أكد مختصون ومثقفون سياسيون في افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 29) يوم أمس أن المملكة تعتبر هي الحصن الأساسي لكل الدول العربية فيما يتعلق بالأمن القومي العربي، فيما دعوا إلى بناء التحالفات مع المنظمات والدول لنجاة الدول من فرص الضعف. وقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور صالح المانع من السعودية في مشاركته أمس في ندوة "المملكة والأمن القومي العربي": الذي ينظر للنموذج الإيراني يرى أنها تتأثر بأي تغيرات تحصل في الإقليم، وتؤثر الصراعات في الداخل الايراني على علاقاتها مع الدول الأخرى وخصوصا جارتها، وهي تؤثر على العلاقات السعودية الإيرانية التي مرت في الثلاثين سنة الماضية بالكثير من المراحل، في بعضها الكثير من التوتر وفي البعض الآخر الكثير من التعاون، وهذا التعاون أثمر في كثير من الأحيان الكثير عن المنجزات".. وبين المانع أن هناك ثلاث فئات تؤثر في القرار السياسي في إيران وهم التجار في البازار والمثقفون ورجال الدين، وطبيعة العلاقات تتغير بتغير القيادات بين الفئات الثلاث، وكمثال على ذلك فترة رفسنجاني كانت فترة تقارب مع المملكة ودول الخليج عبر رجال التجارة، ومؤكداً أن الوجود النووي في الخليج له طريقتين بحسب الآراء السياسية، الأولى هي تكوين القوة النووية السلمية والتي تحتاج الى وقت طويل في تشغيلها قد تصل حتى 20 عاماً وذلك لتطوير الكوادر، فيما المنهج الثاني يقوم على بدائل أخرى ولكنها ستكون مكلفة، خاصة إذا كانت على مطلة على شواطئ الخليج العربي، لكن هناك بدائل أقل تكلفة من النووي. وعن النشاط الحوثي في اليمن ذكر المانع أنه بدأ سياسياً منذ العام 2003، وفي العام 2007 تحول إلى هجوم حوثي على الحدود السعودية الجنوبية فدافعت السعودية عن نفسها، وبعد ذلك وقِعَتْ اتفاقية أوجدت منطقة عازلة ب10 كيلومترات، كما أن الحوثيين لديهم صراعات ثانوية في داخل اليمن مما هجر الكثيرين من أبناء القبائل اليمنية، حتى داخل الحدود السعودية طلباً للعلاج في بعض الأحيان.. كما أشار المانع أن الحوثيين يحاولون تهدئة دول الخليج بأنهم لا ينوون الدخول إلى صنعاء ولكنهم في الحقيقة يرغبون في ذلك بعد راحة مؤقتة. وعن الحديث عن دور المملكة وأهميتها الإقليمية أكد المانع في أن المملكة تفخر بأنها قبلة العالم الإسلامي وهي لها قوة روحية ومعنوية مهمة قد ننساها في بعض الأحيان، ومثالها عندما يزور إمام الحرم منطقة إسلامية يخرج له الملايين، إضافة إلى عظم دورها الاقتصادي المهم كعضو في مجموعة العشرين، مردفا القول إلى أن فكرة الوحدة الاسلامية هي مهمة لكن المشكلة عندما يتم تسيسها.. وشدد المانع على أن قوة الدول تنبع من مصدرين هي قوة الذات أو قوة التحالفات، فبعض الدول الصغيرة حجما مثل الكويت وسنغافورة هي قوية في الأثر لتوسع تحالفاتها. فيما قال اللواء سامح سيف اليزل من مصر أن التكامل بين السعودية ومصر هو تكامل اقتصادي وسياسي، وهناك تعاون مستمر بين البلدين، وقيمة الاستثمارات السعودية في مصر تبلغ نحو 20 مليار ريال، وهو إن كان مبلغاً غير مهم في بعض الدول فإنه مؤثر جداً في مصر، والسعودية هي المستثمر الأجنبي الأول في مصر دون أن ننسى ثقل المملكة سياسياً. فيما قال الدكتور حسين شعبان أن الحوار في مثل هذه المناسبات هي ضرورة أوجدها مثل هذا المهرجان والذي يجب أن يستمر. في حين ذكر شعبان بأنه لا يستطيع التفريق بين الأمن الداخلي والأمن الخارجي، مشدداً على أن الاقليم العربي يقع بين استراتيجيتين هما الدور الإيراني والتركي، إلا أن النموذج التركي قد خرج مرة واحدة بعد نضوج الربيع العربي، كما أن الدولتين لا تتفقان إلا على القضية الكردية فقط. جانب من الحضور