أصدر الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش عفواً يكاد يكون بمثابة إنذار، إذ أمهل المعارضين 15 يوماً للانسحاب من الاماكن العامة التي يحتلونها فيما طلب الجيش اتخاذ تدابير عاجلة بعد شهرين من أزمة غير مسبوقة. ولم يحدد الجيش طبيعة الاجراءات التي يدعو اليها، لكنه اكد ان تصاعد الحركة الاحتجاجية يهدد "سلامة اراضي" البلاد، فيما أعلنت اجهزة الاستخبارات في وقت متأخر من مساء الجمعة انها فتحت تحقيقاً في "محاولة الاستيلاء على السلطة" بعدما اطلعت على الخوادم التي ضبطت في كانون الاول/ديسمبر في مقر الحزب الذي تتزعمه زعيمة المعارضة المسجونة يوليا تيموشنكو. وفي وقت سابق، ندد أحد قادة المعارضة ارسيني ياتسينيوك ببيان الجيش معتبرا انه "محاولة ترهيب". من جانبه، اعتبر الأمين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن على موقع تويتر ان على الجيش ان يبقى "محايدا". وندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس بانتقادات مسؤولي الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة للنظام الاوكراني مشددا على انه يتوجب عليهم خصوصا ادانة "عنف" المتظاهرين. وحذرت المعارضة الأوكرانية الاوروبيين بانه "من المرجح جدا" ان يتدخل الجيش لتفريق المتظاهرين الذين يعتصمون في كييف منذ أكثر من شهرين. وأبلغ ارسيني ياتسينيوك احد قادة المعارضة مسؤولين أوروبيين بينهم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون خلال لقاء عقده معهم في ميونيخ "حول مخطط مرجح جداً للسلطة لاستخدام القوة بما يشمل مشاركة الجيش" كما جاء في بيان لحزب باتكيفشتشينا الذي ترأسه المعارضة المسجونة تيموشنكو. وكان الجيش الاوكراني طالب الجمعة باتخاذ تدابير عاجلة مؤكدا ان تصعيد حركة الاحتجاج "يهدد وحدة اراضي" هذه الجمهورية السوفياتية السابقة. ودعا العسكريون الرئيس الاوكراني يانوكوفتيش "القائد الاعلى للجيوش الى اتخاذ تدابير عاجلة في اطار القانون الحالي لارساء الاستقرار في البلاد". وأضاف بيان الجيش انه "من غير المقبول شن هجمات على مبان عامة ومحاولة منع السلطات من القيام بمهامها خصوصا وان تصعيد حركة الاحتجاج يهدد وحدة اراضي" اوكرانيا. واجتمع ياتسينيوك ايضا مع وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير والرئيس الالماني يواكيم غاوك. واثر ذلك أعلن ان المانيا مستعدة لاستقبال الناشط من المعارضة ديميترو بولاتوف الذي كشف الجمعة تعرضه لتعذيب على مدى أسبوع بعد خطفه في 22 كانون الثاني/يناير، لتلقي العلاج الطبي. وترك ديمترو بولاتوف (35 عاماً) وهو أب لثلاثة أولاد في غابة في احدى ضواحي كييف بعدما احتجز في مكان مجهول وقال انه خضع للتعذيب لاكثر من اسبوع. ونجح في الوصول الى قرية وطلب منها مساعدة. وقال بولاتوف في تصريحات لمحطات تلفزة "قاموا بصلبي وقطعوا اذني والحقوا بي جروحا في وجهي وضربوني على كل أنحاء جسمي لكن اشكر الله لانني حي".