قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إن الترويكا - الثلاثي الحزبي الذي حكم تونس يعد تجربة ناجحة وسوف لن يتم التخلي عن هذه التجربة التي جمعت بين إسلاميين معتدلين وعلمانيين معتدلين مستقبلا وقد تتسع لتشمل أحزابا جديدة بحسب ما سيفرزه صندوق الانتخابات القادمة. وقال الغنوشي في حوار على قناة التونسية إنه لا يستبعد إذا ما تمكنت النهضة من المشاركة في الحكم المرة القادمة، وأن يكون من الائتلاف الحاكم القادم حزب «نداء تونس» وهو الحزب الذي سبق أن ساهم الغنوشي في شيطنته بإطلاق تصريحات نارية ضده باعتباره نتاجا لسنوات الظلم والقهر الذي لحق المناضلين على مدى خمسين سنة - حسب قوله. وبيّن الغنوشي أن التقارب الأخير بين حركة النهضة ونداء تونس فرضته مصلحة تونس والخيار الديمقراطي قائلا: «أن السياسة نتعلم كيف يجب أن نحكم بالديمقراطية». وعن الشقيق اللدود رئيس نداء تونس قال الغنوشي إنه سياسي محنك وحاضر البديهة يحسن الخطاب واستعمال التراث الشعبي «وقد تعلم ذلك عن بورقيبة» والى جانب ذلك فهو دمث الأخلاق، مضيفاً أن حركة النهضة لم تعد تعتبر نداء تونس حزبا ل «التجمعيين» بل هو حزب كالبقية ويعمل في إطار القانون. وعن حزب التجمع المنحل حزب الرئيس السابق بن علي قال الغنوشي كنت ضد حل هذا الحزب وتمنيت منازلته عبر صناديق الاقتراع وأنا متأكد من هزمه. وقال إن «التجمعيين» كانوا 3 ملايين وبالتالي فلا يمكن إقصاؤهم أو إبعادهم فهم مواطنون تونسيون لهم من الحقوق والواجبات. أما بالنسبة لقانون تحصين الثورة فنحن مكتفون بقانون العدالة الانتقالية لأنها الأقرب إلى قانون العدالة «لأنه لا يجب محاكمة الناس بالجملة ولن يتم إقصاؤهم أيضا بسبب انتمائهم إلى حزب سياسي». من ناحية اخرى أكد حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل راعي الحوار الوطني العباسي أن على رئيس الحكومة التونسية القادم الإعلان عن إجراءات اقتصادية واجتماعية والتصدي للإرهاب وتوفير كل الظروف الملائمة لانتخابات شفافة وديمقراطية ما يتطلب منه حل رابطات حماية الثورة.. وعلى خلفية ما يتم تداوله في الكواليس وعبر وسائل الإعلام من تسريبات عن بقاء بعض وزراء حكومة علي لعريض المستقيلة في حكومة مهدي جمعة الجديدة أكد الأمين العباسي على ضرورة التزام رئيس الحكومة الجديد ببنود خريطة الطريق في اختيار أعضاء حكومته.. ودعا العباسي إلى إنجاح النموذج التونسي في تحقيق الديمقراطية والتعددية عبر الحوار وليس العنف.. وأقرّ الأمين العام لاتحاد الشغل بتسجيل تقدم ملحوظ في مستوى المسارين الحكومي والانتخابي مهيبا بجميع الفرقاء السياسيين وبكل نشطاء المجتمع المدني الى إدراك أهمية ودقّة المرحلة الحالية وجسامة المخاطر التي تتربّص بالبلاد والتعجيل بإنهاء هذه المرحلة الانتقالية بأخفّ الأضرار ووفق منطق الكسب المشترك وليس عقلية الهازم والمهزوم.