الليلة سيظهر التنافس يصورة مختلفة، والحضور سيكون مغايراً كذلك، والنتيجة التي ستؤول إليها المباراة ستكون غير مسبوقة، فراعي الحفل الأمير سلمان له اليد الطولى في وصول الرياضة السعودية لكثير من انجازاته فهو في مساعيه شكل سندا كبيرا لخادم الحرمين الشريفين في دعم الرياضة والرياضيين بكل ما يجعلهم ينجحون ويتألقون في المحافل الرياضية. والمباراة تصنف ضمن مباريات الدربي الكبيرة في الوطن العربي، بنجومها والتاريخ العريض الذي يتكئ عليه الفريقان، إلى جانب التنافس الذي يغلف مباريات الهلال والنصر، ليس جديداً إذا قلنا أنه لا يستطيع أحد التنبؤ بنتيجة المباراة قبل انطلاقتها، ولا يستطيع محلل أو ناقد خبير أن يضع عنواناً غير عنوان الإثارة لهذه المباراة، وليس غريباً أيضا أن تحضر الروح الرياضية في هذا الدربي الكبير، كما هي عادة الفريقين عندما يلتقيان في المباريات النهائية. ومع كل هذا فتظهر أصوات هنا وهناك تجير الفوز لأي من الفريقين فالهلال بخبرة نجومه وحضوره الطاغي في النهائيات وتاريخه الذي يبلغ 54 بطولة، يجعل البعض يعطي الهلال فرص الكسب، وهناك أصوات أخرى ترى أن الروح المعنوية والدافعية لدى لاعبي النصر هما سلاحان يستطيعان أن ينصبا النصر بطلا للكأس الغائبة منذ مدة ليست بالقصيرة، كما أن ظهور النصر بمستوى يختلف عن 15 سنة ماضية جعلت البعض يمنحه بطاقة البطولة. المدربان كارينيو وسامي الجابر التقيا مرة واحدة وكانت الغلبة لكارينيو، وهذا يجعل الجابر يسعى لرد الدين، وإثبات انه مدرب كبير يسعى لصنع مجد يشار إليه بالبنان، في حضوره الأول على مقعد التدريب، وفي المقابل يحرص مدرب النصر على تأكيد جدارته بأنه لا يزال المدرب الأول في الملاعب حتى الآن عندما قدم فريقا متوازنا يستطيع التسجيل في كل لحظة، بإدارة موفقة خارج الملعب من خلال التغيرات التي يحدثها المدرب ذو الشعر المجعد. جمهور الفريقين مطالبون بالكثير كما هم اللاعبون، فالجمهور كما يطلق عليهم اللاعب الثاني عشر وهم ملح الملاعب، ومسؤولية التشجيع الرياضي البعيد عن الإسفاف هو مطلب الجميع، وأن يحضر الجميع بصورة لا تخدش جمال مسابقاتنا مطلب آخر، والجمهور ضلع من أضلاع النجاح، فالمسابقة والنهائي يستحقان أن يكون الجمهور وفق التطلعات التي ننشدها نحن الرياضيين. "الرياضة تسمو بالتنافس الشريف" تحت هذا الشعار طرحت الصحيفة الرائدة صحيفة الرياض عبر صفحاتها الرياضية مبادرة غير مسبوقة تحت شعار ""الرياضة تسمو بالتنافس الشريف"، وقدمت معضلة التعصب على مجموعة من الرياضيين عبر حلقتين نشرتا أمس واليوم، تناول فيها الخبراء الذين تم اختيارهم بعناية مفهوم التعصب ومظاهره وكيفية التقليل منه وتوجيهه إلى مساره التنافسي الحقيقي بعد أن شطت به بعض البرامج والوسائل الإعلامية الأخرى إلى غير جادته الحقيقة. الإعلام والادارت الرياضية واللاعبون والجماهير والقائمون على الرياضة مطالبون بأن يقدموا صورة حقيقية لمعنى التنافس الشريف وأن يعكسوا الوجه المضي لمعنى الرياضة، وهذا لا يتم إلا بإبعاد التعصب المقيت الذي فرق المجتمع وأوصله إلى تطبيق مبدأ "إن لم تكن مشجعا لفريقي فأنت ضدي"، وهذا ما نسعى نحن عبر صفحاتنا إلى وأده وهو في مهده، حتى ننعم برياضة شعارها التنافس الحقيقي المشرف، والتي يجب أن ينتهي كل شيء بنهاية المباراة وداخل الملعب، وأن لا ننقل التنافس إلى ساحة ليست بساحته، وأن نختم كل منافساتنا بالتهنئة للفائز ومواساة الخاسر، وأن يخرج الجميع من الملعب وأيديهم تصفق للجماهير الذين حضروا المباراة، عرفاناً وتقديرا لهذه الجماهير.