قال صديقي هايل الذي عاد للتوّ من أرض الوطن: هل قرأت «قصة الكثبان .. الرمال المتحرّكة» للمؤلف روي أ. جالانت الذي يتحدّث فيه عن ماهيّة الكثبان الرملية التي تغطّي أماكن كثيرة على اليابسة، وعن أصل الرمال التي تشكّل الكثبان ومصدرها بأسلوب أدبي أقرب إلى رواية القصة مما هو إلى النصوص العلمية، تفاصيل رحلة الرمال من الصخور الجبلية إلى قاع المحيطات، وأنواع الكثبان المختلفة من كثبان طولية ومستعرضة، موضّحاً كيف تشكّل الرياح في اتجاهاتها المختلفة أشكالاً متنوّعة من الكثبان الرملية،. كما يوضّح الكتاب الفروق وأوجه الشبه بين أنواع الكثبان التي تعجّ بمظاهر الحياة المتعدّدة من نباتات وحيوانات، ويتحدّث كذلك عن ظاهرة زحف الكثبان، وكيف أنّ هذه الحركة المستمرّة هي واحدة من أسباب ظاهرة التصحّر، التي يسهم فيها البشر أيضاً، ويتطرّق إلى التفاعل بين الكائنات الحيّة والبيئة المحيطة بها، وكيف يؤثر الإنسان في الطبيعة سلباً في كثير من الأحيان، وبالمعلومات الشائقة عن الحيوانات والنباتات التي تعيش في الكثبان، التي طوّرت كثيرا من المزايا لتتكيّف مع البيئة المحيطة، وأنه من معروف أن الصحارى تشكّل أحد أهم العوامل التي تؤثر في أنماط حياة العرب، وليس بالضرورة أن يقتصر تأثيرها في قاطنيها بشكل مباشر، بل يمتدّ ليطول سكّان المدن والمناطق الزراعية والساحلية على حد سواء، فعلى الرغم من أن الكثبان الرملية التي ترسم معالم وتفاصيل الصحاري، وتحدّد أطراف السواحل توحي بالسكون، إلا أنها مملوءة ومفعمة بالحياة؟! خالد الفيصل قلت له: ليس بعد، ولكني يا صديقي ومن بين ثلوج مدينة الرياح «شيكاغو» يحنّ قلبي لجزيرة العرب وبراري الوطن خاصة فيما زرته سابقاً في فصل الشتاء الجميل الذي لا يصل إلى 30 درجة تحت الصفر كما هو في شيكاغو فهنا لا تستطيع الخروج، ولهذا تكتب رواية أو مقالة أو قصة قصيرة، وهناك الجوّ الشاعري الجميل في أرض الوطن، وأنت في إحدى الصحاري إما أن تكتب القصيدة أو تستحضر قصيدة غيرك مثل قصيدة الإماراتي الراحل خليفة بن مترف: خليفة بن مترف أحب البرّ والمزيون وأحب البدو والأوطان وأحبك قبل لا يدرون هلي وأهلك ولا الجيران وأحب العذري المخزون بمجرى الدم والشريان وأحبك والمحبة عون محبٍّ عاشقٍ ولهان ولو تطلب نظر العيون عطيتك مني الصفطان وأبيع الروح لو يشرون وترضي الخاطر الزعلان حرام البعد يالمظنون حرام الصدّ والهجران تعطّف وارحم المفتون بحبك هايمٍ حيران تبات انته مريح شجون وأنا شجوني بها طوفان لي من غمّضت العيون أنا ونومي حربنا بان لي هاجمني المظنون فمن عنده يرد الشان وصلى الله على المأمون محمد من نسل عدنان أو قصيدة خالد الفيصل: شبيت ضوي بالظلام في صحصح ذيبه عوى مالي انيس إلا النجوم او نور وضاح القمر خالي وكني في زحام قلبي تلهف وانشوى ماعاد اميز بالحشى ولا على ضو الجمر وين انت ياداعي سلام وين انت يا بايع دوى ردو لي النومه ترى بالعين جلاد السهر قال لي: حين تشتدّ الرياح في «شيكاغو» دائماً ما أستحضر قصيدة سعيد بن على المري: ماضي إلى شفتك تذكرت مافات اسمك يذكرني بعصرٍ لنا زل وحي العصور الماضيه للوليات يوم إننا نرحل مع البر وانحل واضعوننا تمشي على كل مشهات ولامن جفتنا الدار من اهلها انشل ونرعى بمجاهيمً لقاحً وخلفات ونرعى القفور اللي المطر علها عل وانحل باطراف الفياض العذيات ونبني بيوت من الشّعر وانتكامل والنار شبت والشوامي مراكات وحطّو لهم قطعة اشده على زل ثم اقبلو اهل الوجيه الفليحات ربعٍ لهم في مقعد العز منزل وسوالفٍ بين النشاما طريفات بضرب المثل تبري السقاما من العل وماني اتكلم دون ربعي وبالذات انا اتكلم بالبداوه عن الكل أيام راحت حيها واحاسافات فيها لناسه والطرب والتعلل واليوم لو حن في البيوت الرفيعات حياة مايشفق عليها وتنمل الكل في بيته ولا فيه نوهات خطرٍ عليه من القعاد يتعقل تقول مسجونٍ تحمل اجنايات من دونه ابواب تصك وتقفل هذا وانا مالي على الناس سلطات ولا لي بعد بمراقب النّاس مدخل توقّف صديقي هايل، ثم قال: إلى آخر القصيدة، وكذلك قول عبدالله الجرهدي: بسم الله المعبود رب العبادي أبدا كلامٍ موجزٍ فيه تلخيص مثايلٍ ماهي خطات الدوادي اللي على ماقال نكثٍ وتلويص يا ما حلا المطلاع يم الحمادي نمشي من الاحساء ونمشي من خريص يم الشمال اللي ربتبه جدادي ارتاح في مشين بهاك البراخيص الله على المبيت في وسط وادي بس السباع الضاريه له تعاويص فيه الضواري حاطاتٍ نوادي يسكن بها سرحان والضبع والنيص هذا طرب قلبي وهذا مرادي مشين مع البرّان وقت المقانيص في موقعن مافيه خطو السرادي اللي صجونا وزعجونا بتقحيص وجيهم تقول فيها رمادي وعيونهم من المشاكل مفاليص هذا ماعندي ويمكن اكون غادي والناس دايم للحقيقه محاريص