أسعد المنتخب السعودي الجماهير الرياضية عندما قفز في التصنيف الدولي الذي أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) في شهر يناير 2014م إذ بات الأخضر السعودي يحتل المركز ال73، وجاءت فرحة الرياضيين السعوديين كون هذا الترتيب هو الأفضل لمنتخبنا منذ أكثر من ثلاثة أعوام وبالتحديد شهر نوفمبر 2010م الذي احتل فيه المنتخب المركز ال68. منذ ذلك الشهر تراجع الأخضر السعودي في التصنيف الدولي بشكل مريب وكان يتراجع من شهر لآخر حتى حصل على أسوأ مركز في تاريخه في شهر ديسمبر 2012م وهو ما دفع الاتحاد السعودي لكرة القدم لإلغاء عقد المدرب الهولندي العالمي فرانك ريكارد الذي فشل فشلاً ذريعاً في مهمته إذ لم يفلح في عمل أي إضافة للمنتخب بل إن نتائجه تدهورت إذ ودع منتخبنا التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014م من الدور التمهيدي، كما خسر كأس العرب التي أقيمت في جدة، وخرج من كأس الخليج للمنتخبات خالي الوفاض إذ لم يتمكن من بلوغ الدور الثاني. العبث في منتخبنا السعودي بدأ في عهد المدرب البرتغالي خوسيه بيسيرو عندما خرج باكراً من كأس آسيا التي أقيمت في قطر، ودرب بعده ناصر الجوهر منتخبنا في مباراتي الأردن واليابان وخسرهما، وجاء بعده المدرب البرازيلي روجيرو موريس إذ درب منتخبنا موقتاً في مباراتي هونج كونج ضمن التصفيات الأولية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014م وفاز في المباراتين، وكلف بعده المدرب الوطني خالد القروني بتدريب الأخضر في بطولة غرب آسيا 2012م إذ فاز في مباراة وتعادل في أخرى وخسر مثلهما، بعدها تعاقد اتحاد القدم مع المدرب رقم 36 في تاريخ المنتخب السعودي وهو المدرب الهولندي العالمي ريكارد الذي أكمل عبث المدربين الذين سبقوه في آخر عامين. العبث بدأ من بيسيرو واستمر مع ريكارد.. والاستحقاقات المقبلة اختبار حقيقي للطاقم الأسباني التصنيف الجديد لا يليق بالمنتخب لكنه خطوة للأمام.. وأحمد عيد أوفى بوعده ريكارد درب منتخبنا في 12 مباراة رسمية بدأها بتعادل سلبي مع عمان في التصفيات الأولية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014م، ولم يتمكن الهولندي من الفوز سوى في ثلاث مباريات فقط على تايلاند 3-صفر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014م، وعلى الكويت في كأس العرب 4-صفر، وعلى اليمن في كأس الخليج 2-صفر، وخسر في خمس مباريات وتعادل في أربع، فيما قاد ريكارد الأخضر السعودي في خمس مباريات ودية تعادل في ثلاث وخسر مباراتين إحداهما من أسبانيا صفر-5. اتحاد القدم برئاسة أحمد عيد اتخذ قراراً شجاعاً عندما أبعد ريكارد وأسند المهمة للمدرب الأسباني لوبيز كارلو (51 عاماً)، وبدأ كارلو مشواره مع الصقور الخضر في السادس من شهر فبراير 2012م إذ دربه في مباراة رسمية مع الصين ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم آسيا 2015م ونجح كارلو في الخروج من المباراة بنتيجة إيجابية إذ فاز الأخضر السعودي 1-صفر، هذا الفوز الثمين أثر إيجابياً على تصنيف منتخبنا إذ قفز عشر مراتب من المركز ال118 إلى 108، وفاز المنتخب السعودي في ثاني مبارياته مع الأسباني كارلو على المنتخب الأندونيسي ضمن التصفيات ذاتها 2-1، الانتصاران المهمان في التصفيات الآسيوية طمأنا الجماهير السعودية بعض الشيء على حال منتخبها خصوصاً بعد خروجه من التصفيات المؤهلة لكأس العالم وخسارته المنافسة على بطولتي العرب والخليج، وبالرغم من أن ثمة أصوات تعالت