أكد الباحث الاجتماعي والخبير في شؤون المجتمع الدكتور عبدالعزيز بن محمد الزير أن ما يشاهد مؤخراً من تجاوزات شرعية وتهريج بغرض الشهرة والظهور الإعلامي من بعض من يدعي المعرفة بتفسير الأحلام هي لعب باسم الدين لا يجب السكوت عليه. واعتبر الدكتور الزير أن قلة قليلة فقط من المعبرين هم الثقات أما البقية متطفلون على هذا العلم داعياً إلى تقنين تفسير الرؤى وتشكيل لجنة لتقييم المعبرين وحصر الثقات منهم ولجنة لمتابعة ما يطلقه المدعون لخطورة ما يتفوهون به مما يتسبب أحياناً في جرائم قتل. وقال الدكتور عبدالعزيز ان التعبير أصبح مهنة من لا مهنة له فيستطيع أي أحد الاطلاع على بعض الرموز ويدعي القدرة على التعبير مشيراً إلى أن المعبر الصادق غالباً ما يتحرج من الظهور في القنوات الفضائية لأنه يقدم ما يرضي الله سبحانه ولا يبحث عن الشهرة. وبين الدكتور الزير أن كثرة مدعي علم التأويل أصبح ظاهرة في المجتمع يجب القضاء عليها أو تقنينها، لما تسببه التعابير الخاطئة من فوضى ومشاكل أسرية بالإضافة إلى تأثيرها على الأمن الوطني، من غير دراسة ولا علم ولا فهم ولا معرفة بأوضاع المجتمع، فيدخلون في أسرار الناس والأسر والبيوت، ويطلقون آراء شخصية واجتهادات لا يصح أن يطلق عليها تأويل رؤيا، وليست مبنية على ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم. وأكد الزير أن قلة قليلة فقط من المعبرين هم الثقات، أما البقية فهم للأسف الشديد متطفلون على هذا العلم لأغراض متنوعة، منها الأغراض المادية ومنها لغرض الشهرة، ومنهم من يرغب في الوصول للبيوت والدخول في أسرار الأسر وبالتالي اصطياد النساء، مشيراً إلى ضرورة تواجد لجنة لتقييم المعبرين واختبار قدراتهم، وتهيئتهم سلوكياً وأخلاقياً ودينياً ومعرفة بأصول التعبير، لكي يعتد بتعبيرهم ويتم حصر التفسير من خلالهم، للقضاء على المتطفلين على هذا العلم. كما اقترح الدكتور عبدالعزيز تكوين لجان لمتابعة ما يطلقه المعبرون، مثل اللجان المكونة من امارات المناطق ووزارة الداخلية ووزارة الصحة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمتابعة الرقاة الشرعيين، لأن ما يقوم به المعبرون خطره أشد على المجتمع من خطر الرقاة، فبعض المعبرين يتسبب في طلاق الأزواج، وبعضهم يتسبب في القطيعة وتفكك الأسر، وذلك بسبب تعابيرهم الخاطئة دون علم والتي تؤدي أحياناً إلى جرائم وحالات قتل. واعتبر الباحث الاجتماعي والخبير في شؤون المجتمع الدكتور عبدالعزيز الزير أن أكثر المستفيدين من ازدياد نشاط معبري الرؤى والأحلام هم القنوات الفضائية التجارية، فهي تدر عليهم ملايين من الريالات من خلال الاتصالات ورسائل ال SMS، فأصبحت تلك القنوات تلتقط كل من هب ودب لتعبير الرؤى، وبعض تلك القنوات تملك أكثر من معبر لكي لا يتوقف سيل الرسائل، دون النظر لتضرر الأسر والعوائل من تعبير مفسر جاهل لا علاقة له بعلم التعبير. وقال الدكتور الزير ان أكثر ما يشاهد في القنوات الفضائية من حوارات بين المعبر والمتصل هو سيناريو محبوك ومتفق عليه مسبقاً، لكي يكسبوا ثقة الناس حين نشر هذا التأويل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكي تشتهر تلك القناة وبالتالي تحصيل زيادة من الأموال، ولكي يشتهر ذلك المعبر ويظهر في الاعلام ويبرز اسمه، مما يدفع البعض من مدعي علم التفسير إلى التهريج وإطلاق تعابير بتحقيق ناد ما لبطولة، بحثاً عن الشهرة والمادة لا أقل ولا أكثر. وأشار الدكتور عبدالعزيز أنه ذكر في كتابه "كيف تفسر أحلامك" أن الأسلم للإنسان أن لا يتعلق بتفسير الرؤى ولا يبحث عنها، وأن يستبشر المرء بالرؤية الحسنة، وإن كانت غير ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم وليستعذ بالله من شرها، والرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا أنواع الأحلام، فمنها الرؤيا الصادقة الصالحة، وأحاديث النفس وأضغاث الأحلام، إلا أن معبري القنوات الفضائية يعبرون كل شيء يرد إليهم. وشدد الباحث الاجتماعي والخبير في شؤون المجتمع الدكتور عبدالعزيز الزير على أن ما يقوم به بعض مدعي تفسير الأحلام مصيبة واصطياد للناس باسم الدين، فديننا الإسلامي دين عظيم، دين السماحة والراحة والمحبة، يجب أن نستغله فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، وما فيه رفعة لهذا الدين وحماية الوطن وعلاج الناس، ولا يجب أن نستغله لأمور دنيوية من مال وشهرة وغيره، وتدمير الناس وإثارة البلبلة والمشاكل، من أجل أن يسطع نور هذا المعبر.