جاءت المجالس البلدية لكي تساهم جنباً إلى جنب مع البلديات في تطوير الخدمات البلدية والمحافظة على المرافق العامة والعمل على الاستفادة منها الاستفادة الكاملة، فهي تمارس أعمال التشريع والتقرير، إضافة إلى سلطة الرقابة، وهذا هو المطلوب منها والمؤمل عندما ظهرت إلى الساحة قبل سنوات. ولكن عندما نقرأ في أخبارها، نجد اجتماعات تعقد، ولجانا تشكّل، ووفودا تنتدب، وبعد ذلك تختفي الصورة..!! أعلم أنّ لغة التعميم هي لغة خاطئة، ولكن المتابع لأخبار اجتماعات أعضاء هذه المجالس وجداول أعمالها وقراراتها، ومقارنته بما هو موجود على أرض الواقع يرى بوناً شاسعاً بينهما..!! وحتى لا يكون الكلام على عواهنه، سأضرب مثلاً في كيفية تعاطي المجلس البلدي في محافظة الزلفي مع وضع واحتياجات متنزه المطل الغربي، والتقصير الواضح تجاه المحافظة عليه: 1- في جلسة للمجلس عُقدت في شهر جمادى الآخرة من عام 1429ه، وافق المجلس على المخطط المقترح لتطوير المطل الشرقي والغربي. مضى على هذه الجلسة قرابة الست سنوات والمطل على حاله، باستثناء زراعة العشب في جزء منه، وهو عمل تشكر عليه البلدية. أتمنى أن يكون التطوير أوسع وأشمل، وأن يغطي كافة أرجاء المطل. كما أن وضع المستثمر الذي يقوم بتأجير الدراجات النارية، والغرف التي بناها في المطل والتي تحولت كسكن للعمالة قد شوهت المنظر، وقتلت من جماليته الشيء الكثير. أتساءل هنا هل العقد المبرم بينه وبين البلدية يسمح له بذلك..؟! 2-وافق المجلس في جلسة له، عقدت في شهر رمضان من عام 1431ه على اقتراح بخصوص وضع معالم بارزة لحدود المطل الغربي، وتكليف البلدية بذلك، وإذا وجدت أراضي مجاورة له وغير مملوكة فتضم له. ما يخشاه الكثيرون هو أن الآخرين هم من يقوم بضم أجزاء من المطل إلى أملاكهم ..!! 3- أوصى المجلس في جلسته التي عقدها في شهر شوال من عام 1432ه، بضرورة عمل رفع مساحي لكامل المطل الغربي، مع ضرورة تزويد المجلس البلدي بخرائط التصوير الجوي للمطل قبل 1408 ه. ماذا تم بعد ذلك..؟! المطل الغربي تآكل، ولم يبق منه إلا الفتات..!! المطل الغربي ملك للجميع، من حقهم الاستفادة من كامل مساحته، وكذلك من اطلالته. قبل سنوات كان بمساحات شاسعة، وله إطلالة ساحرة على المدينة، وبغمضة عين، ووسط تراخي الأجهزة المسؤولة اختفت معظم أجزائه ومساحاته. ولعل المجلس الحالي في دورته الحالية يضع النقاط على الحروف؛ بحيث تتم الاستعانة بخرائط التصوير الجوي له والتي ستبين بما لا يدع مجالاً للشك الحدود التاريخية للمطل، وبعد ذلك يتم وضع معالم توضح حدوده، حتى يكون في مأمن من الاعتداءات المستقبلية.