ونادت بتغيير المدرب الأسباني الذي كُلف حينها بتدريب المنتخب مؤقتاً إلا أنه استطاع أن يرد بطريقته عليهم من خلال تحقيق النتائج الإيجابية. بطولة "أو اس ان" الدولية الودية التي أقيمت في الرياض أقلقت الجماهير السعودية بعد أن تلقى منتخبنا خسارتين من نيوزلندا صفر-1، ومن ترينداد وتوباغو 1-3، لكن وعود المسؤولين ومدرب منتخبنا كارلو كانت في محلها عندما أكدوا غير مرة بأن الأخضر استفاد من هذه المباريات بغض النظر عن النتائج، وفي أول مباراة رسمية بعد البطولة تمكن المنتخب من الفوز خارج أرضه على العراق 2-صفر وكرر منتخبنا فوزه على العراق إياباً 2-1، هذان الفوزان قادا منتخبنا لحسم التأهل لكأس آسيا 2015م كما أنهما كانا بمثابة بطاقة عبور للمدرب الأسباني إلى قلوب الجماهير السعودية التي استعادت ثقتها في منتخب بلادها بعد ثلاثة أعوام كانت مليئة بالنتائج والمستويات المتدهورة، وارتفعت أسهم المدرب لوبيز كارلو لدى الجماهير حتى بات يُصنف على أنه رجل المرحلة، لوبيز كارلو الذي درب المنتخب السعودي في خمس مباريات رسمية لم يتذوق طعم الخسارة أبداً إذ فاز في أربع مباريات وتعادل في مباراة واحدة، وسجل منتخبنا مع كارلو ثمانية أهداف وتلقت شباكه ثلاثة، لغة الأرقام أنصفت كارلو وأثبتت بأنه مكسب كبير لمنتخبنا. النتائج المميزة للأخضر السعودي جعلته يقتحم قائمة أفضل 100 منتخب في العالم من جديد إذ احتل في شهر نوفمبر 2013م المركز ال99، وفي ذات الشهر خرج منتخبنا من مباراة الصين في التصفيات الآسيوية بنتيجة إيجابية إذ تعادل معه في بكين سلبياً وهي النتيجة التي ساهمت في احتلاله المركز ال87 عالمياً في شهر ديسمبر، وقبل يومين حقق منتخبنا قفزة كبيرة في التصنيف عندما تقدم 14 مرتبة وأضحى يحتل المركز ال73. رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد أوفى بما وعد خلال حملته الانتخابية عندما قطع عهداً على نفسه بتحسين موقع المنتخب السعودي في التصنيف وإعادته إلى سابق عهده، وبلا شك فإن تقدم منتخبنا 45 مرتبة في سلم الترتيب خلال عام واحد لم يأتِ من فراغ بل هو حصاد مجهودات كبيرة قام بها اتحاد القدم والقائمون على المنتخب السعودي. وبالتأكيد أن اتحاد القدم ومسؤوليه يدركون جيداً بأن الترتيب الحالي لمنتخبنا لا يليق به أيضاً وأن مصدر سعادة الجماهير به هو أنهم اطمأنوا بأن منتخب بلادهم يسير في الاتجاه الصحيح وهو ما يزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق مسؤولي رياضتنا. مباراتنا مع اندونيسيا في تصفيات كأس آسيا التي ستقام بعد أكثر من شهر تعتبر "تحصيل حاصل" لكن لابد أن يدخلها منتخبنا وعينه على الفوز كونها مباراة رسمية ستلعب دوراً مهماً في التصنيف، وكل ما نتمناه أن يدخلها الأخضر بشعار الفوز ولا غيره، فالجماهير السعودية صبرت كثيراً في الأعوام الثلاثة الأخيرة وتأمل أن تشاهد منتخب بلادها يحتل موقعاً مميزاً في التصنيف. مسؤولو اتحاد القدم تنتظرهم مهمة لا تقل سهولة ولا أهمية عن سابقتها في المرحلة المقبلة من خلال العمل الجاد ووضع الخطط التي من شأنها أن تساهم في مواصلة الأخضر السعودي ذات الطريق والتقدم من شهر لآخر في التصنيف الدولي، ومنها إقامة المعسكرات خلال أيام (FIFA) وتنظيم المباريات الودية لزيادة الانسجام بين اللاعبين والمدرب من جهة ولكسب مزيد من النقاط للاستفادة منها في التصنيف من جهة ثانية، كما أن الاهتمام لابد أن يشمل المنتخبات السنية والأندية كونها تعتبر الرافد والممول الأول للأخضر السعودي.