الخبرة وعدم الاستفادة من تجارب الآخرين أو من سبقوه يقول الشاعر أحمد البداح: بعض الملا يدرج بليا لواليب محالة تدرج حداها هوالها وبعض العرب قور بليا مراكيب يطبخ وناره ما يبين سناها ويعتبر الحكماء والشعراء هم الأكثر نقلاً للحكمة والتجربة وقد تمت صياغتها في قالب القصيدة صاحبة التجربة وفي الحكمة وقد ساهم ذلك في حفظ التجارب الناتجة عن الممارسة الحقيقية يقول عقوب الحمداني يوضح أهمية العقل في الرجل من واقع المشاهدة إما للرجال أهل العقول الثابتة وكيفية تصرفاتهم أو ممن تجردوا من العقل فاتضحت عليهم وتلك الاشياء ومنها التخبط في الحديث والانجراف في منزلقات الحياة يقول: الرجل يا فيحان عقله دليله ورجل بلا عقل يتيه الطواريق ومن خلال رصد شعر التجربة نجد أن الشعراء لم يتركوا مجالاً إلا طرقوه محاولين بذلك إعطاء المتلقي ملخصاً لتجربة نقية من الأخطاء ومبعده عن الخطأ وعن محاولة التجربة وتحمل عقباتها مرة أخرى يقول الشاعر سالم الحربي: أنشد مجرّب والتجارب وثيقة تجارب الأيام بذت خفايه ما هي تجارب يوم ولا دقيقه شفنا من الدنيا ما فيه الكفايه