قال علي بن صالح العثيم عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض ان هناك تأثيرات سلبية وأخرى إيجابية على منشآت شباب الأعمال جراء حملة تصحيح اوضاع سوق العمل حيث أدت من ناحية إلى ارتفاع كلفة الخدمات وخاصة الحرفية منها، نتيجة لارتفاع تكلفة الأيدي العاملة الحرفية وهو ما سيؤدي إلى زيادة الأعباء والتحديات التي تواجه مشروعات شباب الأعمال وخاصةً الناشئة، بينما يتمثل الجانب الإيجابي في زيادة الطلب على مجموعة من الخدمات التي يحتاجها السوق مما يولد معه فرصاً استثمارية لشباب الأعمال يتعين عليهم اقتناصها. وشدد العثيم على أهمية تطوير منظومة التمويل لخدمة مشروعات شباب الأعمال بإدخال آليات جديدة ملائمة أو التوسع في تمويل مشروعات رأس المال الجريء أو "المخاطر الذي يخدم المشروعات ذات الأفكار الريادية وبخاصةً التقنية أو تلك المبنية على المعرفة، من خلال شركات أو صناديق تسمى شركات رأس المال الجريء، كما دعا لدعم القدرات التنافسية لمشروعات الشباب من خلال تنمية وتطوير المنتجات أو الخدمات التي يقدمونها والارتقاء بمستوى ومواصفات تلك المنتجات أو الخدمات مع منحهم حزمة من الحوافز الحكومية.. وهنا تفاصيل الحوار: * ما هي منطلقات استراتيجية برامج اللجنة في الدورة الحالية، وما أبرز محاورها؟ - اعتمدت اللجنة في أول اجتماع لها تشكيل فريق عمل إعداد الإستراتيجية والذي عقد بدوره عددا من ورش العمل وجلسات العصف الذهني المكثفة لإعداد وصياغة إستراتيجيتها للدورة الحالية حيث انطلقت تلك الإستراتيجية من القيم والثوابت التي تأسست عليها اللجنة بالسعى نحو تهيئة وتمكين شباب الأعمال وتحفيز العمل الحر وترسيخ ثقافة ريادة الأعمال بمجتمع الشباب، وانتهت إلى اعتماد عدد من المحاور منها صقل شباب الأعمال وتدريبهم وإرشادهم، تذليل العقبات والصعوبات لتمكين الشباب، تفعيل التعاون وتبادل الخبرات بين شباب الأعمال، ترسيخ ريادة الأعمال ونشر ثقافة العمل الحر والمشاركة في تكوين رؤية اقتصادية مستقبلية وتهيئة شباب الأعمال للمساهمة في مسيرة التنمية. تأهيل وتدريب الشباب على المهارات الأساسية أهم ما يحتاجه الشاب للعمل الحر التصحيح في سوق العمل * ما مدى تأثر قطاع الأعمال للشباب بتصحيح سوق العمل؟ وهل يمكن أن يتيح التصحيح فرصاً للشباب للدخول في عالم المال والأعمال؟ - لا شك أن هناك تأثيرات سلبية وأخرى إيجابية انعكست على منشآت شباب الأعمال جراء الإجراءات التصحيحية الأخيرة التي شهدها سوق العمل، فمن جانب أدت هذه القرارات إلى ارتفاع كلفة الخدمات وخاصة الحرفية منها نتيجة لارتفاع تكلفة الأيدي العاملة الحرفية وهو ما سيؤدي إلى زيادة الأعباء والتحديات التي تواجه مشروعات شباب الأعمال وخاصةً الناشئة منها، بينما يتمثل الجانب الإيجابي في زيادة الطلب على مجموعة من الخدمات التي يحتاجها السوق مما يولد معه فرصاً استثمارية لشباب الأعمال يتعين عليهم اقتناصها في ظل نسب مخاطرة أقل من المعدلات التي كانت موجودة سابقاً، وأنا أدعو وزارة العمل بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار إلى الكشف عن تلك الفرص من واقع الدراسات المتوفرة لديهم ومن ثم رسم خريطة للأنشطة والفرص الاستثمارية المتاحة بالمملكة والملائمة لشباب الأعمال من واقع نتائج القرارات الأخيرة وتأثيرها على قطاع الأعمال. علي العثيم * هناك العديد من المبادرات لتشجيع ودعم شباب الأعمال؟ ما هي بنظركم المتطلبات الحقيقية التي يحتاجها الشاب في بداية عمله التجاري؟ - في اعتقادي أن أهم ما يحتاجه الشباب لبدء أعمالهم التجارية هو التهيئة والتمكين وأقصد بالتهيئة تأهيل وتدريب الشباب على المهارات الأساسية الضرورية لخوض غمار العمل الحر بشكل عام، وتقديم التوجيه والإرشاد لمشروعاتهم بشكل خاص أو ما يعرف بالاحتضان، وأقصد بالتمكين دعم القدرات التنافسية لمشروعات الشباب من خلال تنمية وتطوير المنتجات أو الخدمات التي يقدمونها والارتقاء بمستوى ومواصفات تلك المنتجات أو الخدمات مع منحهم حزمة من الحوافز الحكومية كاعتماد نسبة من المشتريات الحكومية بالموازنة العامة للدولة لصالح مشروعات شباب الأعمال إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر من خلال وضع بند ضمن اشتراطات المناقصات الحكومية يُلزم الشركات المتنافسة بشراء خدمات أو منتجات تلك المشروعات. كما يمكن أيضاً تحفيز الشركات والوكالات الأجنبية التي تستثمر بالمملكة على دعم وتمكين شباب الأعمال من خلال نقل الخبرات والمعارف إليهم وتحويلهم إلى موردين أو منتجين أو موزعين لمنتجات أو خدمات تلك الشركات كجزء من برنامج مسؤوليتها تجاه تنمية المجتمع. التمويل * التمويل هل هو بالفعل عقبة رئيسية في طريق شباب الأعمال؟ ما هي الآليات التمويلية التي ترونها مناسبة لدعم الشباب؟ - لا شك أن تمويل المشروعات الناشئة يمثل أحد أهم التحديات التي تواجه شباب الأعمال، فلا يزال طيف واسع من المشروعات وخاصةً الريادية منها تعاني من الشروط المجحفة للاقتراض عند احتياجها إلى التمويل سواء كان في مرحلة التأسيس أو التمويل الضروري في مرحلة النمو، وذلك بداعي ارتفاع نسب المخاطرة التي تميز تلك المشروعات، مما تسبب في وجود فجوة في منظومة التمويل لدينا والتي خلفت بدورها تداعيات منها، فقدان الاقتصاد الوطني لمشروعات تنموية هامة وعدم القدرة على إنتاج فرص العمل وإضعاف القدرة على الإبداع والابتكار التي تميز المشروعات الريادية، ومن ثم فإن هناك أهمية لتطوير منظومة التمويل لدينا بإدخال آليات تمويل ملائمة أو التوسع في آليات تمويل أخرى كرأس المال الجريء أو "المخاطر الذي غالباً ما يستخدم في تمويل المشروعات ذات الأفكار الريادية وبخاصة التقنية أو تلك المبنية على المعرفة من خلال شركات أو صناديق تسمي شركات رأس المال الجريء. وهذا النوع لا يقدم التمويل المالي فقط كما هو الحال في أنظمة التمويل الأخرى بل يقوم على مبدأ المشاركة، وترجع أهمية رأس المال الجريء إلى قدرته على ضخ المزيد من المشروعات الناشئة القائمة على التقنية داخل منظومة الاقتصاد الوطني، تنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني، دعم الابتكار والإبداع الفكري وتحويله إلى منتجات معرفية ذات قيمة اقتصادية عالية ومن ثم تسريع التحول المنشود إلى اقتصاد المعرفة، وأخيراً الحد من ظاهرة البطالة. * ماهي أبرز المجالات التي تحظى بجذب استثمارات الشباب (خدمية، صناعية .. إلخ)؟ - طبقاً لدراسة واقع منشآت شباب الأعمال فإن المشروعات الخدمية والمشروعات القائمة على التقنية هي أكثر القطاعات التي تجذب الشباب للاستثمار فيها كونها لا تحتاج إلى رأس مال كبير في البداية، وأنا أدعو الشباب الذين يرغبون في خوض غمار العمل الحر بالبحث عن أفكار ريادية تسد احتياجاً للمجتمع أو تجد حلولاً لمشكلات قائمة أو بتطوير نماذج أعمال لمشروعات قائمة بالفعل، حتى يتجنبوا حدة وشراسة المنافسة خاصةً في مرحلة البداية.