أعلن ائتلاف المعارضة السورية المجتمع في اسطنبول السبت عقب عملية تصويت، الموافقة على ارسال وفد للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 الهادف الى ايجاد تسوية سياسية للنزاع الدامي في سورية. واِثر عملية تصويت سرّي ايّد 58 عضوا في التحالف المشاركة في مؤتمر جنيف في حين عارضها 14 عضوا وامتنع عضوان عن التصويت واخر وضع بطاقة بيضاء، بحسب النتائج التي اعلنها الائتلاف. وتوج هذا التصويت ساعات طويلة من المباحثات الحامية بين اعضاء المعارضة السورية المعتدلة التي عقدت اجتماعا مغلقا منذ منتصف نهار أمس في فندق على مشارف اسطنبول. وكان الائتلاف منقسما جدا بشان جدوى الجلوس الى طاولة مفاوضات مع ممثلي النظام السوري لكن رعاة المعارضة العرب والغربيين يدفعونه منذ ايام الى المشاركة. ومن المقرر ان يبدا مؤتمر جنيف-2 الذي تنظمه روسيا والولايات المتحدة برعاية الاممالمتحدة، الاربعاء في مونترو على بحيرة ليمان (سويسرا) ليتواصل في 24 في جنيف بين الوفدين السوريين. من جهة أخرى نظّم آلاف الأكراد مسيرة في منطقة كاديكوي باسطنبول أمس للمطالبة بتمثيل أكراد سورية في محادثات السلام الدولية المقرر أن تبدأ في سويسرا بعد أربعة أيام. وحمل المشاركون في المظاهرة التي نظمها حزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد لافتات وأعلام حزب العمال الكردستاني وصور عبد الله اوجلان زعيم الحزب المسجون. وقالت صباحات تونجيل النائب عن حزب السلام والديمقراطية "سيعقد مؤتمر دولي للسلام بشأن الحرب في سورية. ونتجمع اليوم هنا لأننا نرى أن المشاركة الكردية في هذا المؤتمر ضرورية خصوصا فيما يتعلق بمستقبل سورية. ونرى أن الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق في سورية إلا بالاعتراف بالحكم الذاتي للأكراد والسماح للأكراد بالمشاركة في عملية الإدارة". ويطالب أكراد سورية بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2 بوفد خاص بهم ومستقل عن كل من الحكومة والمعارضة. ويرى أكراد سورية الذين عانوا القهر لفترة طويلة في عهد الرئيس بشار الأسد ووالده الرئيس السابق حافظ الأسد فرصة للحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي مثلما فعل الأكراد في العراق في أعقاب الاضطرابات هناك. ويزيد عدد الأكراد في سورية عن مليونين من إجمالي 25 مليونا موزعين بين سورية وتركيا وإيران والعراق مما يجعلهم أكبر جماعة عرقية في العالم بدون دولة. ويضع تأكيد الهوية الكردية المتصاعد في سورية تركيا التي تسعى إلى إبرام سلام مع حزب العمال الكردستاني في موقف صعب. وتجري تركيا في الوقت الحالي محادثات سلام صعبة مع حزب العمال الكردستاني الذي خاضت حربا معه على مدى ثلاثة عقود.