خلف ملامح العم محمود الأحمد المليء بتغضّنات حفرها الزمن على وجهه يقبع إنسان مليء بالطموح والإقبال وحب الحياة إذ لم تمنعه (57) عاماً من أن يفترش على طريق الرياض - القصيم مكاناً لبيع ألعاب الأطفال ويقول: من هذه المهنة أقوم بإعالة تسعة من الأبناء بنين وبنات ويضيف: هي مصدر رزقي بعد الله ولا أجد غضاضة في مزاولتها والتكسب منها بل أستطيع القول أني أمارسها بسعادة بالغة فهي تقيني ذلّ الحاجة وتجنّبني مرارة سؤال الناس وهذا يكفي. - ويتفاوض على السعر مع أحد العابرين وعن متوسط دخله من هذه المهنة يقول:الدخل غير ثابت ففي بعض الأوقات يصل إلى مائتي ريال يومياً وأحياناً ينزل الى خمسين ريالاً وفي النهاية الأرزاق على الله. أما الشاب يوسف أحمد فبدا سعيداً وهو يستقبلنا وتطفح ملامحه ببشر وحيوية كبيرين ويقول إنه يمارس هذا العمل استثماراً لوقت فراغه وفي نفس الوقت يقوم بمساندة والده الفقير في أعباء الحياة التي تزداد متطلباتها يوماً بعد يوم، ويواصل حديثه وهو يقوم بترتيب أغراضه وهي عبارة عن دُمى حيوانات وألعاب صغيرة وسيارات ومظلات وغيرها يواصل قائلاً: البيع هنا الحمدلله معقول وأدر منه ما يسد الرمق ويكفي الأسرة ذل الفاقة والحاجة للأقرباء أو غيرهم. براءة الأطفال تتجسد في ابتسامة خجولة أما الشاب محمد حسناوي الذي كان ظاهر عليه الإرهاق فيقول إن البيع هذا اليوم لم يكن مجزياً ولم يُدرّ من الجلوس سوى لهيب الشمس الحارق لكنه يستدرك قائلاً: الأمل في الله كبير والمكتوب من الرزق سيأتي الله به ولو بعد حين ويضيف: عملنا هذا فيه مشاق عديدة فمن جلب البضائع من مدينة جدة أو بعض الأسواق الشعبية في الرياض يكبدنا متاعب وخسائر جمة قياساً بظروفنا لكن هي الحياة والإنسان لا شك خُلق في كبد. الشاب يوسف حيوية وإقبال على ترتيب معروضاته من الألعاب