بين ثلاث محافظات يمنية تشن جماعة الحوثي حرب تصفية حسابات إزدادت وتيرتها منذ مطلع العام، فمن دماج في صعدة مروراً بحوث والخمري في عمران وصولا إلى أرحب في محافظة صنعاء تواصل جماعة الحوثي معاركها الضارية مع أبناء القبائل والتيارات المخالفة لها في الفكر والمذهب. كانت البداية من دمّاج التي شهدت المواجهة الأعنف بين الحوثيين من جهة والسلفيين ومن ساندهم من القبائل من الجهة الأخرى، تلك المواجهة التي استمرت ثلاثة أشهر وانتهت بتهجير مئات العائلات بعد توقيع اتفاق هدنة هش رعته الحكومة. ومن دماج إلى الخمري مسقط رأس عائلة الأحمر شيوخ قبيلة حاشد ومنها إلى حوث المعقل الآخر لآل الأحمر حيث استخدم الحوثيون الدبابات والمدرعات الآلية التي ربحوها من حروبهم السابقة مع الحكومة في مواجهة القبائل هناك، ما أجبر حاشد وحلفاءها الأقل تسليحاً على التوقيع على اتفاق هدنة مع الحوثيين الذين اعتدوا في الأساس على قراهم وممتلكاتهم. وهاهم الحوثيون على مشارف أرحب تمهيدا لمعركة جديدة رغم اتفاق الهدنة السابق مع قبائل المنطقة، وتحذيرات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بعدم توسيع رقعة المعارك شمال العاصمة. ثلاث معارك وثلاث اتفاقيات جاءت معظم بنودها لصالح الحوثيين، والأدهى والأمر أنها جاءت برعاية الحكومة التي فشلت في وقف المد الحوثي أكثر من مرة. في الأخير.. تبدو صنعاء أكثر انشغالا بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وبملفات أخرى كالقاعدة في أبين والحراك في الجنوب على أن تفتح جبهة مواجهة مع الحوثيين، الأمر الذي يتطلب مبادرة خليجية جديدة تعيد الاستقرار إلى اليمن، وتمنع الحوثيين من أن يكونوا دولة داخل دولة في اليمن، كما هو الحال مع حزب الله في لبنان.