الصداقة هي أسمى شيء في الوجود.. خصوصاً إذا كانت صادقة مخلصة، وكما أنها تعني الكثير فهي الرفيق في الطريق الصعب.. إن كلمة (صديق) تعني الصدق، وتعني الشخص القريب الذي أُطلعه على جميع أسراري بارتياح وثقة في شخصه. يشعر بي، ويفكر معي، ولأجلي، ويظل بجانبي في الضيق، وألقاه بجانبي يقويني، ويساندني، وفي الأوقات السعيدة يقف بجانبي يهنئني ويشجعني. أشعر معه بالأمان، فمن منا لا يحتاج إلى صديق كهذا.. فالصداقة الصادقة هل يمكن أن تنتهي أحياناً؟ فمن هو الصديق الحقيقي؟ وهل يوجد صديق في هذا الزمان؟؟.. الصديق الحقيقي: هو الصديق الذي تكون معه, كما تكون وحدك.. أي هو الإنسان الذي تعتبره بمثابة النفس. الصديق الحقيقي: هو الذي يقبل عذرك ويسامحك إذا أخطأت ويسد مسدك في غيابك. الصديق الحقيقي: هو الذي يظن بك الظن الحسن، وإذا أخطأت بحقه يلتمس العذر ويقول في نفسه لعله لم يقصد. الصديق الحقيقي: هو الذي يرعاك في مالك وأهلك وولدك وعرضك. الصديق الحقيقي: هو الذي يؤثرك على نفسه ويتمنى لك الخير دائماً. الصديق الحقيقي: هو الذي يوسع لك في المجلس، ويسبقك بالسلام إذا التقاك، ويسعى في حاجتك إذا احتجت إليه. الصديق الحقيقي: هو الذي يدعو لك بظهر الغيب دون أن تطلب منه ذلك. الصديق الحقيقي: هو الذي يفيدك بعلمه وعمله وصلاحه وأدبه وأخلاقه. الصديق الحقيقي: هو الذي يرفع شأنك بين الناس وتفتخر بصداقته ولا تخجل من مصاحبته والسير معه. الصديق الحقيقي: هو الذي يتمنى لك ما يتمنى لنفسه؛ فالصديق الحقيقي هو الذي لا تغيره المناصب والأموال ولا الأزمان والأحوال بأي حال من الأحوال؛ فإن للصداقة آداباً قلّ من يراعيها؛ ولذلك فإننا كثيراً ما نجد المحبة تنقلب إلى عداوة، والصداقة تنقلب إلى بغضاء وخصومة، ولو تمسك كل من الصاحبين بآداب الصداقة لما حدثت الفرقة بينهما، ولما وجد الشيطان طريقاً إليهما. ومن آداب الصداقة التي يجب مراعاتها: 1 - أن تكون الصداقة والأخوة في الله عزَّ وجل. 3 - أن يكون الصديق ذا عقل راجح, وحلم وعلم. 4 - أن يكون عدلاً وصادقاً ومخلصاً، بشوشاً ومرحاً. 5 - ومن آداب الصداقة: أن يستر عيوب صاحبه ولا ينشرها. 6 - أن ينصحه برفق ولين ومودة، ولا يغلظ عليه بالقول. 7 - أن يصبر عليه في النصيحة ولا ييأس من الإصلاح. 8 - أن يصبر على أذى صديقه. 9 - أن يكون وفياً لصاحبه مهما كانت الظروف. 10 - أن يزوره في الله عزّ وجل لا لأجل مصلحة دنيوية. 11 - أن يسأل عليه إذا غاب، ويتفقد عياله إذا سافر. 12 - أن يعوده إذا مرض، ويسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، وينصح له إذا استنصحه، ويشمته إذا عطس، ويتبعه إذا مات. 13 - أن ينشر محاسنه ويذكر فضائله. 14 - أن يحب له الخير كما يحبه لنفسه. 15 - أن يعلمه ما جهله من أمور حياته، ويرشده إلى ما فيه صلاح دينه ودنياه. 16 - أن يذبّ عنه ويردّ غيبته إذا تُكلم عليه في المجالس. 17 - أن ينصره ظالماً أو مظلوماً. ونصره ظالماً بكفه عن الظلم ومنعه منه. 18 - ألا يبخل عليه إذا احتاج إلى معونته؛ فالصديق وقت الضيق. 19 - أن يقضي حوائجه ويسعى في مصالحه، ويرضى من بره بالقليل. 20 - أن يؤثره على نفسه ويقدمه على غيره. 21 - أن يشاركه في أفراحه، ويواسيه في أحزانه وأتراحه. 22 - أن يكثر من الدعاء له بظهر الغيب. 23 - أن ينصفه من نفسه عند الاختلاف. 24 - ألا ينسى مودته. 25 - ألا يكثر عليه اللوم والعتاب. 26 - أن يلتمس له المعاذير ولا يلجئه إلى الاعتذار. وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع 27 - أن يقبل معاذيره إذا اعتذر. 28 - أن يرحب به عند زيارته، ويبشّ في وجهه، ويكرمه غاية الإكرام. 29 - أن يبادله الهدايا، ولا ينساه من معروفه وبره. 30 - أن ينسى زلاته، ويتجاوز عن هفواته. 31 - ألا ينتظر منه مكافأة على حُسن صنيعه. 33 - ألا يعيّره بشيء يغضبه ولا بذنب فعله، ولا بجرم ارتكبه. 35 - ألا يكثر معه المُماراة والمجادلة، ولا يجعل ذلك سبيلاً لهجره وخصامه. 37 - ألا يفشي له سراً، ولا يخلف معه وعداً، ولا يطيع فيه عدواً. 38 - أن يسارع في تهنئته وتبشيره بالخير. 39 - ألا يحقر شيئاً من معروفه ولو كان قليلاً. 40 - أن يشجعه دائماً على التقدم والنجاح.. سائلين الله الهداية والتوفيق للجميع..