أكّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده ستقوم كل ما بوسعها ليؤدي مؤتمر "جنيف-2" الخاص بسورية إلى إطلاق الحوار بين الأطراف السورية وإيقاف سفك الدماء في البلاد. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين، قوله خلال تسلمه أوراق الاعتماد من عدد من السفراء الأجانب في الكرملين امس، إنه "يتعيّن علينا في عام 2014 الجديد أن نعمل معاً على ترسيخ النتائج الأولى التي تم تحقيقها فيما يتعلق بحل عدد من القضايا الدولية الرئيسية، وأنا اتحدث، طبعاً، عن القضيتين السورية والإيرانية". وأضاف "سنعمل كل ما بوسعنا لينجح مؤتمر (جنيف-2) في إطلاق الحوار، ويؤدي إلى وضع حد للمواجهة التي لا معنى لها ولسفك الدماء". ودعا بوتين إلى دعم جهود المجتمع الدولي الرامية إلى التحضير للمؤتمر الدولي الخاص بسورية، معرباً عن أمله بأن "تشارك جميع الأطراف القادرة على المساهمة بشكل إيجابي في تسوية النزاع". الى ذلك أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس أن ممثلي الحكومة السورية والمعارضة سيلتقون وجها لوجه أكثر من مرة في مؤتمر السلام بشأن سورية في سويسرا الأسبوع المقبل. وقال لافروف "لايعلم أحد كم من الوقت سيلزم.. لكن من الواضح أن المؤتمر لن ينتهي فى الثاني والعشرين من الشهر الحالي ، فهو سيبدأ فقط". وكانت إحدى النقاط الصعبة في معرض الاعداد للمؤتمر هي ما إذا كان يجب السماح لإيران بالمشاركة. وأكد لافروف، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايراني محمد جويد ظريف في موسكو، مجددا موقف روسيا المتمثل في وجوب السماح بمشاركة إيران. من جهته قال ظريف إن إيران لن تقبل أي شروط "تطرح من أي من المشاركين الاخرين في المؤتمر". ومن المقرر أن يلتقي ظريف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال لافروف إنه سيلتقى نظيره السورى ،وليد المعلم على نحو منفصل اليوم، ونفى تقارير سابقة بعقد مباحثات ثلاثية. وكانت وكالة أنباء "انترفاكس" الروسية نقلت في وقت سابق عن مسؤولى السفارة الايرانية في موسكو القول إن المعلم وصل إلى العاصمة الروسية على متن طائرة ظريف. وتطالب الولاياتالمتحدةإيران أولا بأن تعلن تأييدها لهدف المؤتمر المتمثل في تشكيل حكومة انتقالية في سورية. وأعلنت روسيا عن عزمها تكثيف الجهود مع شركائها الدوليين بهدف تهيئة الظروف المواتية لعقد مؤتمر "جنيف-2" حول سورية، ومن بينها دفع الحكومة والمعارضة إلى التوصل لهدنة وتبادل الأسرى. ونقلت وكالة انباء (نوفوستي) الروسية عن بيان للخارجية، امس، إن "الهدف من هذه الجهود هو دفع الحكومة والمعارضة السوريتين لاتخاذ سلسلة من الخطوات ذات الطابع الإنساني، ومنها التوصل إلى هدنة في بعض المناطق، وتبادل الأسرى والمعتقلين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، سواء من قبل القوات الحكومية أو المعارضة المسلحة". واعتبرت الخارجية الروسية أن "عقد المؤتمر الدولي حول سورية في موعده المحدد يحمل أهمية كبيرة"، مؤكدة أن "المؤتمر ليس هدفاً بحد ذاته، لكن المهم أن تساهم عملية المباحثات في جنيف، من بدايتها إلى نهايتها، في إحداث تغيير على الأرض لجهة تقليص المصائب، وتقليل معاناة الشعب السوري، وخفض مستوى العنف". وكشفت موسكو أن الحكومة السورية حددت تشكيلة الوفد المفوض بإجراء مباحثات في جنيف، معربة في الوقت عينه عن أسفها لعدم تشكيل المعارضة وفدها، وأملها بأن تسمع في القريب العاجل موافقة الأخيرة على المشاركة. وأكدت الخارجية أن القرارات التي ستتخذ في جنيف يجب أن تكون ثمرة توافق الأطراف السورية، ولا يمكن أن تفرض من أي أحد على المشاركين في المؤتمر. على صعيد متصل اعلنت الخارجية الاميركية الاربعاء ان وزير الخارجية جون كيري سيترأس الوفد الاميركي الى مؤتمر جنيف-2 للسلام في سورية الاسبوع المقبل الذي يهدف الى جمع النظام السوري والمعارضة للمرة الاولى منذ بدء النزاع. وتجري استعدادات مكثفة برعاية الاممالمتحدة لعقد هذا المؤتمر الذي يفترض ان يفتتح في 22 كانون الثاني/يناير في مدينة مونترو السويسرية. وما زالت المعارضة السورية منقسمة حول مسالة مشاركتها في المؤتمر، ويفترض ان تتخذ الجمعة قرارا في هذا الشأن. وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف "ننطلق من مبدأ انها (المعارضة) ستشارك. لاأجرؤ على تصور ماذا سيحدث اذا لم تشارك". وأضافت ان السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد موجود في اسطنبول حيث يحاول اقناع المعارضة بالمشاركة في جنيف-2. وقالت هارف إن "قيمة (المؤتمر) ستنخفض كثيرا اذا لم يذهبوا لانه من مصلحتهم ان يذهبوا"، وأوضحت أن "مشاركة (المعارضة) لاتصب فقط في مصلحتنا بل أيضا في مصلحتها ومصلحة الشعب السوري". وتحدث وزير الخارجية الاميركي هاتفيا الاربعاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بعد يومين على لقائهما الاثنين في باريس. وقال مكتب وزير الخارجية الروسي إن لافروف وكيري "ناقشا الاستعدادات لمؤتمر السلام الدولي حول سورية والاجراءات التي تهدف الى تخفيف الازمة الانسانية في هذا البلد". وقال هارف ان اجتماعات عديدة تعقد بعيدا عن الاضواء "لإيجاد أجواء" تمنح مؤتمر السلام "فرصة أكبر للنجاح". ولفتت إلى أن كيري سيتوجه إلى دافوس للمشاركة في الدورة الرابعة والأربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي حيث سيكرر التزامه بعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.